tgoop.com/iFurat9/1101
Last Update:
بابُ التألُّف على الدين من أدق أبواب الدعوة، وهو متصل اتصالا وثيقا بعمق النظر المقاصديّ.
ومما يشيع في استعمال قاعدة التأليف هذه في المسلك الدَّعويّ: أنْ يستعملها بعضهم بمحض الذوق الشخصي، فهو يريد التألف بغير ضابط علميّ، وقد يطوّع الضوابط أو يخترعها، وهذا مزلق، فضبط التألف بمسلك العلم أهم المهمات.
وليس كلُّ ما بدا للشّخص أنّه مما يمكن التألُّف به يكون مشروعا، بل ليس كلُّ ما يحصل به التألُّف حقا في واقع الأمر يكون مشروعا، بل ذلك منوطٌ بألا يكون التألف معارضا بمصلحة أقوى منه، وألا يترتب عليه مفسدة أكبر من مصلحته.
وفي التألُّف اتجاهان:
- اتجاه يفرِط في مراعاته، فيكون غرضه مقصورا على تألف الناس على الدين، حتى يغيب عنه مقصود الشرع في رسوخ الشريعة وتثبيتها وعدم تغيير أوضاعها، فكلما لاحت له مصلحة التأليف؛ أجرى معول النقض في حكم من الأحكام المستقرة أو غيّر مرتبته في الشريعة؛ فهو تبديل من أجل التأليف: إما بإسقاط الحكم تارة، وإما بتغيير رتبته تارة.
- واتّجاه آخر يفرّط في مراعاته، فيغلو في معنى تقرير الشريعة وتثبيتها، ويهمل ما راعته الشريعة من المعاني التي يقع بها الاستثناء والتخصيص والتقديم والتأخير بحسب العوارض والحاجات والضرورات وتفاوت الأحوال، والحق بين هذا وهذا، وعلى الله قصد السبيل.
BY قناة | فُـرات
Share with your friend now:
tgoop.com/iFurat9/1101