tgoop.com/hadith505/4437
Last Update:
-
هذا الحديث فيه جانبٌ تَعليميٌّ مِنَ
النَّبـيِّ ﷺ لأصحابِه ولأمَّتِه من بَعدِهم
في الحِرصِ على مَعـالي الأُمورِ، وعدَمِ
التَّعوُّدِ على الكسَلِ والدَّعَةِ، وكيف
تكونُ صَلاةُ الجماعةِ؛ ففيه يُخبِرُ
أبو سَعيـدٍ الخُدريُّ رَضيَ اللهُ عنه:
أنَّ رسـولَ اللهِ ﷺ رأى في أصحابِه
تَأخُّرًا؛ إذ كانوا غير مُلتزِميـن بالحُضورِ
إلى الصَّلاةِ مُبكِّرًا، أو لا يَهتمُّون
بصُفوفِ الصَّلاةِ حتَّى كان منهم مَن هو
في آخِرِ المسجدِ، فقال النَّبيُّ ﷺ
لهؤلاء المتأخِّريـن: تَقدَّموا فاقتُدوا
بإمامتي لكم في أحوالِ صَلاتِكم
وكونوا صُفوفًا من خَلفي، وليَأتَمَّ كلُّ
صَفٍّ بمَن قَبله.
ومعنى ائتمامُ كلِّ صفٍّ بمَن قَبلَه: أنَّه
يَتبَعُه في حَركاتِه إن غاب عنه حَركاتُ
الإمامِ لانعدامِ رُؤيتِه أو ما شابَه، ثُمَّ
حذَّرَهم من أنَّه لا يزالُ البعضُ
يَتأخَّرون عن صُفوفِ الصَّلاةِ حتَّى
يُؤخِّرَهمُ اللهُ في الدَّرجاتِ، أو يَتأخَّرونَ
عنِ الصَّفِّ الأوَّلِ؛ حتَّى يُؤخِّرَهمُ اللهُ
عن عظيمِ فضلِه، ورَفيعِ مَنزِلتِه.
قال الشيخ ابن عثيمين في معنى
الحديث: وعلى هذا فيخشى على
الإنسان إذا عود نفسـه التأخر في
العبـادة أن يبتلى بأن يؤخره
الله عز وجل في جميع مواطن الخير.
'باختصار من فتاوى ابن عثيمين ٥٤/١٣'
»» فالتأخُّر لا نهايـة له، قد يتأخَّر أول
الأمر عن الصفِّ الأول، ثـم عن تكبيرة
الإحرام، ثم يتأخَّر عن الركعـة الأولى،
ثم يتكاسل عن الثانية، وهكذا يُستدرَج
باتباع خطوات الشيطان، والنفسُ
تعتاد الشيء، فإذا اعتادته أصبح وصفًا
لها، كما قال النبي ﷺ عن الكذب:
'وما يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب
حتى يُكتَب عند الله كذَّابًـا'. متفق عليه
ما من إنسـانٍ يَرضَى لنفسه بذلك إلا
وقد رضي لها بالخسـران؛ فمَن أراد أن
يقدِّمه الله على غيره، ويجتنب عقابه،
»» فليُسابق إلى طاعته.
وقد ضرب لنـا سلفُنا الصالح خيرَ مثال
في المبادرة والمرابطة، وترك الأعمال
فورًا عندما يسـمعون النداء للصلاة.
قال سعيد بن المسيب: "ما فاتتني
الصلاة في جماعة، وقال: ما فاتتني
التكبيرة الأولى منذ خمسـين،
وما نظرتُ في قفا رجلٍ في الصلاة
منذ خمسين سنة".
وعن عثمان بن حكيم قال:
سمعت سعيـد بن المسيب يقول:
"ما أذَّن المؤذِّن منذ ثلاثين سنة إلا
وأنا في المسجد".
وقال إبراهيم التيمي: "إذا رأيت الرجلَ
يتهاون في التكبيرة الأولى، فاغسل
يدك منه".
فلو عاش أمثال هؤلاء في عصرنا، كم
سيغسلون أيديهم منا؟
نسأل الله العظيم ربَّ العرش أن يوقظ
قلوبَنا مِن غفلتها، وأن يجدِّد الإيمـان
في قلوبنا؛ إنه سميع قريب.
-
BY #انشـر_سُنَّــة
Share with your friend now:
tgoop.com/hadith505/4437