tgoop.com/hadith505/4455
Last Update:
-
الصَّبرُ ضياءٌ يُضيءُ للإنسانِ الظُّلماتِ،
ويُهوِّن عليه الشَّدائدَ والكُرباتِ، ويَهديه
سَبيلَ الحَقِّ، ويُيسِّرُ له الطَّريقَ إلى
الجنَّةَ، ومِن ثمَّ فهو مِن أهمِّ الأخلاقِ
الَّتي يَنبغي للمُسلِمِ أنْ يتَّصِفَ بها.
وفي هذا الحَديثِ يَروي عبدُ اللهِ بنُ
عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّ امرأةً سَوداءَ
-قيل اسمُها: سعيرةُ الأَسديَّةُ، وقيل
شقيرة- كانت مُصابةً بِداءِ الصَّرَعِ
-وهو مَرَضٌ في الجِهـازِ العَصَبيِّ
تَصحَبُه غَيبوبـةٌ في العَضَلاتِ- فأتتِ
النَّبـيَّ ﷺ تَشْكو مَرضَها وحالَها، وأنَّها
عندَ إصابتِها بنَوْبةِ الصَّرعِ تَتكشَّفُ،
فيَظهَرُ جَسدُهـا، وطلَبَت منه ﷺ أن
يَدعوَ لها بالشّفاءِ مِن مَرَضِها هذا.
فخيَّرَها النَّبـيُّ ﷺ بين أن تَصبِرَ
ويكونَ جَزاؤها الجنَّـةَ، وبين أن يَدعوَ
لها فيَذهَبَ عنها المرضُ، فاختارتِ
الصَّبرَ على المرضِ رَجاءَ الجنَّة، ولكنَّها
طلَبت منه ﷺ أن يَدعوَ لها ألَّا تَتكشَّفَ؛
حِفاظًا على جَسدِها وعَورتِها من
الظُّهورِ أمامَ النَّاس وهي لا تدري، فدَعا
لها النَّبيُّ ﷺ ألَّا تَتكشَّفَ أثناءَ صَرَعِها.
قال ابن هبيرة رحمه الله:
"في هذا الحديث ما يدل على من
ابتلي بمثل ما ابتليت به هذه المرأة،
فصبر كما صبرت، كان له مثل ما
وعدها رسول الله ﷺ؛ لأنه علل دخول
الجنة بصبرها، فاختارت الصبر.
فاقتضى مفهومُ الخطاب أن كل من
كانت حالُه مثل حالها، وصبر، مختارًا
للصبر على العافية: رجي له من فضل
الله عز وجل ما رجي لها".
[ الإفصاح ٣/٤٦ ]
"فــاصبر.. على ما قدره الله عليك
من البلاء فإنك لا تدري أي مصائبك
ستكون بابك إلى الجنة"
-
BY #انشـر_سُنَّــة
Share with your friend now:
tgoop.com/hadith505/4455