tgoop.com/hadith505/4479
Last Update:
-
قد تَشـتَدُّ البلايا والمِحَنُ أو تَكثُرُ الفِتنُ
في الدُّنيـا، فيَجزَعُ الإنسانُ ويتمنَّى
الموتَ، حُزنًا على دُنيـاه، وربَّما حَدَثَ له
في دينِه أشَدُّ من ذلك، فلا يُحرِّكُ ساكِنًا.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبـيُّ ﷺ:
"والذي نفسي بيَدِه"، وهذا قَسَمٌ باللهِ
الَّذي روحي أَو حَياتي بيَـدِه سُبحانَه،
وكثيرًا ما كان يُقسِمُ النَّبيُّ ﷺ بهذا
القسَمِ، "لا تذهَبُ الدُّنيـا"، أي: لا تفرُغُ
ولا تَنقَضي، "حتى يَمُرَّ الرَّجُلُ على
القَبـرِ، فيَتمرَّغَ عليه"، يعني: يتقلَّبُ في
التُّرابِ عندَ القَبرِ، "ويقولُ: يـا ليتني
كُنتُ مكانَ صاحِبِ هذا القَبرِ"، أي: كُنتُ
مَيِّتًا مكانَه؛ وذلك لاستراحةِ الميِّتِ من
نَصَبِ الدُّنيا وعنائِها.
وذِكرُ الرَّجُلِ في الحديثِ للغالِبِ؛ وإلَّا
فالمرأةُ يُمكِنُ أن تتمنَّى الموتَ لذلك
أيضًا، "وليس به الدِّينُ"، أي: ليس
الدَّاعي له إلى هذا الفِعلِ مُصيبةً في
الدِّينِ، كما جاءَ في رِوايـةٍ عندَ أحمدَ:
"ما به حُبُّ لِقاءِ اللهِ"، ولكِن ليس به "إلَّا
البَلاءُ"، والمعنى: أنَّه لا يَتمنَّى الموتَ
تديُّنًا وتقرُّبًا إلى اللهِ، وحُبًّا في لقائِـه،
وإنَّما لِما نَزَلَ به من البَـلاءِ والمِحَنِ في
أُمورِ دُنياه، وهذا يكونُ في آخِرِ الزَّمانِ
عندَ اقترابِ قيامِ الساعَةِ، وانقضاءِ
أجَلِ الدُّنيا.
قال ابن بطال في شرحه:
"غبطة أهل القبور وتمني الموت عند
ظهور الفتن إنما هو خوف ذهاب الدين؛
لغلبة الباطل وأهلـه، وظهور المعاصي
والمنكر". [شرح ابن بطال ٧٢/١٩ ]
⇇إذًا ممكن يكون تمني الموت صحيحًا
عندما يأتي وقت على النـاس يخشى
الواحد فيه على نفسـه الانحراف،
وذهاب دينـه من كثرة الفتن المحيطة
به، فيرى أنه لو مات الآن أحسـن،
فيتمني أن يموت الآن، ويلقى الله على
دين أحسن من أن يعيش يوم زيادة
يمكن أن يفتن فيه.
فهذه الفتن ستقع، وفعلاً سيرى الناس
تقلبات ضخمة جدًا تقع من واحد يكون
في المساء مؤمنًا، ويصبح كافرًا،
أو يكون في الصباح مؤمنًا، فيأتي عليه
المسـاء وهو كافر، فيتمنى أهل الصدق
والإيمان أن يقبضوا الآن؛ لكن
لا يستطيع أن يقتل نفسـه، وينتحر
فيموت ويدخل النار، لكن يتمنى أن
يموت، وهذا ممكن أن يكون مخافة
الفتنة، وممكن أن يكون من شدة البلاء،
فيتمنى الموت حتى ينجـو من الابتلاء.
قال ابن مسـعود رضي الله عنه:
سيأتي عليكم زمـان لو وجد أحدكم
الموت يباع لاشتراه، وكما قيل:
وهذا العيش ما لا خير فيه
ألا موت يباع فأشتريـــهِ؟!
-
BY #انشـر_سُنَّــة
Share with your friend now:
tgoop.com/hadith505/4479