tgoop.com/hadith505/4485
Last Update:
-
في هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ ﷺ أنَّ
صَلاةَ المسلمِ في جَماعةٍ تَزيدُ على
صَلاتِه في الفضلِ والثَّـوابِ مُنفرِدًا في
أيِّ مكانٍ -مِثلُ البيتِ أو السُّوقِ- بخَمسٍ
وعِشرين دَرَجةً، وفي الصَّحيحَينِ:
«بسَبعٍ وعِشـرينَ دَرَجةً»، وهذا
الاختِلافُ راجعٌ لاختلافِ أحوالِ
المُصلِّين والصَّلاةِ، فيكونُ لبعضِهم
خمسٌ وعِشـرونَ، ولبعضِهم سَبعٌ
وعِشرونَ؛ وذلك بحسَـبِ كَمالِ الصَّلاةِ،
ومُحافظتِه على هَيئتِها، وخُشوعِها،
وكَثرةِ جَماعتِها وفضلِهم، وشَرفِ البُقعِة.
وقد أَوضَح النَّبيُّ ﷺ في روايةٍ في
الصَّحيحَينِ بعضَ أسبابِ زِيـادةِ الأجرِ،
ومِن ذلك أنَّ خُطُواتِ المـرءِ مِن مَنزلِه
إلى المسجدِ فيها رَفعٌ لدَرَجاتِه،
وغُفرانٌ لذُنوبِه وخَطاياه، وهذا ممَّا
يَرفَع اللـهُ به الدَّرجاتِ، وأنَّ انتِظارَ
المسلمِ في المسـجدِ وجُلوسَه حتَّى
تُقامُ الصَّلاةُ يُحتسَـبُ له مِن الأجرِ
كأنَّه في الصَّلاةِ ذاتِها، ثمَّ تَستغفِر له
الملائكةُ بالدُّعـاءِ له، وطلَبِ المغفرةِ
والرَّحمةِ له مِن اللهِ، ما دام مُحافِظًا
على طَهارتِه.
ثمَّ أخبَرَ النَّبيُّ ﷺ أنَّ مَلائكةَ اللَّيل
ومَلائكـةَ النَّهارِ يَجتمِعون في وقتِ
صَلاةِ الصُّبح؛ فهم يَشـهَدون الصَّلاةَ في
هذا الوقتِ، إمَّا بصَلاتِهم مع النَّاس، أو
بمُشاهدتِهم لها وشَهادتِهم على مَن
يُصلِّيها، أو بهذا كلِّه؛ لأنَّ في هذا الوقتِ
تنزِلُ ملائكةُ النَّهارِ من السَّماءِ، وتصعَدُ
ملائِكةُ اللَّيلِ من الأرضِ، كما قال الله:
{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا} [الإسراء: ٧٨].
(( قُرآنَ الْفَجرِ، يعني: صلاة الفجر ))
ولذلك حَثَّ الشارعُ على المحافَظةِ على
هذه الصَّلاةِ؛ ليكونَ ممَّن ترفَعُ الملائكـةُ
عَمَلَه الصَّالحَ وتشفَعُ له.
وفي روايةِ الصَّحيحَيـنِ: «ويجتَمِعونَ
في صلاةِ الفَجرِ وصلاةِ العصرِ، ثـم
يَعرُجُ الذيـنَ باتوا فيكُم، فيَسألُهُم وهو
أعلَمُ بِهِم: كيفَ تَرَكتُم عِبادي؟ فيقولون:
تَرَكناهُم وهُم يُصَلُّونَ، وأتَيناهُم
وهُم يُصلُّونَ».
ويكفي صلاة الفجر جماعة مكانة
وفضلًا اعتبار أمير المؤمنين عمر بن
الخطاب رضي الله عنه الانشغال عنها
وتفويتها بقيام الليل خطأ، قد ورد في
موطأ الإمام مالك (رقم ٢٤٣):
أن عمر بن الخطـاب فقد سليمان بن
أبي حثمة في صلاة الصبح وأن عمر
غدا إلى السوق وكان منزل سليمان بين
السوق والمسـجد فمر عمر على
أم سليمان الشـفاء فقال: لم أر سليمان
في الصبح فقالت: بات يصلي فغلبته
عيناه فقال عمر: لأن أشهد صلاة الصبح
أحب إلي من أن أقوم الليلة.
فهل يمكن لمسـلم بعد كل ما سبق أن
يفوت على نفسه هذه الغنيمة
العظيمة؟! التي جعل الله تعالى أداءها
والالتزام بها في فصل الشتاء أسهل بعد
ساعات طويلة من النوم تكفي
للاستيقاظ للقيـام وحضور الصلاة التي
تجتمع فيها ملائكة الليل وملائكة النهار
-
BY #انشـر_سُنَّــة
Share with your friend now:
tgoop.com/hadith505/4485