tgoop.com/hadith505/4467
Last Update:
-
البِرُّ بالوالِدَيـنِ بابٌ واسِعٌ للنَّجاةِ منَ
النارِ، والفَوزِ بالجنَّـةِ؛ ولهذا أكَّدَت
تَعاليمُ الإسلامِ البِرَّ بالوالِدَينِ،
مع التَّحذيرِ مِن عُقوقِهما.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبـيُّ ﷺ:
«رَغِمَ أَنفُ»، أي: لُصِقَ أَنفُه بِالرَّغامِ، وهو
التُّرابُ المختلِطُ بِالرَّملِ، والمرادُ به:
الذُّلُّ والخزيُّ، وكرَّرها ثلاثـًا؛ زِيادةً في
التَّنفيرِ والزَّجرِ عمَّا يُذكَرُ بعدَه، فَسُـئِلَ:
مَن هذا يا رسولَ الله؟ فَأجابَ ﷺ:
«مَن أدركَ وَالدِيـه -أحدَهما أو كَليهِما-
عندَ الكِبَرِ، فَلَم يَدخُلِ الجنَّـةَ»؛ وذلكَ
بِسَـببِ عُقوقِهما، فَبِرُّهما عِندَ كِبَرهِما
وضَعفِهما بِالخدمةِ والنَّفقةِ وغيرِ ذلك؛
سَببٌ لِدخولِ الجنَّةِ.
فَمَن قَصَّرَ في ذلك فاتَهُ دُخولُها،
واستَحقَّ سُوءَ العاقبةِ.
وخُصَّ حالـةَ الكِبَرِ بالذِّكرِ مع أنَّ بِرَّ
الوالدَينِ يَنبغي المُحافظةُ عليه في كلِّ
وقتٍ، وفي كُلِّ حالـةٍ؛ لأنَّه أحوجُ
الأوقاتِ إلى حُقوقِهِما؛ لشِدَّةِ احتياجِهما
إلى البِرِّ والخِدمـةِ في تِلكَ الحالةِ.
وقد ورَدَ في القرآنِ بَيانُ وكَيفيَّةُ
التَّعامُلِ مع الوالدينِ؛ فقال اللهُ تعالَى:
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ
أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا
تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۩ وَاخْفِضْ
لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ
ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيـرًا}
[الإسراء: ٢٣ - ٢٤]
فقد أمَرَ اللهُ تعالَى وأوجَبَ ووصَّى
بعِبادتِه وحدَه، وبالإحسانِ إلى الوالِدَينِ،
فإن عاشَا حتَّى كَبِرَت سِنُّهما وضَعُفَت
قُواهما -أحدُهما أو كِلاهما-؛ فلا يَجوزُ
التَّأفُّفُ وإظهارُ التَّضَجُّرِ منهما، ولا يَجوزُ
انتهارُهما وإغلاظُ القولِ لهما.
بلِ الواجِبُ على الابنِ أن يَقولَ لهما
قَولًا حَسَنًا لَيِّنًا، رَقيقًا جَميلًا يُفرِحُهمـا،
فيه تأدُّبٌ معهما، وتلَطُّفٌ لهما، وعليه أن
يكونَ ذَليلًا مُتواضِعًا لوالِدَيه؛ رَحمةً منه
بهما، فلا يُخالِفَهما فيما يَأمُرانِه به
ويَنهيانِه عنه مِمَّا ليس فيه مَعصيةٌ
للهِ تعالَى، وأن يَدعوَ لهما بالرَّحمةِ؛ جَزاءً
لهما على تَربيتِهما له في صِغَرِه.
سئل أحد الفضلاء: "ما بر الوالديـن؟!
قال: أن تبذل لهما ما ملكت وتطيعهما
في ما أمراك ما لم يكن معصية.
قيل: فما العقوق؟! قال: أن تزجرهما
وتشتمهما. ثم قال: أما علمت أن نظرك
في وجه والديـك عباده؟!
فكيف بالبر بهما؟! "
اللهـم اجعلنـا من الأبناء البررة
ولا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا اللهم إنا
نعوذ بك من العقوق.. اللهـم من كان حيا
من آبائنا وأمهاتنا فمتعه بالصحة
والعافية وزيادة الطاعة وفرج همه
وغمه ومن كان ميتـًا فاغفر له وارحمه
واجعل قبره روضة من رياض الجنة.
-
BY #انشـر_سُنَّــة
Share with your friend now:
tgoop.com/hadith505/4467