تَبصِرَةً وذِكرىٰ🌿

بسمه تعالى ؛
يا حبيبي يا رسول الله، يُفترض بنا أن يطغى علينا الفرح والسرور في هذه الليلة العظيمة التي شرفها الله بأن بعثك فيها بالرسالة الإلهية، ولكن ما بي يا حبيب الله كأني من دون شيعتك أبكيك فيها!!

بَأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ ، يا من بُعثت رحمة للعالمين، كيف لا تجتاحني الأحزان وأرى ليلة بعثتك المباركة هي بداية لآلامك العظيمة؟ كيف لا تبكيك عيني، وأنت الذي حملت أثقال الرسالة على كتفيك، وواجهت الظلم والجفاء، وذقت مرارة الأذى من أقرب الناس إليك؟

أرى يا حبيبي يا رسول الله، خطواتك الأولى في الدعوة، حين صعدت الصفا وصدحت بالحق، فاتهموك بالجنون والسحر ، أراك تطرد من قومك، تُحاصر في شعب أبي طالب، وأنت صابر محتسب ،أرى دموعك في الليالي وأنت تناجي ربك لهداية الناس الذين ما عرفوا قدرك.

يا حبيبي يا رسول الله، أراك تُجاهد لا بالسيف وحده، بل بالكلمة والخلق العظيم، تواجه الجهل بالحكمة، والكراهية بالحب ، أراك تتحمل جراحاتك، تمسح دماؤك الشريفة من جبهتك وأنت تقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".

يا حبيبي لم يقف أذى القوم عند حد حياتك الشريفة بتجريعهم لك السُم، بل اذاهم لحق أهل بيتك الطاهرين من بعدك ، أرى فاطمة، تلك الروح التي كنت تسكن إليها، تُضرب ويُكسر ضلعها، ويسقط جنينها، أرى أمير المؤمنين عليا، ذلك السيف الذي طالما ذاد عنك وعن دينك، يغدر به وهو في محرابه.

أرى حَفيدك وريحانتك الحُسين يسقط شهيدًا عطشانًا على رمضاء كربلاء، وأرى أبنه الطفل الرضيع يُذبح بين يديه، أرى زينب، الكريمة بنت الكرام، تساق سبية بين أعدائك، وهي تردد صبرًا واحتسابًا: "ما رأيت إلا جميلًا".

يا رسول الله، سامحني، على الدموع المُنهمرةِ في ليلة بعثتك الشريفة ، فإني أراك رحمة مُطلقة تمت مُقابلتها بالجفاء والقَسوة والإجرام ، فكيف لا أبكيك وقد بذلت كل شيء لهداية أمة جحدت فضلك وتنكرت لأهل بيتك ونَصبت لهم العداء؟

يا حبيبنا، نعاهدك في هذه الليلة المباركة أن نبقى على نهجك القويم، أن نكون من الموالين لك ولأهل بيتك الطاهرين، أن نعمل بوصاياك، ونتأسى بأخلاقك العظيمة ، وأن نتمسك بهذا الدين القويم الذي وصل إلينا بدمائك الزكية ودماء أهل بيتك الطاهرين، وأن نُدافع عنه بالكلمةِ والفعل والنفس والمال، وبكل ما نملك من طاقة وجهد.

نسأل الله أن يثبتنا على ولايتك وطاعتك، وأن يجعلنا ممن يذودون عن هذا الدين العظيم بكل إخلاص، حتى يلحقنا الله بك في دار الجنان، لنُروى بكفك الطاهرة من حوض الكوثر الذي وعدك به الله، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم.

www.tgoop.com/hawraa3i3/4117

6.9K viewsJan 28 at 01:58

بسمه تعالى ؛
يا حبيبي يا رسول الله، يُفترض بنا أن يطغى علينا الفرح والسرور في هذه الليلة العظيمة التي شرفها الله بأن بعثك فيها بالرسالة الإلهية، ولكن ما بي يا حبيب الله كأني من دون شيعتك أبكيك فيها!!

بَأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ ، يا من بُعثت رحمة للعالمين، كيف لا تجتاحني الأحزان وأرى ليلة بعثتك المباركة هي بداية لآلامك العظيمة؟ كيف لا تبكيك عيني، وأنت الذي حملت أثقال الرسالة على كتفيك، وواجهت الظلم والجفاء، وذقت مرارة الأذى من أقرب الناس إليك؟

أرى يا حبيبي يا رسول الله، خطواتك الأولى في الدعوة، حين صعدت الصفا وصدحت بالحق، فاتهموك بالجنون والسحر ، أراك تطرد من قومك، تُحاصر في شعب أبي طالب، وأنت صابر محتسب ،أرى دموعك في الليالي وأنت تناجي ربك لهداية الناس الذين ما عرفوا قدرك.

يا حبيبي يا رسول الله، أراك تُجاهد لا بالسيف وحده، بل بالكلمة والخلق العظيم، تواجه الجهل بالحكمة، والكراهية بالحب ، أراك تتحمل جراحاتك، تمسح دماؤك الشريفة من جبهتك وأنت تقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".

يا حبيبي لم يقف أذى القوم عند حد حياتك الشريفة بتجريعهم لك السُم، بل اذاهم لحق أهل بيتك الطاهرين من بعدك ، أرى فاطمة، تلك الروح التي كنت تسكن إليها، تُضرب ويُكسر ضلعها، ويسقط جنينها، أرى أمير المؤمنين عليا، ذلك السيف الذي طالما ذاد عنك وعن دينك، يغدر به وهو في محرابه.

أرى حَفيدك وريحانتك الحُسين يسقط شهيدًا عطشانًا على رمضاء كربلاء، وأرى أبنه الطفل الرضيع يُذبح بين يديه، أرى زينب، الكريمة بنت الكرام، تساق سبية بين أعدائك، وهي تردد صبرًا واحتسابًا: "ما رأيت إلا جميلًا".

يا رسول الله، سامحني، على الدموع المُنهمرةِ في ليلة بعثتك الشريفة ، فإني أراك رحمة مُطلقة تمت مُقابلتها بالجفاء والقَسوة والإجرام ، فكيف لا أبكيك وقد بذلت كل شيء لهداية أمة جحدت فضلك وتنكرت لأهل بيتك ونَصبت لهم العداء؟

يا حبيبنا، نعاهدك في هذه الليلة المباركة أن نبقى على نهجك القويم، أن نكون من الموالين لك ولأهل بيتك الطاهرين، أن نعمل بوصاياك، ونتأسى بأخلاقك العظيمة ، وأن نتمسك بهذا الدين القويم الذي وصل إلينا بدمائك الزكية ودماء أهل بيتك الطاهرين، وأن نُدافع عنه بالكلمةِ والفعل والنفس والمال، وبكل ما نملك من طاقة وجهد.

نسأل الله أن يثبتنا على ولايتك وطاعتك، وأن يجعلنا ممن يذودون عن هذا الدين العظيم بكل إخلاص، حتى يلحقنا الله بك في دار الجنان، لنُروى بكفك الطاهرة من حوض الكوثر الذي وعدك به الله، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم.

BY تَبصِرَةً وذِكرىٰ🌿