tgoop.com/hadith505/4502
Last Update:
-
الشكر هو: المجازاة على الإحسان،
والثناء الجميل على من يقدم الخير
والإحسان، وأجل من يستحق الشكر
والثناء على العبـاد هو الله جل جلاله؛
لما له من عظيم النعَم والمنن على
عبـاده في الدِّين والدنيا، وقد أمرنا
الله تعالى بشكره على تلك النعم، وعدم
جحودها، فقال:
(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي
وَلا تَكْفُرُونِ) [البقرة: ١٥٢]، وأعظم من
قام بهذا الأمر، فشكر ربَّه، حتى استحق
وصف "الشاكر" و "الشكور" هم الأنبيـاء
والمرسلون عليهم السلام.
وفي هذا الحديثِ بَيانٌ لحالِ النبيِّ ﷺ
في العِبادةِ واجتهادِه فيها؛ فإنَّهﷺ كان
يَقومُ مِن اللَّيلِ حتَّى تَرِمَ قَدَماهُ، أي:
تَتورَّمَ وتَنتفِخَ، ولَمَّا سُئِل عن سَببِ هذا
الاجتهادِ وقد غَفَر اللهُ له ذَنبَه، قال:
أفلا أكونُ عَبدًا شَكورًا؟
فمَن عَظُمَت عليه نِعَمُ اللهِ، وجَبَ عليه
أن يَتلقَّاها بعَظيمِ الشُّكرِ، لا سيَّما أنبيائِه
وصَفوتِه مِن خَلقِه الَّذين اختارَهم،
وخَشيةُ العِبادِ للهِ على قَدرِ عِلمِهم به؛
فمعنى قولِه ﷺ: «أفلا أكونُ عبدًا
شَكورًا»، أي: كيف لا أشكُرُه وقد أنعَمَ
علَيَّ وخصَّني بخيرَيِ الدَّارينِ؟!
قال ابن بطَّال رحمه الله:
قال الطبري: والصّواب في ذلك: أن
شكر العبـد هو: إقراره بأن ذلك من الله
دون غيره، وإقرار الحقيقـة: الفعل،
ويصدقه العمل، فأما الإقرار الذي يكذبه
العمل، فإن صاحبه لا يسـتحق اسم
الشاكر بالإطلاق، ولكنه يقال شكر
باللسان، والدليل على صحة ذلك: قوله
تعالى:(اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا) [سبأ: ١٣]
ومعلوم أنه لم يأمرهم، إذ قال لهم ذلك،
بالإقرار بنعمه؛ لأنهم كانوا لا يجحدون
أن يكون ذلك تفضـلاًّ منه عليهم، وإنما
أمرهم بالشكر على نعمه بالطاعة له
بالعمل، وكذلك قال ﷺ حين تفطرت
قدماه في قيام الليـل:
( أفلا أكون عبدًا شكوراً ).
[شرح صحيح البخارى (١٠/ ١٨٣ - ١٨٤)]
وفي هذا دليـل على أن الشكر هو القيام
بطاعة الله، وأنَّ الإنسان كلما أزداد في
طاعة ربه عزَّ وجلَّ فقد ازداد شكرًا
للـه عزَّ وجلَّ، وليس الشكر بأن يقول
الإنسـان بلسانه: أشكر الله، أحمد الله؛
فهذا شكر باللسان،
لكن الكلام هنا على الشكر الفعلي الذي
يكون بالفعل بأن يقوم الإنسـان بطاعة
اللـه بقدر ما يستطيع.
ــــ ▾ ▾ ▾ ــــ
فكيف ترجمت شكر ربك على كل
ما أنعم عليك من عموم النعم التي
لا تحصى؟؟
-
BY #انشـر_سُنَّــة
Share with your friend now:
tgoop.com/hadith505/4502