tgoop.com/hadith505/4458
Last Update:
-
ومع هذا الإحكام والتفصيل والبيان
للشريعة الربانيـة فإنَّ الله تعالى جعل
فيها مُتشابهات، وهذه المتشابهات منها
ما لا يعلمه إلا الله تعالى، ومنها
ما يعلمه بعضُ النـاس دون بعض،
بحسب ما لديهم من علم بالشريعة،
وفِقه في الدِّين.
وفي هذا الحديث قرأ رسـول الله ﷺ
هذه الآيـة: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ
مِنْهُ آيَـاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ
مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ
وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْــمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ
كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو
الْأَلْبَابِ}.
وفيها أخبر اللـه سبحانه أنه هو الذي
أنزل على نبيه القرآن، الذي منه آيات
واضحة الدلالة، معلومة الأحكام لا لبس
فيها، هي أصل الكتاب ومرجعـه، وهي
المرجع عند الاختلاف، ومنه آيات أُخر
محتملة لأكثر من معنى، يلتبس معناها
على بعض الناس، أو يظن أن بينها
وبين الآية الأخرى تعارض.
ثم بين الله تعامل الناس مع هذا الآيات
فالذين في قلوبهم مَيـلٌ عن الحق
فيتركون المُحكم، ويأخذون بالمتشابه
المُحتمل، يبتغون بذلك إثارة الشبهة
وإضلال الناس، ويبتغون بذلك تأويلها
على ما يوافق أهواءهم.
وأما الثابتون في العلم فإنهم يعلمون
هذا المتشابه، ويردُّونه للمحكم،
ويؤمنون به وأنه من عند الله سبحانه
وتعالى، ولا يمكن أن يلتبس أو يتعارض
ولكن ما يتذكر بذلك ولا يتعظ
إلا أصحاب العقول السليمة.
ثم قال النبـي ﷺ لأم المؤمنين عائشة
رضي الله عنها أنها إذا رأت الذيـن
يتبعون المتشابه فإنهم هم الذين سمَّى
الله في قوله: {فأما الذين في قلوبهم
زيغ} فاحذروهم ولا تصغوا إليهم.
وقوله ﷺ "فاحذروهم" يشمل أمرين:
أحدهما: الحذر من شخوصهم
لا يصحبون، فالذي يشبه ويخلط الحق
بالباطل _رجلًا أو امرأة_ لا ينبغي أن
يُصحب، لأنه يفتح عليك باب شر.
والآخر: الحذر من نصوصهم، أي كلامهم
فلا يستمع إليه ولا يُنشر ولا يتلقى.
⇇ أمراض القلوب بالشبهات تُعدي
كأمراض الأبدان بالعلل، فيجب الحذر
من مجالسة أصحابها.
-
BY #انشـر_سُنَّــة
Share with your friend now:
tgoop.com/hadith505/4458