tgoop.com/iFurat9/1204
Last Update:
من سمات المؤمن الشريفة، والتي قد تكون علامة على حرصه في تزكية نفسه:
أن يكون مأمون الجانب، أيّ يشعر من يجالسه بالأمن معه على نفسه، وهذا الأمن ليس المقصود منه كف الجوارح عن الأذى؛ بل الأمن الشريف الذي يعطيه المؤمن لجالسه هو في حبس نزعات نفسه عن المسلمين، عن تلك الشرور الساكنة في كل نفس، ولكن اللئيم يبديها بكلماته، وهمساته، وسلوكياته، والكريم يخفيها ولا يزال يهذبها؛ فهذا الأمن الذي يعطيه المؤمن لإخوانه المسلمين فيه دلالة واضحة على أنه يقود نفسه إلى طريق التزكية، إذ أول طريق إصلاح النفس هو في رصد الشرور ثم الكف عن الاستجابة معها، ويقابل هذا: الغفلة عن دوافع حركة النفس والمسارعة في الاستجابة لهذه النزعات المرضية، فيشرع لنفسه أبواب الأذى للمسلمين، وكم في هذه الغفلة من أذى وألم لقلوب المسلمين، وجفاء وفراق!
وهذه الاستجابة مع نزعات النفس تتوشح ألف لباس طاهر، فالنفس غرارة! والصادق من صدق مع نفسه.. ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾
لذلك؛ التعامل مع الناس يكشف النفس جيدًا، فالراغب في تزكية نفسه والطامع بمعالجة أمراض قلبه يجعل من هذا الميدان مضمارًا صحيًّا أولاً لتزكية نفسه، ويكون يقظًا حيًّا في رصد مشاعره وسلوكياته ثانيًا، ويكون النظر متجه إلى النفس وخالقها، لا للناس، فقد تكون المراقبة وخيمة إذا انعكست بوصلتها، ويمكن ضبطها بالاستغاثة الشديدة بالله تعالى بأن يهب للعبد بصيرة وهداية، وأن يكون نصب عينيه هدف: "تعبيد النفس لخالقها"؛ فهذا الهمّ إن سكن عند العبد سيذهل عن الخلق ويرعى نفسه!
BY قناة | فُـرات السُّلمي
Share with your friend now:
tgoop.com/iFurat9/1204