tgoop.com/hadith505/4508
Last Update:
-
في هذا الحديثِ يَروي جَريرُ بنُ
عبدِ الله البَجَليُّ رضي الله عنه، أنَّ
رَسولَ الله ﷺ قالَ: «مَن سنَّ في
الإسـلام سُنَّةً حَسنةً»، أي: أتى بطَريقةٍ
مَرضيَّةٍ يَشهَدُ لها أصلٌ مِن أُصولِ الدِّينِ،
أو صار باعثًا وسَببًا لتَرويجِ أمرٍ ثابتٍ
في الشَّرعِ، فاقتَدى به غيرُه فيه؛ فله
ثَوابُ العملِ بها، وأجرُ مَن عَمِل بها مِن
بعدِ ما سَنَّ، مِن غيرِ أن يَنقُصَ مِن ثَوابِ
وأُجورِ العاملينَ بها شَيءٌ، قَليلٌ
ولا كَثيرٌ؛ لأنَّه أجرٌ على تَسـبُّبِه في
عَملِهم ولا أجرٌ على عَمَلِهم.
◂ وقد أفلح من سـلك هذا الدرب فهو
ينال بفضل الله وكرامته منازل عالية
لا يبلغها بعمله لوحـده.
«ومَن سنَّ في الإسلامِ سُنَّةً سَيِّئةً»، أي:
فَعَل فِعلًا قَبيحًا وطَريقةً غيرَ مَرضيَّـةٍ
لا يَشهَدُ لها أصلٌ مِن أُصولِ الدِّينِ، وبدَأ
العملَ بها قبلَ غيرِه، فاقتَدى به فيه؛
كان عليه إثمُهـا، وإثمُ مَن عَمِل بها مِن
بعدِه، مِن غَيرِ أن يَنقُصَ مِن
آثامِهم شَيءٌ.
◂ نشـر الحرام وترويج المنكر وكل ما
لا يُرضي اللـه جل ثناؤه فهو ذنب
عظيم، عليه ذنب نشـره للشر وذنب
كل من اتبعه وعمل بما شاع ونشر إلى
يوم القيامة.
= فلا تتابعوا في الباطل، لا تتابعوا في
المنكر، لا تتابعوا في الشر، لا تعمل
رتويـت لأي شيء، ولا تعمل إعادة
إرسال لأي شيء؛ لأنك ستكون سببًا،
أنت تأثم ويزداد إثـم غيرك، الحديث
هذا فيه الابتداء بالخيرات، وسن السنن
الحسنة لمزاحمة الأباطيل والبدع
والشر والمنكر، الآن الذي انفتح على
الناس، انفتحت على الناس أبوابه من
كل حدب وصوب.
هذا الحديـث يبين لنا أن المتسبب في
الفعل له مثل ثواب العالم، سـواء في
الخير أو في الشر، ويؤكد هذا المعنى
حديث آخر، قال ﷺ: مَن دعا إلى هدًى،
كان له من الأجر مثل أجور من تبعه،
لا ينقص ذلك من أجورهم شـيئًا، ومَن
دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثم مثل
آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهـم
شيئًا. [رواه مسلم: ٢٦٧٤]
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعلنا
مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وأن يجعلنا
ممن سنوا السـنن الحسنة، ونسأله
سبحانه أن يرزقنا الإخلاص في القول
والعمل، ونسأله أن يجنبنا الفتن ما ظهر
منها وما بطن، وأن لا يجعلنا من
المعينين على الإثم والعدوان، إنه سميع
مجيب قريب.
-
BY #انشـر_سُنَّــة
Share with your friend now:
tgoop.com/hadith505/4508