tgoop.com/hadith505/4449
Last Update:
-
كان لرسول الله ﷺ أذكار كثيـرة بعد
كل صلاة مكتوبة، ففيها التسـبيح،
والحمد، والتكبير، وفيها أدعية خاصة،
وبعض الآيات، وكان له أيضًا سُنَّة جليلة
يقولها دبر كل صلاة، وهي سُنَّة قول
شهادة التوحيد بعد الصلاة، وكان له
صيغتان في ذلك.. فأما الأولى:
ما جاء في هذا الحديث، أنَّ النبيَّ ﷺ
كان يُهلِّلُ بعد تسليمِه من كلِّ صلاةٍ
مكتوبةٍ بهذا الذكر العظيم، ومعنـاه:
"لا إله إلا الله": يعني لا معبود بحق إلا
الله. "وحده لا شـريك له" أي: إنه
لا مشارك له في ألوهيته وربوبيته
وأسمائه وصفاته.
"له الملك" أي: له الملك المُطلَق العـام
الشامل الواسع، ملك السموات والأرض
وما بينهما. "وله الحمـد" أي:
هو المُتصف بالكمال المطلـق، المحمود
بالكمال محبةً وتعظيمًا على كل حال،
في السراء، وفي الضراء.
"وهو على كل شيء قديـر": فقُدرته
كاملة وتامَّـة من كل وجهٍ، لا يُعجزه
شيءٌ، ولا يمتنع عليه أمرٌ من الأمـور.
"لا حول ولا قوة إلا بالله" أي: لا تَحَوُّل
من حالٍ إلى حال، ومن معصية الله إلى
طاعته، ولا قوة إلا بالله فهو المعين
وعليه التُّكلان.
"لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه": تأكيد
على معنى الألوهية ونفي الشرك، وأنه
لا يستحق العبادة سواه.
"له النعمة وله الفضل": فهو الذي يخلق
النِّعَم ويملكها، ويتفضَّل بها على من
يشاء من عباده.
"وله الثناء الحسن": على ذاته وصفاته
وأفعاله ونعمه، وعلى كل حال.
"لا إله إلا الله، مخلصين له الديـن":
أي موحِّدين لا رياء ولا سمعة في طاعة
الله. "ولو كره الكافرون"، أي: ثابتيـن
على توحيد الله وعبادته ولو كره
الكافـرون.
فهذه صيغة، وأما الصيغة الثانية فقد
وردت في روايـة البخاري ومسلم
عن المُغِيرَةِ بنِ شُعبـةَ رضي الله عنه
يَقولُ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ ﷺ، يَقولُ إِذا
قَضى الصَّلاةَ: «لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ
لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ وهوَ
عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، اللهُمَّ لا مانِعَ لِما
أَعطَيتَ، ولا مُعطيَ لِما مَنَعـتَ، ولا يَنفَعُ
ذا الجَدِّ مِنكَ الجَدُّ».
ولا يخفى على أحد قيمة شهادة
التوحيـد، وقد روى البخاري عَن
أَبي هُرَيـرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ:
"قيلَ يا رَسـولَ اللَّهِ مَن أَسعَدُ النَّاسِ
بِشَفاعَتِكَ يَومَ القيامةِ؟
قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَقَد ظَنَنتُ يا
أَبا هُرَيرةَ أَن لا يَسأَلُني عَن هَذا الحَديثِ
أَحَدٌ أَوَّلُ مِنكَ لِما رَأَيتُ مِن حِرصِكَ
عَلى الحَديثِ أَسعَدُ النَّـاسِ بِشَفاعَتي
يَومَ القيامـةِ، مَن قالَ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،
خالِصًا مِن قَلبِهِ، أَو نَفسِهِ».
فلنَقُل بعد كل صلاة أيًّا من هاتيـن
الصيغتين، أو كلاهما معًا، ولنجعل
أنفسنا أهلًا لشفاعة رسول الله ﷺ
يوم القيامة.
-
BY #انشـر_سُنَّــة
Share with your friend now:
tgoop.com/hadith505/4449