tgoop.com/iFurat9/1035
Last Update:
هذه الآية جامعة لعلم الله كافّة؛ فمن أسماء الله: (العليم)، الذي يعلم ما في أقطار السّموات والأرض، ويعلم دبيب خطرات النُّفوس، وأحاديثها، وهذه الآية من أعظم ما يُربت على قلب المؤمن ويُجنّبه مواطن القلق، إذ أنّ الله يعلم ما في نفسه، ويعلم حاله، ولا يخفى عليه أمره، وأمر المؤمن كلّه تحت تدبير الله وعلمه الذي لا يُحاط به وصفٌ ولا بيَان، وعلمه تعالى بكلّ ما في تلك العوَالم؛ تستدعي من المؤمن تسليمًا لمن يعلم مواطن مصلحته، فهو العليم بخيرة الأمور وشرّها، وربّما كره المؤمن قدرًا فكان خيرًا له، لأنّ الله يعلم أنّ هذا القدر سيجتبيه إليه، ولربّما يصرف عنه أمورًا لا يفقه ضررها على شأنه كافّة.
ومن ثمرات الإيمان باسم الله العليم؛ تفويض القلب إلى مالكه ومدبّر أمره، تفويضًا يستدعي منه اطمئنانًا وتسليمًا لا يعتريه حرجٌ ولا ضيق، وطبيعة العبد -جهولٌ ظلوم- ومن جهله؛ أنّه يريد اختيار التّدبير بنفسه، وبحسب جهله يظنّه خيرٌ له، ويصول في دنياه ويجول وهو يُريد هذا القدر، وهذا التدبير، ولربّما أرهقَ نفسه بكثرة التفاته إلى تدبيره لنفسه، ولكنّ الله بحكمته وعلمه يُريد من عبده شأنٌ آخر، ومقامٌ آخر، وهو الذي بعلمه يسوق إليه المبشّرات وإن تأخّرت.
ومن ثمرات الإيمان باسم الله العليم؛ تجريد القلب من مُلكة العلم المُطلق، ونسب حاله إلى الجهل أقرب، لأنّ المؤمن كلّما عرف ربّه العليم؛ ازداد تجرّدًا من أحواله التي يظنّ فيها أنّه يعلم مواطن مصلحته، فيزداد افتقارًا وتسليمًا لتدبير العليم، ويزداد توكّلا وتفويضًا لمالكه ومدبّر أمره، فلا يبقى في نفسه شكٌ بمُجريات أقداره، ويطمئنّ، كما لو أنّه ملك الدُّنيا بأسرها، ﴿والله يعلم وأنتم لا تعلمون﴾.
BY قناة | فُـرات
Share with your friend now:
tgoop.com/iFurat9/1035