tgoop.com/hadith505/4440
Last Update:
-
في هذا الحديثِ يُبشِّرُ النبيُّ ﷺ النِّساءَ
اللَّواتي ابتُلِينَ بفَقدِ الولدِ بالأجرِ العظيمِ
المُترتِّبِ على هذا البَـلاءِ، وقد كُنَّ طلَبنَ
منه ﷺ أن يَجعَلَ لهنَّ يومًا يقومُ
بِوَعظِهنَّ والحديثِ إليهنَّ فيه، فقالوا له:
غلَبَنا عليك الرِّجالُ، أي: على الجُلـوسِ
معك والاستماعِ لِكلامِك، فجَعَلَ
النبيُّ ﷺ لهنَّ يومًا، ووَعَظَهنَّ وذكَّرهنَّ
بجَزاءِ البَلاءِ.
فأخبَرَهنَّ أنَّه ما مِن امرأةٍ يَموتُ لهـا
ثَلاثةٌ مِنَ الولدِ في حَياتِها، إلَّا كان هذا
البلاءُ حِجابًا وحاجزًا لها مِنَ النَّارِ،
فقالتِ امرأةٌ: ومَن ماتَ لها اثنانِ؛ هل
لها مِثلُ مَن مات لها ثَلاثـةٌ؟ فقال ﷺ:
«واثنينِ»، فمَن ماتَ لها اثنانِ مِن وَلَدِها
في حَياتِها كان ذلك البلاءُ حاجزًا
ومانعًا لها مِن دُخولِ النَّارِ.
وقد بيَّنَت رِوايةُ أبي هُريرةَ عندَ
البُخاريِّ أنَّ المَقصودَ ثَلاثةٌ لم يَبلُغوا
الحِنثَ؛ فهو مُقيَّدٌ بعدَمِ بُلوغِهم سِـنَّ
التَّكليفِ الذي يُكتَبُ فيه الإثمُ على
المُذنِبِ، وخُصَّ الحُكمُ بالَّذين لم يَبلُغوا
الحِنثَ؛ لأنَّ قَلبَ الوالدينِ على الصَّغيرِ
أرحَمُ وأشفَقُ دونَ الكبيرِ؛ لأنَّ الغالبَ
على الكبيرِ عدَمُ السَّلامةِ مِن مُخالَفةِ
والِدَيه.
وقيل: خُصَّ الحُكمُ بالثَّلاثةِ أوَّلًا؛ لأنَّ
الثَّلاثةَ داخلةٌ في حيِّزِ الكثيرِ، وقد
يُصابُ المؤمنُ فيكونُ في إيمانِه مِن
القوَّةِ ما يَصبِرُ بها على المُصيبةِ،
ولا يَصبِرُ لتَكرُّرِها عليه، فلذلك صار مَن
تَكرَّرت عليه المَصائبُ فَصَبَر أولَى
بجَزيلِ الثَّوابِ، والولَدُ مِن أجلِّ ما يُسَـرُّ
به الإنسانُ، حتى إنَّه يَرضى أن يَفديَه
بنفسِـه، هذا هو المعهودُ في الناسِ
والبَهائمِ، فلذلك قَصَدَ رسـولُ اللهِ ﷺ
إلى أعلى المَصائبِ والحضِّ على
الصَّبرِ عليها.
وهذا الحديثُ جاء الخِطابُ فيه
للنِّساءِ، وقد بالخِطابِ العامِّ لكلِّ مُسلِمٍ
فيما روَى البخاريُّ عَن أبي هُريرةَ
رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ ﷺ قال:
«لا يموتُ لِمُسلمٍ ثَلاثةٌ مِنَ الولدِ فَيِلجَ
النَّارَ إلَّا تَحِلَّةَ القَسَمِ»؛ فهذا يَشمَلُ النِّساءَ
والرِّجالَ.
روى أحمد بسند حسـن عن مُعاذ قال:
قال رسول الله ﷺ: ما من مُسلميـن
يتوفى لهما ثلاثة إلا أدخلهما الله الجنة
بفضل رحمته إياهما فقالوا:
يا رسـول الله أو اثنان قال: أو اثنان
قالوا: أو واحدٌ قال: أو واحدٌ ثم قال:
والذي نفسي بيده إن السِّقط ليجُرُّ أمه
بسرره إلى الجنة إذا احتسبته.
وهذا مما يُطَمئِنُ المؤمـن ويُصبِّره
ويُخفف عليه المصيبة، إذا عرف أنَّ
هذه المصيبة يترتب عليها هذا
الخير العظيم.
-
BY #انشـر_سُنَّــة
Share with your friend now:
tgoop.com/hadith505/4440