tgoop.com/hadith505/4473
Last Update:
-
كان النَّبيُّ ﷺ يَأكُلُ مِن الطَّعامِ ما رَزَقه
اللهُ به، ويَرضى بالقليـلِ، ويَتواضَعُ في
أكلِه وهَيئتِـه، تَضرُّعًا للهِ
ورِضًا بما رَزَقَه بـه.
وفي هذا الحديثِ يَروي أنسُ بنُ مالكٍ
رَضيَ اللهُ عنه أنَّه رأى النَّبِيَّ ﷺ
«مُقعيًا»، مِن الإقعاءِ، وهو جِلسةُ الرَّجلِ
على أطرافِ أليَتَيه، ناصبًا ساقيه، وهي
هَيئـةٌ مُتواضِعةٌ للجلوسِ، وإنَّما أكَلَ
النَّبِيُّ ﷺ كذلك؛ لِئلَّا يَستقِرَّ في الجِلسةِ
فيَأكُلَ أكلًا كثيرًا؛ لأنَّ الغالبَ أنَّ الإنسانَ
إذا كان مُقعيًا لا يكونُ مُطمَئِنًّا في
الجلوسِ، وإذا كان غيرَ مُطمئنٍ فلن
يَأكُلَ كثيرًا.
وقيـل: إنَّما كان يَأكُلُ كذلك؛ لِعَدمِ نَهَمِه،
وقلَّةِ مُبالاتِه بِأكلِه؛ إذ لم تكُن هِمَّتُه فيما
يَجعَلُ في بَطنِـه، وإنَّما كان يَأكُلُ القليلَ
مِنَ الطَّعامِ عندَ الحاجةِ، وعلى جِهةِ
التَّواضعِ.
وعَن عَلي بنِ الأَقمَرِ، سَمِعتُ أَبا جُحَيفةَ،
يَقولُ: قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ:
«لَا آكُلُ مُتكِئًا».صحيح البخاري (٥٣٩٨)
قال ابن القيم رحمه الله:
ويذكر عنه - ﷺ - أنه كان يجلس للأكل
متوركًا على ركبتيه، ويضع بطن قدمه
اليسرى على ظهر اليمنى تواضعًا- ﷺ -
لله عز وجل، وأدبًا بين يديه، قال:
وهذه الهيئة أنفع هيئات الأكل وأفضلها؛
لأن الأعضاء كلها تكون على وضعها
الطبيعي الذي خلقها الله تعالى عليه.
[ زاد المعاد في هدي خير العباد ٢٠٣/٤]
وجملة القول في هيئة الجلوس للأكل:
أنه لا يأكل متكئًا ولا ساقطًا على وجهه،
ولا قائمًا، بل يجلس على ركبتيه
أو على هيئة الإقعاء، أو على قدميه،
أو يرفع الركبة اليمنى، ويجلس على
الركبة اليسرى.
[ لمعات التنقيح في شرح مشكاة
المصابيح ٢٣٠/٧ ]
-
BY #انشـر_سُنَّــة
Share with your friend now:
tgoop.com/hadith505/4473