-
صِلـةُ الرَّحمِ مِن أفضلِ الطَّاعاتِ الَّتي
يَتقرَّبُ بها العبدُ إلى ربِّه عزَّ وجلَّ، وقد
أمَرَ اللهُ بها، وحذَّر مِن قَطعِهـا، وجعَلَ
قَطعَها مُوجِبًا لِلعذابِ، ووَصلَها
مُوجبًا لِلمَثوبةِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ ﷺ بِفضلِ صِلةِ
الرَّحمِ في الدُّنيا، والمـرادُ بالأرحامِ:
أقاربُ الإنسانِ، وكلُّ مَن يَربِطُهم رابطُ
نسَبٍ، سواءٌ أكان وارثًا لهم أو غيرَ
وارثٍ، وتَتأكَّدُ الصِّلةُ به كُلَّما كان أقرَبَ
إليه نَسَبًا. فيُخبِرُ أنَّه بصِلةِ الأرحامِ
يُوسِّـعُ اللهُ تعالَى الأرزاقَ ويُبارِكُ فيها؛
فمَن أحبَّ ذلك فليَصِل رَحِمَه.
وقولُـه: «ويُنسَأَ له في أثَرِه»، يعني:
يُطوِّلُ اللهُ في عُمرِ الواصلِ، ومعنى
تَأخيرِ الأجَلِ وزِيادةِ العُمرِ: الزِّيادةُ
بالبرَكةِ فيه، والتَّوفيقِ لِلطَّاعاتِ،
وعِمارةِ أوقاتِه بما يَنفَعُه في الآخِرةِ،
وصِيانتِه عَن الضَّياعِ في غيرِ ذلك.
أو المرادُ: بَقاءُ ذِكرِه الجَميلِ بعدَه،
فكأنَّه لم يَمُت، وقيل: الأجَلُ أجَلانِ:
أجَلٌ مُطلَقٌ يَعلَمُه اللهُ، وأجَلٌ مُقيَّدٌ؛ فإنَّ
اللَّهَ أمَرَ الملَكَ أن يَكتُبَ للإنسانِ أجَلًا،
وقال: إن وصَلَ رَحِمَه زِدتـه كذا وكذا.
والملَكُ لا يَعلَمُ أيَزدادُ أم لا، لكنَّ
اللَّهَ تعالَى يَعلَمُ ما يَسـتقِرُّ عليه الأمرُ.
وقد ورَدَ الحـثُّ فيما لا يُحصَى مِن
النُّصوصِ الشرعيَّةِ على صِلـةِ الرَّحِمِ،
وتكونُ الصِّلةُ بمُعاوَدتِهم وتفقُّدِ أحوالِهم
وزِيارتِهم، والكلامِ الطيِّبِ وإعانتِهم على
الخَيرِ، وبذلِ الصَّدَقاتِ في فُقَرائِهم،
والهَدايا لأغنيائِهم، ونحوِ ذلك ممَّا يُعَدُّ
صِلةً في العُرفِ، وليسَ الواصِلُ
بالمكافِئ؛ فقد قال النَّبيُّ ﷺ:
«ليس الواصِلُ بالمُكافِئ، ولكِنِ الواصِلُ
الَّذي إذا قُطِعت رَحِمُه وصَلَها»
كما رواه البُخاريُّ.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
"إنًّ القوم ليتواصلون وهم فجرة! فتكثر
أموالهـم، ويكثر عددهم، وإن القوم
ليتقاطعون فتقل أموالهم، ويقل
عددهم". [ مختصرالصواعق ٨٨٦/٣ ]
وكثير من النـاس يشكو من سوء الحال
وقلة الرزق! ولو نظرت في حاله لما
وجدت عنده رحمـًا موصولة.. 💔
-
صِلـةُ الرَّحمِ مِن أفضلِ الطَّاعاتِ الَّتي
يَتقرَّبُ بها العبدُ إلى ربِّه عزَّ وجلَّ، وقد
أمَرَ اللهُ بها، وحذَّر مِن قَطعِهـا، وجعَلَ
قَطعَها مُوجِبًا لِلعذابِ، ووَصلَها
مُوجبًا لِلمَثوبةِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ ﷺ بِفضلِ صِلةِ
الرَّحمِ في الدُّنيا، والمـرادُ بالأرحامِ:
أقاربُ الإنسانِ، وكلُّ مَن يَربِطُهم رابطُ
نسَبٍ، سواءٌ أكان وارثًا لهم أو غيرَ
وارثٍ، وتَتأكَّدُ الصِّلةُ به كُلَّما كان أقرَبَ
إليه نَسَبًا. فيُخبِرُ أنَّه بصِلةِ الأرحامِ
يُوسِّـعُ اللهُ تعالَى الأرزاقَ ويُبارِكُ فيها؛
فمَن أحبَّ ذلك فليَصِل رَحِمَه.
وقولُـه: «ويُنسَأَ له في أثَرِه»، يعني:
يُطوِّلُ اللهُ في عُمرِ الواصلِ، ومعنى
تَأخيرِ الأجَلِ وزِيادةِ العُمرِ: الزِّيادةُ
بالبرَكةِ فيه، والتَّوفيقِ لِلطَّاعاتِ،
وعِمارةِ أوقاتِه بما يَنفَعُه في الآخِرةِ،
وصِيانتِه عَن الضَّياعِ في غيرِ ذلك.
أو المرادُ: بَقاءُ ذِكرِه الجَميلِ بعدَه،
فكأنَّه لم يَمُت، وقيل: الأجَلُ أجَلانِ:
أجَلٌ مُطلَقٌ يَعلَمُه اللهُ، وأجَلٌ مُقيَّدٌ؛ فإنَّ
اللَّهَ أمَرَ الملَكَ أن يَكتُبَ للإنسانِ أجَلًا،
وقال: إن وصَلَ رَحِمَه زِدتـه كذا وكذا.
والملَكُ لا يَعلَمُ أيَزدادُ أم لا، لكنَّ
اللَّهَ تعالَى يَعلَمُ ما يَسـتقِرُّ عليه الأمرُ.
وقد ورَدَ الحـثُّ فيما لا يُحصَى مِن
النُّصوصِ الشرعيَّةِ على صِلـةِ الرَّحِمِ،
وتكونُ الصِّلةُ بمُعاوَدتِهم وتفقُّدِ أحوالِهم
وزِيارتِهم، والكلامِ الطيِّبِ وإعانتِهم على
الخَيرِ، وبذلِ الصَّدَقاتِ في فُقَرائِهم،
والهَدايا لأغنيائِهم، ونحوِ ذلك ممَّا يُعَدُّ
صِلةً في العُرفِ، وليسَ الواصِلُ
بالمكافِئ؛ فقد قال النَّبيُّ ﷺ:
«ليس الواصِلُ بالمُكافِئ، ولكِنِ الواصِلُ
الَّذي إذا قُطِعت رَحِمُه وصَلَها»
كما رواه البُخاريُّ.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
"إنًّ القوم ليتواصلون وهم فجرة! فتكثر
أموالهـم، ويكثر عددهم، وإن القوم
ليتقاطعون فتقل أموالهم، ويقل
عددهم". [ مختصرالصواعق ٨٨٦/٣ ]
وكثير من النـاس يشكو من سوء الحال
وقلة الرزق! ولو نظرت في حاله لما
وجدت عنده رحمـًا موصولة.. 💔
-
-
⸡ تمني الموت لشـدة البلاء ⸠
عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قالَ:
قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: والذِي نَفسي بيَدِهِ،
لا تَذهَبُ الدُّنيـا حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بالقَبرِ،
فيَتمَرَّغَ عَلَيهِ، ويَقولُ:
يا لَيتَني مَكانَ صاحِبِ هَذا القَبرِ،
ولَيس بِهِ الدَّينُ، إلاَّ البَلاءُ.
صحيح مسلم ٢٩٠٧
⸡ تمني الموت لشـدة البلاء ⸠
عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قالَ:
قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: والذِي نَفسي بيَدِهِ،
لا تَذهَبُ الدُّنيـا حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بالقَبرِ،
فيَتمَرَّغَ عَلَيهِ، ويَقولُ:
يا لَيتَني مَكانَ صاحِبِ هَذا القَبرِ،
ولَيس بِهِ الدَّينُ، إلاَّ البَلاءُ.
صحيح مسلم ٢٩٠٧
-
قد تَشـتَدُّ البلايا والمِحَنُ أو تَكثُرُ الفِتنُ
في الدُّنيـا، فيَجزَعُ الإنسانُ ويتمنَّى
الموتَ، حُزنًا على دُنيـاه، وربَّما حَدَثَ له
في دينِه أشَدُّ من ذلك، فلا يُحرِّكُ ساكِنًا.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبـيُّ ﷺ:
"والذي نفسي بيَدِه"، وهذا قَسَمٌ باللهِ
الَّذي روحي أَو حَياتي بيَـدِه سُبحانَه،
وكثيرًا ما كان يُقسِمُ النَّبيُّ ﷺ بهذا
القسَمِ، "لا تذهَبُ الدُّنيـا"، أي: لا تفرُغُ
ولا تَنقَضي، "حتى يَمُرَّ الرَّجُلُ على
القَبـرِ، فيَتمرَّغَ عليه"، يعني: يتقلَّبُ في
التُّرابِ عندَ القَبرِ، "ويقولُ: يـا ليتني
كُنتُ مكانَ صاحِبِ هذا القَبرِ"، أي: كُنتُ
مَيِّتًا مكانَه؛ وذلك لاستراحةِ الميِّتِ من
نَصَبِ الدُّنيا وعنائِها.
وذِكرُ الرَّجُلِ في الحديثِ للغالِبِ؛ وإلَّا
فالمرأةُ يُمكِنُ أن تتمنَّى الموتَ لذلك
أيضًا، "وليس به الدِّينُ"، أي: ليس
الدَّاعي له إلى هذا الفِعلِ مُصيبةً في
الدِّينِ، كما جاءَ في رِوايـةٍ عندَ أحمدَ:
"ما به حُبُّ لِقاءِ اللهِ"، ولكِن ليس به "إلَّا
البَلاءُ"، والمعنى: أنَّه لا يَتمنَّى الموتَ
تديُّنًا وتقرُّبًا إلى اللهِ، وحُبًّا في لقائِـه،
وإنَّما لِما نَزَلَ به من البَـلاءِ والمِحَنِ في
أُمورِ دُنياه، وهذا يكونُ في آخِرِ الزَّمانِ
عندَ اقترابِ قيامِ الساعَةِ، وانقضاءِ
أجَلِ الدُّنيا.
قال ابن بطال في شرحه:
"غبطة أهل القبور وتمني الموت عند
ظهور الفتن إنما هو خوف ذهاب الدين؛
لغلبة الباطل وأهلـه، وظهور المعاصي
والمنكر". [شرح ابن بطال ٧٢/١٩ ]
⇇إذًا ممكن يكون تمني الموت صحيحًا
عندما يأتي وقت على النـاس يخشى
الواحد فيه على نفسـه الانحراف،
وذهاب دينـه من كثرة الفتن المحيطة
به، فيرى أنه لو مات الآن أحسـن،
فيتمني أن يموت الآن، ويلقى الله على
دين أحسن من أن يعيش يوم زيادة
يمكن أن يفتن فيه.
فهذه الفتن ستقع، وفعلاً سيرى الناس
تقلبات ضخمة جدًا تقع من واحد يكون
في المساء مؤمنًا، ويصبح كافرًا،
أو يكون في الصباح مؤمنًا، فيأتي عليه
المسـاء وهو كافر، فيتمنى أهل الصدق
والإيمان أن يقبضوا الآن؛ لكن
لا يستطيع أن يقتل نفسـه، وينتحر
فيموت ويدخل النار، لكن يتمنى أن
يموت، وهذا ممكن أن يكون مخافة
الفتنة، وممكن أن يكون من شدة البلاء،
فيتمنى الموت حتى ينجـو من الابتلاء.
قال ابن مسـعود رضي الله عنه:
سيأتي عليكم زمـان لو وجد أحدكم
الموت يباع لاشتراه، وكما قيل:
وهذا العيش ما لا خير فيه
ألا موت يباع فأشتريـــهِ؟!
-
قد تَشـتَدُّ البلايا والمِحَنُ أو تَكثُرُ الفِتنُ
في الدُّنيـا، فيَجزَعُ الإنسانُ ويتمنَّى
الموتَ، حُزنًا على دُنيـاه، وربَّما حَدَثَ له
في دينِه أشَدُّ من ذلك، فلا يُحرِّكُ ساكِنًا.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبـيُّ ﷺ:
"والذي نفسي بيَدِه"، وهذا قَسَمٌ باللهِ
الَّذي روحي أَو حَياتي بيَـدِه سُبحانَه،
وكثيرًا ما كان يُقسِمُ النَّبيُّ ﷺ بهذا
القسَمِ، "لا تذهَبُ الدُّنيـا"، أي: لا تفرُغُ
ولا تَنقَضي، "حتى يَمُرَّ الرَّجُلُ على
القَبـرِ، فيَتمرَّغَ عليه"، يعني: يتقلَّبُ في
التُّرابِ عندَ القَبرِ، "ويقولُ: يـا ليتني
كُنتُ مكانَ صاحِبِ هذا القَبرِ"، أي: كُنتُ
مَيِّتًا مكانَه؛ وذلك لاستراحةِ الميِّتِ من
نَصَبِ الدُّنيا وعنائِها.
وذِكرُ الرَّجُلِ في الحديثِ للغالِبِ؛ وإلَّا
فالمرأةُ يُمكِنُ أن تتمنَّى الموتَ لذلك
أيضًا، "وليس به الدِّينُ"، أي: ليس
الدَّاعي له إلى هذا الفِعلِ مُصيبةً في
الدِّينِ، كما جاءَ في رِوايـةٍ عندَ أحمدَ:
"ما به حُبُّ لِقاءِ اللهِ"، ولكِن ليس به "إلَّا
البَلاءُ"، والمعنى: أنَّه لا يَتمنَّى الموتَ
تديُّنًا وتقرُّبًا إلى اللهِ، وحُبًّا في لقائِـه،
وإنَّما لِما نَزَلَ به من البَـلاءِ والمِحَنِ في
أُمورِ دُنياه، وهذا يكونُ في آخِرِ الزَّمانِ
عندَ اقترابِ قيامِ الساعَةِ، وانقضاءِ
أجَلِ الدُّنيا.
قال ابن بطال في شرحه:
"غبطة أهل القبور وتمني الموت عند
ظهور الفتن إنما هو خوف ذهاب الدين؛
لغلبة الباطل وأهلـه، وظهور المعاصي
والمنكر". [شرح ابن بطال ٧٢/١٩ ]
⇇إذًا ممكن يكون تمني الموت صحيحًا
عندما يأتي وقت على النـاس يخشى
الواحد فيه على نفسـه الانحراف،
وذهاب دينـه من كثرة الفتن المحيطة
به، فيرى أنه لو مات الآن أحسـن،
فيتمني أن يموت الآن، ويلقى الله على
دين أحسن من أن يعيش يوم زيادة
يمكن أن يفتن فيه.
فهذه الفتن ستقع، وفعلاً سيرى الناس
تقلبات ضخمة جدًا تقع من واحد يكون
في المساء مؤمنًا، ويصبح كافرًا،
أو يكون في الصباح مؤمنًا، فيأتي عليه
المسـاء وهو كافر، فيتمنى أهل الصدق
والإيمان أن يقبضوا الآن؛ لكن
لا يستطيع أن يقتل نفسـه، وينتحر
فيموت ويدخل النار، لكن يتمنى أن
يموت، وهذا ممكن أن يكون مخافة
الفتنة، وممكن أن يكون من شدة البلاء،
فيتمنى الموت حتى ينجـو من الابتلاء.
قال ابن مسـعود رضي الله عنه:
سيأتي عليكم زمـان لو وجد أحدكم
الموت يباع لاشتراه، وكما قيل:
وهذا العيش ما لا خير فيه
ألا موت يباع فأشتريـــهِ؟!
-
-
هديُ النَّبـي ﷺ في صيام التطوع ⁽🌧⁾
عن عائِشةَ رضي الله عنها، قالَت:
كانَ رَسـولُ اللهِ ﷺ يَصومُ حَتَّى نَقولَ:
لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حَتَّى نَقولَ: لا يَصومُ.
صحيح البخاري ١٩٦٩
هديُ النَّبـي ﷺ في صيام التطوع ⁽🌧⁾
عن عائِشةَ رضي الله عنها، قالَت:
كانَ رَسـولُ اللهِ ﷺ يَصومُ حَتَّى نَقولَ:
لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حَتَّى نَقولَ: لا يَصومُ.
صحيح البخاري ١٩٦٩
-
صوم التطوع فيه ثواب عظيـم، وزيادة
في الأجر، وجبر لما يحصل في الصيام
الواجب من نقص أو خـلل، وثمرة
الصيام حصول التقوى، وفي صيام
التطوع حفظ جوارح المسلم من الآثام
على مدار العام، والتقرب إلى الله
بما يحب.
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ عائشـةُ
رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ ﷺ كان يَصومُ
أحيانًا مِن شَهرٍ كثيرًا حتَّى يُظَنَّ أنَّه
لا يُفطِرُ، ويَترُكُ الصِّيـامَ مِن شَهرٍ آخرَ
فلا يَصومُ إلَّا قَليـلًا منه حتَّى يُقالَ:
إنَّه لا يَصومُ منه.
وعن أنـس رضي الله عنه قال:
"كان رسـول الله ﷺ يفطر من الشهر
حتى نظن ألَّا يصوم منه، ويصوم حتى
نظن ألَّا يفطر منه شيئًا، وكان لا تشاء
تراه من الليل مصليًّا إلا رأيته، ولا نائمًا
إلا رأيته". [أخرجه البخاري]
هذا النبي -ﷺ- الذي قد غُفر له ذنبه
كله وتأكدت درجته العُليا في الجنة،
كان يصوم ويُكثر من الصيام حتى يُقال
لا يُفطر، وكان يصوم بعض الأشهر
أغلب أيامها وكثيرًا ما يصوم في السفر،
فكيف بالذي ما زال ميزان حسـناته
وسيئاته قائمًا لم يُحسم أمره!.
أنواع صيام التطوع:
صوم التطوع المشروع أربعة أنواع:
١- ما يتكرر بتكرر الأيام كصوم يوم
وفطر يوم.
٢- ما يتكرر بتكرر الأسابيع، وهو صوم
يوم الإثنين.
٣- ما يتكرر بتكرر الشـهور، وهو صيام
ثلاثة أيام من كل شهر.
٤- ما يتكرر بتكرر السنين، وهو ما يلي:
صيام يوم عرفـة، والعاشر من محرم،
وست من شوال، وتسع ذي الحجـة،
وصوم أكثر شهر الله المحرم، وصوم
أكثر شعبان.
والذيـن لا يجوز لهم صوم التطوع
إلا بإذن هم:
١- الزوجة لا تصوم تطوعًا إلا بإذن
زوجها.
٢- والأمَـة لا تصوم تطوعًا إلا بإذن
سيدها.
٣- والعبـد لا يصوم تطوعًا إلا بإذن
سيده.
٤- والأجير لا يصوم تطوعًا إلا بإذن من
استأجره إن كان الصوم يضر بعمله.
أمَّـا صوم رمضان، وقضاء رمضان إذا
ضاق وقته فيُصام بلا إذن أحد.
عن أبي هريـرة رضي الله عنه، عن
النبـي ﷺ قال: "لا تصوم المرأة وبعلها
شـاهد إلا بإذنه". [متفق عليه]
-
صوم التطوع فيه ثواب عظيـم، وزيادة
في الأجر، وجبر لما يحصل في الصيام
الواجب من نقص أو خـلل، وثمرة
الصيام حصول التقوى، وفي صيام
التطوع حفظ جوارح المسلم من الآثام
على مدار العام، والتقرب إلى الله
بما يحب.
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ عائشـةُ
رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ ﷺ كان يَصومُ
أحيانًا مِن شَهرٍ كثيرًا حتَّى يُظَنَّ أنَّه
لا يُفطِرُ، ويَترُكُ الصِّيـامَ مِن شَهرٍ آخرَ
فلا يَصومُ إلَّا قَليـلًا منه حتَّى يُقالَ:
إنَّه لا يَصومُ منه.
وعن أنـس رضي الله عنه قال:
"كان رسـول الله ﷺ يفطر من الشهر
حتى نظن ألَّا يصوم منه، ويصوم حتى
نظن ألَّا يفطر منه شيئًا، وكان لا تشاء
تراه من الليل مصليًّا إلا رأيته، ولا نائمًا
إلا رأيته". [أخرجه البخاري]
هذا النبي -ﷺ- الذي قد غُفر له ذنبه
كله وتأكدت درجته العُليا في الجنة،
كان يصوم ويُكثر من الصيام حتى يُقال
لا يُفطر، وكان يصوم بعض الأشهر
أغلب أيامها وكثيرًا ما يصوم في السفر،
فكيف بالذي ما زال ميزان حسـناته
وسيئاته قائمًا لم يُحسم أمره!.
أنواع صيام التطوع:
صوم التطوع المشروع أربعة أنواع:
١- ما يتكرر بتكرر الأيام كصوم يوم
وفطر يوم.
٢- ما يتكرر بتكرر الأسابيع، وهو صوم
يوم الإثنين.
٣- ما يتكرر بتكرر الشـهور، وهو صيام
ثلاثة أيام من كل شهر.
٤- ما يتكرر بتكرر السنين، وهو ما يلي:
صيام يوم عرفـة، والعاشر من محرم،
وست من شوال، وتسع ذي الحجـة،
وصوم أكثر شهر الله المحرم، وصوم
أكثر شعبان.
والذيـن لا يجوز لهم صوم التطوع
إلا بإذن هم:
١- الزوجة لا تصوم تطوعًا إلا بإذن
زوجها.
٢- والأمَـة لا تصوم تطوعًا إلا بإذن
سيدها.
٣- والعبـد لا يصوم تطوعًا إلا بإذن
سيده.
٤- والأجير لا يصوم تطوعًا إلا بإذن من
استأجره إن كان الصوم يضر بعمله.
أمَّـا صوم رمضان، وقضاء رمضان إذا
ضاق وقته فيُصام بلا إذن أحد.
عن أبي هريـرة رضي الله عنه، عن
النبـي ﷺ قال: "لا تصوم المرأة وبعلها
شـاهد إلا بإذنه". [متفق عليه]
-
-
شهود الملائكة واجتماعها في
◂ صلاة الفجر ▸
عن أَبي هُرَيرَةَ، عن النَّبيِّ ﷺ قالَ:
فَضلُ صَلاةِ الجَميعِ عَلى صَلاةِ الواحِدِ
خَمسٌ وعِشرونَ دَرَجةً، وتَجتَمِعُ مَلائِكةُ
اللَّيلِ ومَلائِكةُ النَّهارِ في صَلاةِ الصُّبحِ.
يَقولُ أَبو هُرَيرَةَ: فَاقرَؤُوا إِن شِئتُم:
﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا﴾ [الإسراء: ٧٨].
ـــ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ـــ
شهود الملائكة واجتماعها في
◂ صلاة الفجر ▸
عن أَبي هُرَيرَةَ، عن النَّبيِّ ﷺ قالَ:
فَضلُ صَلاةِ الجَميعِ عَلى صَلاةِ الواحِدِ
خَمسٌ وعِشرونَ دَرَجةً، وتَجتَمِعُ مَلائِكةُ
اللَّيلِ ومَلائِكةُ النَّهارِ في صَلاةِ الصُّبحِ.
يَقولُ أَبو هُرَيرَةَ: فَاقرَؤُوا إِن شِئتُم:
﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا﴾ [الإسراء: ٧٨].
ـــ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ـــ
-
في هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ ﷺ أنَّ
صَلاةَ المسلمِ في جَماعةٍ تَزيدُ على
صَلاتِه في الفضلِ والثَّـوابِ مُنفرِدًا في
أيِّ مكانٍ -مِثلُ البيتِ أو السُّوقِ- بخَمسٍ
وعِشرين دَرَجةً، وفي الصَّحيحَينِ:
«بسَبعٍ وعِشـرينَ دَرَجةً»، وهذا
الاختِلافُ راجعٌ لاختلافِ أحوالِ
المُصلِّين والصَّلاةِ، فيكونُ لبعضِهم
خمسٌ وعِشـرونَ، ولبعضِهم سَبعٌ
وعِشرونَ؛ وذلك بحسَـبِ كَمالِ الصَّلاةِ،
ومُحافظتِه على هَيئتِها، وخُشوعِها،
وكَثرةِ جَماعتِها وفضلِهم، وشَرفِ البُقعِة.
وقد أَوضَح النَّبيُّ ﷺ في روايةٍ في
الصَّحيحَينِ بعضَ أسبابِ زِيـادةِ الأجرِ،
ومِن ذلك أنَّ خُطُواتِ المـرءِ مِن مَنزلِه
إلى المسجدِ فيها رَفعٌ لدَرَجاتِه،
وغُفرانٌ لذُنوبِه وخَطاياه، وهذا ممَّا
يَرفَع اللـهُ به الدَّرجاتِ، وأنَّ انتِظارَ
المسلمِ في المسـجدِ وجُلوسَه حتَّى
تُقامُ الصَّلاةُ يُحتسَـبُ له مِن الأجرِ
كأنَّه في الصَّلاةِ ذاتِها، ثمَّ تَستغفِر له
الملائكةُ بالدُّعـاءِ له، وطلَبِ المغفرةِ
والرَّحمةِ له مِن اللهِ، ما دام مُحافِظًا
على طَهارتِه.
ثمَّ أخبَرَ النَّبيُّ ﷺ أنَّ مَلائكةَ اللَّيل
ومَلائكـةَ النَّهارِ يَجتمِعون في وقتِ
صَلاةِ الصُّبح؛ فهم يَشـهَدون الصَّلاةَ في
هذا الوقتِ، إمَّا بصَلاتِهم مع النَّاس، أو
بمُشاهدتِهم لها وشَهادتِهم على مَن
يُصلِّيها، أو بهذا كلِّه؛ لأنَّ في هذا الوقتِ
تنزِلُ ملائكةُ النَّهارِ من السَّماءِ، وتصعَدُ
ملائِكةُ اللَّيلِ من الأرضِ، كما قال الله:
{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا} [الإسراء: ٧٨].
(( قُرآنَ الْفَجرِ، يعني: صلاة الفجر ))
ولذلك حَثَّ الشارعُ على المحافَظةِ على
هذه الصَّلاةِ؛ ليكونَ ممَّن ترفَعُ الملائكـةُ
عَمَلَه الصَّالحَ وتشفَعُ له.
وفي روايةِ الصَّحيحَيـنِ: «ويجتَمِعونَ
في صلاةِ الفَجرِ وصلاةِ العصرِ، ثـم
يَعرُجُ الذيـنَ باتوا فيكُم، فيَسألُهُم وهو
أعلَمُ بِهِم: كيفَ تَرَكتُم عِبادي؟ فيقولون:
تَرَكناهُم وهُم يُصَلُّونَ، وأتَيناهُم
وهُم يُصلُّونَ».
ويكفي صلاة الفجر جماعة مكانة
وفضلًا اعتبار أمير المؤمنين عمر بن
الخطاب رضي الله عنه الانشغال عنها
وتفويتها بقيام الليل خطأ، قد ورد في
موطأ الإمام مالك (رقم ٢٤٣):
أن عمر بن الخطـاب فقد سليمان بن
أبي حثمة في صلاة الصبح وأن عمر
غدا إلى السوق وكان منزل سليمان بين
السوق والمسـجد فمر عمر على
أم سليمان الشـفاء فقال: لم أر سليمان
في الصبح فقالت: بات يصلي فغلبته
عيناه فقال عمر: لأن أشهد صلاة الصبح
أحب إلي من أن أقوم الليلة.
فهل يمكن لمسـلم بعد كل ما سبق أن
يفوت على نفسه هذه الغنيمة
العظيمة؟! التي جعل الله تعالى أداءها
والالتزام بها في فصل الشتاء أسهل بعد
ساعات طويلة من النوم تكفي
للاستيقاظ للقيـام وحضور الصلاة التي
تجتمع فيها ملائكة الليل وملائكة النهار
-
في هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ ﷺ أنَّ
صَلاةَ المسلمِ في جَماعةٍ تَزيدُ على
صَلاتِه في الفضلِ والثَّـوابِ مُنفرِدًا في
أيِّ مكانٍ -مِثلُ البيتِ أو السُّوقِ- بخَمسٍ
وعِشرين دَرَجةً، وفي الصَّحيحَينِ:
«بسَبعٍ وعِشـرينَ دَرَجةً»، وهذا
الاختِلافُ راجعٌ لاختلافِ أحوالِ
المُصلِّين والصَّلاةِ، فيكونُ لبعضِهم
خمسٌ وعِشـرونَ، ولبعضِهم سَبعٌ
وعِشرونَ؛ وذلك بحسَـبِ كَمالِ الصَّلاةِ،
ومُحافظتِه على هَيئتِها، وخُشوعِها،
وكَثرةِ جَماعتِها وفضلِهم، وشَرفِ البُقعِة.
وقد أَوضَح النَّبيُّ ﷺ في روايةٍ في
الصَّحيحَينِ بعضَ أسبابِ زِيـادةِ الأجرِ،
ومِن ذلك أنَّ خُطُواتِ المـرءِ مِن مَنزلِه
إلى المسجدِ فيها رَفعٌ لدَرَجاتِه،
وغُفرانٌ لذُنوبِه وخَطاياه، وهذا ممَّا
يَرفَع اللـهُ به الدَّرجاتِ، وأنَّ انتِظارَ
المسلمِ في المسـجدِ وجُلوسَه حتَّى
تُقامُ الصَّلاةُ يُحتسَـبُ له مِن الأجرِ
كأنَّه في الصَّلاةِ ذاتِها، ثمَّ تَستغفِر له
الملائكةُ بالدُّعـاءِ له، وطلَبِ المغفرةِ
والرَّحمةِ له مِن اللهِ، ما دام مُحافِظًا
على طَهارتِه.
ثمَّ أخبَرَ النَّبيُّ ﷺ أنَّ مَلائكةَ اللَّيل
ومَلائكـةَ النَّهارِ يَجتمِعون في وقتِ
صَلاةِ الصُّبح؛ فهم يَشـهَدون الصَّلاةَ في
هذا الوقتِ، إمَّا بصَلاتِهم مع النَّاس، أو
بمُشاهدتِهم لها وشَهادتِهم على مَن
يُصلِّيها، أو بهذا كلِّه؛ لأنَّ في هذا الوقتِ
تنزِلُ ملائكةُ النَّهارِ من السَّماءِ، وتصعَدُ
ملائِكةُ اللَّيلِ من الأرضِ، كما قال الله:
{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا} [الإسراء: ٧٨].
(( قُرآنَ الْفَجرِ، يعني: صلاة الفجر ))
ولذلك حَثَّ الشارعُ على المحافَظةِ على
هذه الصَّلاةِ؛ ليكونَ ممَّن ترفَعُ الملائكـةُ
عَمَلَه الصَّالحَ وتشفَعُ له.
وفي روايةِ الصَّحيحَيـنِ: «ويجتَمِعونَ
في صلاةِ الفَجرِ وصلاةِ العصرِ، ثـم
يَعرُجُ الذيـنَ باتوا فيكُم، فيَسألُهُم وهو
أعلَمُ بِهِم: كيفَ تَرَكتُم عِبادي؟ فيقولون:
تَرَكناهُم وهُم يُصَلُّونَ، وأتَيناهُم
وهُم يُصلُّونَ».
ويكفي صلاة الفجر جماعة مكانة
وفضلًا اعتبار أمير المؤمنين عمر بن
الخطاب رضي الله عنه الانشغال عنها
وتفويتها بقيام الليل خطأ، قد ورد في
موطأ الإمام مالك (رقم ٢٤٣):
أن عمر بن الخطـاب فقد سليمان بن
أبي حثمة في صلاة الصبح وأن عمر
غدا إلى السوق وكان منزل سليمان بين
السوق والمسـجد فمر عمر على
أم سليمان الشـفاء فقال: لم أر سليمان
في الصبح فقالت: بات يصلي فغلبته
عيناه فقال عمر: لأن أشهد صلاة الصبح
أحب إلي من أن أقوم الليلة.
فهل يمكن لمسـلم بعد كل ما سبق أن
يفوت على نفسه هذه الغنيمة
العظيمة؟! التي جعل الله تعالى أداءها
والالتزام بها في فصل الشتاء أسهل بعد
ساعات طويلة من النوم تكفي
للاستيقاظ للقيـام وحضور الصلاة التي
تجتمع فيها ملائكة الليل وملائكة النهار
-
-
الصبر خير عطاء وأعظم نعمة:
عن أَبي سَعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه،
قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ:
"مَن يَتَصَبَّر يُصَبِّرهُ اللَّهُ، وما أُعطيَ أَحَدٌ
عَطاءً خَيرًا وأَوسَعَ مِنَ الصَّبرِ".
ـ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ـ
الصبر خير عطاء وأعظم نعمة:
عن أَبي سَعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه،
قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ:
"مَن يَتَصَبَّر يُصَبِّرهُ اللَّهُ، وما أُعطيَ أَحَدٌ
عَطاءً خَيرًا وأَوسَعَ مِنَ الصَّبرِ".
ـ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ـ
-
إن الله سبحانه جعل الصبـر جوادًا
لا يكبو، وجندًا لا يهـزم، وحصنًا حصينا
لا يهدم، فهو والنصر أخوان شقيقان،
فالنصر مع الصبر، والفرج مع الكرب،
والعسر مع اليسر، وهو أنصر لصاحبه
من الرجال بلا عدة ولا عدد، ومحله من
الظفر كمحل الرأس من الجسد.
وفي هذا الحديثِ
يَحكي أبو سَعيدٍ الخُدريُّ رضي اللهُ عنه
أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ قالَ: «مَن يَتَصبَّر
يُصَبِّره اللهُ»، أي: مَن يُعالِجِ نفسَه
بالصَّبرِ ويَتَكلَّفـه على ضيقِ العَيشِ
وغَيرِه مِن مَكارِه الدُّنيا؛ يَملَأِ اللهُ
قَلبَه به، ومَن بَذَلَ الأسبابَ وحَرَصَ
على الصَّبرِ؛ فإنَّ اللهَ تعالَى يُوفِّقُه
لتَحصيلِه، ويَجعَلُه يَتَّصـفُ به.
ثمَّ بيَّن أنَّه ما أعطَى اللهُ أحدًا نِعمةً
ولا خُلُقًا كَريمًا أفضَلَ ولا أوسَـعَ مِن
الصَّبرِ؛ لأنَّه يَتَّسِعُ لكُلِّ الفَضائلِ، فكُلُّها
تَصدُرُ عنه، وتَعتَمِدُ عليه؛ مِن عِفَّةٍ،
وشَجاعةٍ، وعَزيمـةٍ، وإرادةٍ، وإباءٍ،
وغَيرِها، والإنسانُ إذا كان صَبورًا تَحمَّلَ
كُلَّ مَكروهٍ بإذنِ اللـهِ تعالَى.
قال ابن بطال:
"أرفع الصابرين منزلة عند الله من صبر
عن محارم الله، وصبر على العمل
بطاعة الله، ومن فعل ذلك فهو من
خالص عباد الله وصفوته، ألا ترى
قوله ﷺ: " لن تعطوا عطاء خيرًا
وأوسع من الصبر ".
[ شـرح صحيح البخارى ١٨٢/١٠ ]
وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله:
"ما أنعم الله على عبـد نعمة فانتزعها
منه فعاض ( أي عوضه ) مكانها الصبر
إلا كان ما عوضه خيراً مما انتزعه.
⇇فالصبر ساق إيمان المؤمن الذي
لا اعتماد له إلا عليها، فلا إيمان لمن
لا صبر له وإن كان فإيمان قليل في
غاية الضعف وصاحبه يعبد الله على
حرف فإن أصابه خيـر اطمأن به، وإن
أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر
الدنيا والآخرة، ولم يحظ منهما
إلا بالصفقة الخاسرة.
فخير عيش أدركه السـعداء بصبرهم،
وترقوا إلى أعلى المنازل بشكرهم،
فساروا بين جناحي الصبر والشكر إلى
جنات النعيم، وذلك فضل الله يؤتيه
من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
-
إن الله سبحانه جعل الصبـر جوادًا
لا يكبو، وجندًا لا يهـزم، وحصنًا حصينا
لا يهدم، فهو والنصر أخوان شقيقان،
فالنصر مع الصبر، والفرج مع الكرب،
والعسر مع اليسر، وهو أنصر لصاحبه
من الرجال بلا عدة ولا عدد، ومحله من
الظفر كمحل الرأس من الجسد.
وفي هذا الحديثِ
يَحكي أبو سَعيدٍ الخُدريُّ رضي اللهُ عنه
أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ قالَ: «مَن يَتَصبَّر
يُصَبِّره اللهُ»، أي: مَن يُعالِجِ نفسَه
بالصَّبرِ ويَتَكلَّفـه على ضيقِ العَيشِ
وغَيرِه مِن مَكارِه الدُّنيا؛ يَملَأِ اللهُ
قَلبَه به، ومَن بَذَلَ الأسبابَ وحَرَصَ
على الصَّبرِ؛ فإنَّ اللهَ تعالَى يُوفِّقُه
لتَحصيلِه، ويَجعَلُه يَتَّصـفُ به.
ثمَّ بيَّن أنَّه ما أعطَى اللهُ أحدًا نِعمةً
ولا خُلُقًا كَريمًا أفضَلَ ولا أوسَـعَ مِن
الصَّبرِ؛ لأنَّه يَتَّسِعُ لكُلِّ الفَضائلِ، فكُلُّها
تَصدُرُ عنه، وتَعتَمِدُ عليه؛ مِن عِفَّةٍ،
وشَجاعةٍ، وعَزيمـةٍ، وإرادةٍ، وإباءٍ،
وغَيرِها، والإنسانُ إذا كان صَبورًا تَحمَّلَ
كُلَّ مَكروهٍ بإذنِ اللـهِ تعالَى.
قال ابن بطال:
"أرفع الصابرين منزلة عند الله من صبر
عن محارم الله، وصبر على العمل
بطاعة الله، ومن فعل ذلك فهو من
خالص عباد الله وصفوته، ألا ترى
قوله ﷺ: " لن تعطوا عطاء خيرًا
وأوسع من الصبر ".
[ شـرح صحيح البخارى ١٨٢/١٠ ]
وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله:
"ما أنعم الله على عبـد نعمة فانتزعها
منه فعاض ( أي عوضه ) مكانها الصبر
إلا كان ما عوضه خيراً مما انتزعه.
⇇فالصبر ساق إيمان المؤمن الذي
لا اعتماد له إلا عليها، فلا إيمان لمن
لا صبر له وإن كان فإيمان قليل في
غاية الضعف وصاحبه يعبد الله على
حرف فإن أصابه خيـر اطمأن به، وإن
أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر
الدنيا والآخرة، ولم يحظ منهما
إلا بالصفقة الخاسرة.
فخير عيش أدركه السـعداء بصبرهم،
وترقوا إلى أعلى المنازل بشكرهم،
فساروا بين جناحي الصبر والشكر إلى
جنات النعيم، وذلك فضل الله يؤتيه
من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
-
-
أدنى الزمن الذي يشرع فيه
ختم القـرآن وأعلاه:
عن عَبدِ اللَّهِ بنِ عَمـرِو بنِ العاصِ
رضي الله عنهمـا، قالَ:
قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: اقرَأِ القُرآنَ في كُلِّ
شَهرٍ، قُلتُ: إنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قالَ: فَاقرَأْهُ
في عِشـرينَ لَيلَةً، قُلتُ: إنِّي أَجِدُ قُوَّةً،
قالَ: فَاقرَأْهُ في سَبعٍ، ولا تَزِدْ عَلى ذَلِكَ.
متفـق عليه واللفظ لمسلم
أدنى الزمن الذي يشرع فيه
ختم القـرآن وأعلاه:
عن عَبدِ اللَّهِ بنِ عَمـرِو بنِ العاصِ
رضي الله عنهمـا، قالَ:
قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: اقرَأِ القُرآنَ في كُلِّ
شَهرٍ، قُلتُ: إنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قالَ: فَاقرَأْهُ
في عِشـرينَ لَيلَةً، قُلتُ: إنِّي أَجِدُ قُوَّةً،
قالَ: فَاقرَأْهُ في سَبعٍ، ولا تَزِدْ عَلى ذَلِكَ.
متفـق عليه واللفظ لمسلم
-
القُرآنُ كلامُ الله تعالى، وقراءتُـه ينبغي
أن تكونَ بتدبُّرٍ وفهـمٍ للمعاني؛ حتى
يتسنَّى للمسـلم أن يُطبِّقَ ما فيه من
أوامرَ ونواهٍ وتوجيهات؛ ولـذلك أمَر
النَّبيُّ ﷺ بالمداوَمةِ على قِراءةِ القُرآنِ
بالتَّدبُّرِ كما أمَرَ بأن يُختَمَ القرآنُ قِراءةً
في مدَّةٍ مِن الأيَّامِ يتمَكَّنُ فيها القارئُ
مِن الفَهمِ والتَّدبُّرِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبرُ عبدُ اللهِ
بنُ عمرِو بـنِ العاصِ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّ
النَّبيَّ ﷺ قال له: "اقرَأِ القرآنَ في شهرٍ"
أي: اختِم قراءتَه في شهرٍ؛ وهذا أنفَعُ
في التَّدبُّـرِ والفَهمِ، قال: "إنِّي أجِدُ قوَّةً"،
أي: أمتلِكُ مِن القوَّةِ والطَّاقةِ الَّتي
أستطيعُ بها أن أَختِمَ في أقلَّ مِن شـهرٍ،
فقال ﷺ: "اقرَأْ في خمسَ عشـرةَ"، أي:
اختِمه في نصفِ شهرٍ، فقال عبدُ اللهِ:
"إنِّي أجِدُ قوَّةً"، أي: أَقدِرُ على خَتمِه في
أقلَّ مِن ذلك، فقال ﷺ: "اقرَأْ في عَشرٍ"
أي: اختِمه في عَشـرِ ليالٍ، قال عبدُ اللهِ:
"إنِّي أجِدُ قوَّةً".
وهكذا ظلَّ يطلُبُ أن يُقلِّلَ له النَّبـيُّ ﷺ
في المدَّةِ الَّتي يَختِمُ فيها القـرآنَ؛ لأنَّه
قويٌّ ويَقدِرُ على القِراءةِ والفَهمِ حتَّى
وصَل إلى أقلِّ مدَّةٍ سَمَح له النَّبـيُّ ﷺ
بخَتمِ القرآنِ فيها، فقال له ﷺ: "اقرَأْ
في سبعٍ"، أي: اختِمه في سَبعِ ليالٍ،
"ولا تَزيدَنَّ على ذلك" أي: ولا تَزيدَنَّ في
طلَبِ النُّقصانِ، وفي روايةٍ: أنَّه قال
للنَّبـيِّ ﷺ: "إنِّي أُطيقُ أكثرَ، فما زال
حتَّى قال له النَّبـيُّ ﷺ: "في ثلاثٍ"،
أي: اختِمه في ثَلاثِ ليالٍ.
وقد كانَت للسَّـلَفِ عاداتٌ مُختلِفةٌ فيما
يَقرَؤون كلَّ يومٍ بحسَبِ أحوالِهم،
وأفهامِهم، ووَظائفِهم، فكان بعضُهم
يَختِمُ القـرآنَ في كلِّ شهرٍ، وبعضُهم في
عِشرين يومًا، وبعضُهم في عشَرةِ أيَّامٍ،
وبعضُهم أو أكثرُهم في سبعةٍ، وكثيرٌ
مِنهم في ثلاثةٍ، وكثيرٌ في يومٍ وليلـةٍ،
وبعضُهم في كلِّ ليلةٍ، وبعضُهم في
اليومِ واللَّيلةِ ثلاثَ خَتماتٍ، وبعضُهم
ثَمانَ خَتماتٍ..
والأفضـل: عدم الختم دون ثلاث إلا في
الأزمنة الفاضلة كالعشر الأخير من
رمضان، والناس يتفاوتون في مقدار
ذكائهم وقدرتهم على التدبر والتأمل،
ولكن الغالب أن من قرأ دون ثلاث، فاته
كثير من معاني القرآن أو أكثرها، وإذا
كان السلف، وهم من هم في الفصاحة
والبيان، ونزل القـرآن على لسانهم،
يذهب أكثرهم إلى عدم القراءة دون
ثلاث، فغيرهم في الزمـن المتأخر مع
شدة العجمـة وضعف اللسان ـ أولى
بالتزام ذلك.
ويسـن ألا يتجاوز في قراءة القرآن
الأربعين، فإن تجاوزها، كره له ذلك،
وهو أقصى حد ثبت فيه الخبر،
قال أحمد: «أكثر ما سمعت أن يختم
القرآن في أربعين».
-
القُرآنُ كلامُ الله تعالى، وقراءتُـه ينبغي
أن تكونَ بتدبُّرٍ وفهـمٍ للمعاني؛ حتى
يتسنَّى للمسـلم أن يُطبِّقَ ما فيه من
أوامرَ ونواهٍ وتوجيهات؛ ولـذلك أمَر
النَّبيُّ ﷺ بالمداوَمةِ على قِراءةِ القُرآنِ
بالتَّدبُّرِ كما أمَرَ بأن يُختَمَ القرآنُ قِراءةً
في مدَّةٍ مِن الأيَّامِ يتمَكَّنُ فيها القارئُ
مِن الفَهمِ والتَّدبُّرِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبرُ عبدُ اللهِ
بنُ عمرِو بـنِ العاصِ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّ
النَّبيَّ ﷺ قال له: "اقرَأِ القرآنَ في شهرٍ"
أي: اختِم قراءتَه في شهرٍ؛ وهذا أنفَعُ
في التَّدبُّـرِ والفَهمِ، قال: "إنِّي أجِدُ قوَّةً"،
أي: أمتلِكُ مِن القوَّةِ والطَّاقةِ الَّتي
أستطيعُ بها أن أَختِمَ في أقلَّ مِن شـهرٍ،
فقال ﷺ: "اقرَأْ في خمسَ عشـرةَ"، أي:
اختِمه في نصفِ شهرٍ، فقال عبدُ اللهِ:
"إنِّي أجِدُ قوَّةً"، أي: أَقدِرُ على خَتمِه في
أقلَّ مِن ذلك، فقال ﷺ: "اقرَأْ في عَشرٍ"
أي: اختِمه في عَشـرِ ليالٍ، قال عبدُ اللهِ:
"إنِّي أجِدُ قوَّةً".
وهكذا ظلَّ يطلُبُ أن يُقلِّلَ له النَّبـيُّ ﷺ
في المدَّةِ الَّتي يَختِمُ فيها القـرآنَ؛ لأنَّه
قويٌّ ويَقدِرُ على القِراءةِ والفَهمِ حتَّى
وصَل إلى أقلِّ مدَّةٍ سَمَح له النَّبـيُّ ﷺ
بخَتمِ القرآنِ فيها، فقال له ﷺ: "اقرَأْ
في سبعٍ"، أي: اختِمه في سَبعِ ليالٍ،
"ولا تَزيدَنَّ على ذلك" أي: ولا تَزيدَنَّ في
طلَبِ النُّقصانِ، وفي روايةٍ: أنَّه قال
للنَّبـيِّ ﷺ: "إنِّي أُطيقُ أكثرَ، فما زال
حتَّى قال له النَّبـيُّ ﷺ: "في ثلاثٍ"،
أي: اختِمه في ثَلاثِ ليالٍ.
وقد كانَت للسَّـلَفِ عاداتٌ مُختلِفةٌ فيما
يَقرَؤون كلَّ يومٍ بحسَبِ أحوالِهم،
وأفهامِهم، ووَظائفِهم، فكان بعضُهم
يَختِمُ القـرآنَ في كلِّ شهرٍ، وبعضُهم في
عِشرين يومًا، وبعضُهم في عشَرةِ أيَّامٍ،
وبعضُهم أو أكثرُهم في سبعةٍ، وكثيرٌ
مِنهم في ثلاثةٍ، وكثيرٌ في يومٍ وليلـةٍ،
وبعضُهم في كلِّ ليلةٍ، وبعضُهم في
اليومِ واللَّيلةِ ثلاثَ خَتماتٍ، وبعضُهم
ثَمانَ خَتماتٍ..
والأفضـل: عدم الختم دون ثلاث إلا في
الأزمنة الفاضلة كالعشر الأخير من
رمضان، والناس يتفاوتون في مقدار
ذكائهم وقدرتهم على التدبر والتأمل،
ولكن الغالب أن من قرأ دون ثلاث، فاته
كثير من معاني القرآن أو أكثرها، وإذا
كان السلف، وهم من هم في الفصاحة
والبيان، ونزل القـرآن على لسانهم،
يذهب أكثرهم إلى عدم القراءة دون
ثلاث، فغيرهم في الزمـن المتأخر مع
شدة العجمـة وضعف اللسان ـ أولى
بالتزام ذلك.
ويسـن ألا يتجاوز في قراءة القرآن
الأربعين، فإن تجاوزها، كره له ذلك،
وهو أقصى حد ثبت فيه الخبر،
قال أحمد: «أكثر ما سمعت أن يختم
القرآن في أربعين».
-
-
من حقوق المسلميـن
⁽ الدعاء بظهر الغيب ⁾
عن أبي الدَرداءِ رضي الله عنه، قالَ:
قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: "ما مِن عَبدٍ مُسلِمٍ
يَدعو لأَخيهِ بظَهرِ الغَيبِ، إلَّا قالَ المَلَكُ:
وَلَكَ بمِثلٍ".
صحيح مسلم ٢٧٣٢
من حقوق المسلميـن
⁽ الدعاء بظهر الغيب ⁾
عن أبي الدَرداءِ رضي الله عنه، قالَ:
قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: "ما مِن عَبدٍ مُسلِمٍ
يَدعو لأَخيهِ بظَهرِ الغَيبِ، إلَّا قالَ المَلَكُ:
وَلَكَ بمِثلٍ".
صحيح مسلم ٢٧٣٢
-
من محاسن هذا الدين العظيم؛ دين
الإسلام، أن رابطة الإيمان بين أتباعه
لا تتأثر بتطاول الزمان، وتغيـر المكان؛
فأتباعه ينتفـع بعضهم ببعض، ويدعو
بعضهم لبعض بِظَهر الغَيـب؛ أي: في
غيبة المدعوِّ له أو دون علمه؛ لأنه أبلغ
في الإخلاص، ولو دعـا لجماعة من
المسلمين، حصلت هذه الفضيلة، ولو
دعا لجملة المسلمين، فالظاهر
حصولها أيضًا.
وقد دلَّت نصوص القرآن والسنـة على
أن الدعاء بِظَهر الغَيب من هَديِ الأنبياء
والمرسلين، ومن جملة حق المسلم على
أخيه، وينتفع به الداعي والمدعو له
على السواء.
قال القاضي عياض رحمه الله:
"له من الأجر بمثل ما دعا به؛ لأنه وإن
دعا لغيره فقد عمل عملين صالحين:
أحدهما: ذكر الله تعالى مخلصًا له،
وفازعًا إليه بلسانه وقلبه.
والثاني: محبته الخير لأخيه المسلم
ودعاؤه له، وهو عمل خير لمسلم يؤجر
عليه، وقد نص فيه أنها مستجابة كما
نص في الحديث " ⁽١⁾.
وقال الإمام النووي:
"كانَ بَعض السَّـلَف إِذا أَرادَ أَن يَدعو
لِنَفسِهِ يَدعُو لِأَخيهِ المُسلِم بِتِلكَ الدَّعوة؛
لِأَنَّها تُستَجاب، ويَحصُل لَهُ مِثلها" ⁽٢⁾.
ومن آثار السلف:
ما ذكره ابـن الجوزي أن هَرِم بنَ حَيَّان
زارَ التابعيَّ الجليل أُوَيسًا القَرَنيَّ،
فقال له هَرِم: يا أُوَيسُ، واصلنا بالزيارة،
فقال أويس: "قد وصلتك بما هو أنفـع
لك من الزيارة واللقاء؛ الدعـاء بظهر
الغيب؛ لأن الزيارة واللقـاء قد يعرض
فيهما التزين والرياء" ⁽٣⁾.
ويذكر ابن الجوزي أيضًا أن أبا حمدون
كان له صحيفة فيها ثلاثمائة نفس من
أصحابه، وكان يدعو لهم كل ليلة
ويُسمِّيهم، فنام عنهم ليلة ولم يدعُ لهم،
فقيل له في النوم: يا أبا حمدون،
لم تُسرِج مصابيحك، قال:
فقعد ودعـا لهم ⁽٤⁾.
⇇فلنحرص على الدعـاء بظهر الغيب؛
كي ننال فضائلـه، اللهــم حبب إلينا
الإيمان وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا
الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من
الراشدين، اللهــم نَجِّ المستضعفين من
المؤمنين، اللهــم هَوِّن عليهم ما هم فيه
اللهــم أمدَّهم بمـددك، اللهــم احفظهم
في أهليهم وأموالهم، وبناتهم ونسـائهم،
اللهــم أنزل عليهم الثبات والطمأنينة
والسكينة، اللهــم آمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١- إكمال المعلـم (٢٢٨/٨).
٢- شرح النووي على مسلم (٤٩/١٧).
٣- صفة الصفوة (٣١/٢).
٤- صفة الصفوة (٤٩٣/١).
-
من محاسن هذا الدين العظيم؛ دين
الإسلام، أن رابطة الإيمان بين أتباعه
لا تتأثر بتطاول الزمان، وتغيـر المكان؛
فأتباعه ينتفـع بعضهم ببعض، ويدعو
بعضهم لبعض بِظَهر الغَيـب؛ أي: في
غيبة المدعوِّ له أو دون علمه؛ لأنه أبلغ
في الإخلاص، ولو دعـا لجماعة من
المسلمين، حصلت هذه الفضيلة، ولو
دعا لجملة المسلمين، فالظاهر
حصولها أيضًا.
وقد دلَّت نصوص القرآن والسنـة على
أن الدعاء بِظَهر الغَيب من هَديِ الأنبياء
والمرسلين، ومن جملة حق المسلم على
أخيه، وينتفع به الداعي والمدعو له
على السواء.
قال القاضي عياض رحمه الله:
"له من الأجر بمثل ما دعا به؛ لأنه وإن
دعا لغيره فقد عمل عملين صالحين:
أحدهما: ذكر الله تعالى مخلصًا له،
وفازعًا إليه بلسانه وقلبه.
والثاني: محبته الخير لأخيه المسلم
ودعاؤه له، وهو عمل خير لمسلم يؤجر
عليه، وقد نص فيه أنها مستجابة كما
نص في الحديث " ⁽١⁾.
وقال الإمام النووي:
"كانَ بَعض السَّـلَف إِذا أَرادَ أَن يَدعو
لِنَفسِهِ يَدعُو لِأَخيهِ المُسلِم بِتِلكَ الدَّعوة؛
لِأَنَّها تُستَجاب، ويَحصُل لَهُ مِثلها" ⁽٢⁾.
ومن آثار السلف:
ما ذكره ابـن الجوزي أن هَرِم بنَ حَيَّان
زارَ التابعيَّ الجليل أُوَيسًا القَرَنيَّ،
فقال له هَرِم: يا أُوَيسُ، واصلنا بالزيارة،
فقال أويس: "قد وصلتك بما هو أنفـع
لك من الزيارة واللقاء؛ الدعـاء بظهر
الغيب؛ لأن الزيارة واللقـاء قد يعرض
فيهما التزين والرياء" ⁽٣⁾.
ويذكر ابن الجوزي أيضًا أن أبا حمدون
كان له صحيفة فيها ثلاثمائة نفس من
أصحابه، وكان يدعو لهم كل ليلة
ويُسمِّيهم، فنام عنهم ليلة ولم يدعُ لهم،
فقيل له في النوم: يا أبا حمدون،
لم تُسرِج مصابيحك، قال:
فقعد ودعـا لهم ⁽٤⁾.
⇇فلنحرص على الدعـاء بظهر الغيب؛
كي ننال فضائلـه، اللهــم حبب إلينا
الإيمان وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا
الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من
الراشدين، اللهــم نَجِّ المستضعفين من
المؤمنين، اللهــم هَوِّن عليهم ما هم فيه
اللهــم أمدَّهم بمـددك، اللهــم احفظهم
في أهليهم وأموالهم، وبناتهم ونسـائهم،
اللهــم أنزل عليهم الثبات والطمأنينة
والسكينة، اللهــم آمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١- إكمال المعلـم (٢٢٨/٨).
٢- شرح النووي على مسلم (٤٩/١٧).
٣- صفة الصفوة (٣١/٢).
٤- صفة الصفوة (٤٩٣/١).
-