tgoop.com/hadith505/4476
Last Update:
-
صِلـةُ الرَّحمِ مِن أفضلِ الطَّاعاتِ الَّتي
يَتقرَّبُ بها العبدُ إلى ربِّه عزَّ وجلَّ، وقد
أمَرَ اللهُ بها، وحذَّر مِن قَطعِهـا، وجعَلَ
قَطعَها مُوجِبًا لِلعذابِ، ووَصلَها
مُوجبًا لِلمَثوبةِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ ﷺ بِفضلِ صِلةِ
الرَّحمِ في الدُّنيا، والمـرادُ بالأرحامِ:
أقاربُ الإنسانِ، وكلُّ مَن يَربِطُهم رابطُ
نسَبٍ، سواءٌ أكان وارثًا لهم أو غيرَ
وارثٍ، وتَتأكَّدُ الصِّلةُ به كُلَّما كان أقرَبَ
إليه نَسَبًا. فيُخبِرُ أنَّه بصِلةِ الأرحامِ
يُوسِّـعُ اللهُ تعالَى الأرزاقَ ويُبارِكُ فيها؛
فمَن أحبَّ ذلك فليَصِل رَحِمَه.
وقولُـه: «ويُنسَأَ له في أثَرِه»، يعني:
يُطوِّلُ اللهُ في عُمرِ الواصلِ، ومعنى
تَأخيرِ الأجَلِ وزِيادةِ العُمرِ: الزِّيادةُ
بالبرَكةِ فيه، والتَّوفيقِ لِلطَّاعاتِ،
وعِمارةِ أوقاتِه بما يَنفَعُه في الآخِرةِ،
وصِيانتِه عَن الضَّياعِ في غيرِ ذلك.
أو المرادُ: بَقاءُ ذِكرِه الجَميلِ بعدَه،
فكأنَّه لم يَمُت، وقيل: الأجَلُ أجَلانِ:
أجَلٌ مُطلَقٌ يَعلَمُه اللهُ، وأجَلٌ مُقيَّدٌ؛ فإنَّ
اللَّهَ أمَرَ الملَكَ أن يَكتُبَ للإنسانِ أجَلًا،
وقال: إن وصَلَ رَحِمَه زِدتـه كذا وكذا.
والملَكُ لا يَعلَمُ أيَزدادُ أم لا، لكنَّ
اللَّهَ تعالَى يَعلَمُ ما يَسـتقِرُّ عليه الأمرُ.
وقد ورَدَ الحـثُّ فيما لا يُحصَى مِن
النُّصوصِ الشرعيَّةِ على صِلـةِ الرَّحِمِ،
وتكونُ الصِّلةُ بمُعاوَدتِهم وتفقُّدِ أحوالِهم
وزِيارتِهم، والكلامِ الطيِّبِ وإعانتِهم على
الخَيرِ، وبذلِ الصَّدَقاتِ في فُقَرائِهم،
والهَدايا لأغنيائِهم، ونحوِ ذلك ممَّا يُعَدُّ
صِلةً في العُرفِ، وليسَ الواصِلُ
بالمكافِئ؛ فقد قال النَّبيُّ ﷺ:
«ليس الواصِلُ بالمُكافِئ، ولكِنِ الواصِلُ
الَّذي إذا قُطِعت رَحِمُه وصَلَها»
كما رواه البُخاريُّ.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
"إنًّ القوم ليتواصلون وهم فجرة! فتكثر
أموالهـم، ويكثر عددهم، وإن القوم
ليتقاطعون فتقل أموالهم، ويقل
عددهم". [ مختصرالصواعق ٨٨٦/٣ ]
وكثير من النـاس يشكو من سوء الحال
وقلة الرزق! ولو نظرت في حاله لما
وجدت عنده رحمـًا موصولة.. 💔
-
BY #انشـر_سُنَّــة
Share with your friend now:
tgoop.com/hadith505/4476