IBNTAYMIYYAH728 Telegram 2879
خاطرة حول الدرس الفقهي في الأعصار المتقدمة

جرت مباحثة لطيفة مع أحد الأصحاب عن طريقة تفقه الناس فيما بعد 200هـ تقريبا

فاقترح هو أن المقررات المشهورة للمبتدئين كانت من مثل مختصر المزني ومختصر البويطي

ومن النقول اللطيفة التي كانت حاضرة في البحث، قول محمد بن سحنون المالكي رحمه الله في خاتمة كتاب آداب المعلمين، بعدما ذكر آداب تعليم القرآن بشكل مفصل:

"روى بعض أهل الأندلس أنه لا بأس بالإجارة على تعليم الفقه والفرائض والشعر والنحو وهو مثل القرآن،

فقال [لعله والده سحنون]:
كره ذلك مالك وأصحابنا، وكيف يشبه القرآن؟ والقرآن له غاية ينتهى إليها، وما ذكرت ليس له غاية ينتهى إليها، فهذا مجهول، والفقه والعلم أمر قد اختلف فيه، والقرآن هو الحق الذي لا شك فيه، والفقه لا يستظهر مثل القرآن، فهو لا يشبهه، ولا غاية له، ولا أمد ينتهى إليه...."

-------------

ومما ينبغي العناية به ما ذكره النووي في تهذيب الأسماء واللغات -والنقل استفدته من إشارة الشيخ أبي جعفر الخليفي حفظه الله في بعض تسجيلاته-:

"..... أن ‌المحاملى لما [عمل] المقنع كتابه المشهور، أنكر عليه شيخه أبو حامد الإسفراينى لكونه جَرَّد فيه المذهب، وأفرده عن الخلاف، وذهب إلى أن ذلك مما يقصر الهمم عن تحصيل الفنين، ويحمل على الاكتفاء بأحدهما، ومنعه من حضور مجلسه، حتى احتال لسماع درسه من حيث لا يحضر المجلس......

.......ولما بلغ الشيخ أبا حامد أن ‌المحاملي صَنَّف المجموع، والتجريد، والمقنع، قال أبو حامد: بَتَرَ كُتُبى بَتَرَ الله عُمره، فما عاش بعد ذلك إلا قليلاً."

----------

وكذلك ما أفاده الشيخ سلطان العيد:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

"والكوسج سأل مسائله لأحمد وإسحاق وكذلك حرب الكرماني سأل مسائله لأحمد وإسحاق وكذلك غيرهما؛ ولهذا يجمع الترمذي قول أحمد وإسحاق فإنه روى قولهما من مسائل الكوسج.

وكذلك أبو زرعة وأبو حاتم وابن قتيبة وغير هؤلاء من أئمة السلف والسنة والحديث ‌وكانوا ‌يتفقهون ‌على ‌مذهب ‌أحمد ‌وإسحاق يقدمون قولهما على أقوال غيرهما وأئمة الحديث كالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم هم أيضا من أتباعهما وممن يأخذ العلم والفقه عنهما وداود من أصحاب إسحاق"

---------

وقد ذكر ابن خلدون في مقدمته: "كثرة الاختصارات المؤلفة في العلوم مخلة بالتعليم"

وكان مما قال في هذا الفصل: «وهو فساد في التّعليم وفيه إخلال بالتّحصيل، وذلك لأنّ فيه تخليطا على المبتدئ بإلقاء الغايات من العلم عليه وهو لم يستعدّ لقبولها بعد وهو من سوء التّعليم كما سيأتي.

ثمّ فيه مع ذلك شغل كبير على المتعلّم بتتبّع ألفاظ الاختصار العويصة للفهم بتزاحم المعاني عليها وصعوبة استخراج المسائل من بينها؛ لأنّ ألفاظ ‌المختصرات تجدها لأجل ذلك صعبة عويصة فينقطع في فهمها حظ صالح عن الوقت.

ثمّ بعد ذلك فالملكة الحاصلة من التّعليم في تلك ‌المختصرات إذا تمّ على سداده ولم تعقبه آفة فهي ملكة قاصرة عن الملكات الّتي تحصل من الموضوعات البسيطة المطوّلة لكثرة ما يقع في تلك من التّكرار والإحالة المفيدين لحصول الملكة التّامّة.

وإذا اقتصر على التّكرار قصّرت الملكة لقلّته كشأن هذه الموضوعات المختصرة فقصدوا إلى تسهيل الحفظ على المتعلّمين فأركبوهم صعبا يقطعهم عن تحصيل الملكات النّافعة وتمكّنها، ومن يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، والله سبحانه وتعالى أعلم»

----------


يضاف:

ذكر ابن أبي حاتم في عقيدة أبيه وعمه: "ينكران وضع الكتب بالرأي من غير آثار" فتأمل


والأمر يستحق بحثا مفردا محكما، ولا أعلم إن كُتب فيه شيء

#تنبيهات #فقه



tgoop.com/ibntaymiyyah728/2879
Create:
Last Update:

خاطرة حول الدرس الفقهي في الأعصار المتقدمة

جرت مباحثة لطيفة مع أحد الأصحاب عن طريقة تفقه الناس فيما بعد 200هـ تقريبا

فاقترح هو أن المقررات المشهورة للمبتدئين كانت من مثل مختصر المزني ومختصر البويطي

ومن النقول اللطيفة التي كانت حاضرة في البحث، قول محمد بن سحنون المالكي رحمه الله في خاتمة كتاب آداب المعلمين، بعدما ذكر آداب تعليم القرآن بشكل مفصل:

"روى بعض أهل الأندلس أنه لا بأس بالإجارة على تعليم الفقه والفرائض والشعر والنحو وهو مثل القرآن،

فقال [لعله والده سحنون]:
كره ذلك مالك وأصحابنا، وكيف يشبه القرآن؟ والقرآن له غاية ينتهى إليها، وما ذكرت ليس له غاية ينتهى إليها، فهذا مجهول، والفقه والعلم أمر قد اختلف فيه، والقرآن هو الحق الذي لا شك فيه، والفقه لا يستظهر مثل القرآن، فهو لا يشبهه، ولا غاية له، ولا أمد ينتهى إليه...."

-------------

ومما ينبغي العناية به ما ذكره النووي في تهذيب الأسماء واللغات -والنقل استفدته من إشارة الشيخ أبي جعفر الخليفي حفظه الله في بعض تسجيلاته-:

"..... أن ‌المحاملى لما [عمل] المقنع كتابه المشهور، أنكر عليه شيخه أبو حامد الإسفراينى لكونه جَرَّد فيه المذهب، وأفرده عن الخلاف، وذهب إلى أن ذلك مما يقصر الهمم عن تحصيل الفنين، ويحمل على الاكتفاء بأحدهما، ومنعه من حضور مجلسه، حتى احتال لسماع درسه من حيث لا يحضر المجلس......

.......ولما بلغ الشيخ أبا حامد أن ‌المحاملي صَنَّف المجموع، والتجريد، والمقنع، قال أبو حامد: بَتَرَ كُتُبى بَتَرَ الله عُمره، فما عاش بعد ذلك إلا قليلاً."

----------

وكذلك ما أفاده الشيخ سلطان العيد:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

"والكوسج سأل مسائله لأحمد وإسحاق وكذلك حرب الكرماني سأل مسائله لأحمد وإسحاق وكذلك غيرهما؛ ولهذا يجمع الترمذي قول أحمد وإسحاق فإنه روى قولهما من مسائل الكوسج.

وكذلك أبو زرعة وأبو حاتم وابن قتيبة وغير هؤلاء من أئمة السلف والسنة والحديث ‌وكانوا ‌يتفقهون ‌على ‌مذهب ‌أحمد ‌وإسحاق يقدمون قولهما على أقوال غيرهما وأئمة الحديث كالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم هم أيضا من أتباعهما وممن يأخذ العلم والفقه عنهما وداود من أصحاب إسحاق"

---------

وقد ذكر ابن خلدون في مقدمته: "كثرة الاختصارات المؤلفة في العلوم مخلة بالتعليم"

وكان مما قال في هذا الفصل: «وهو فساد في التّعليم وفيه إخلال بالتّحصيل، وذلك لأنّ فيه تخليطا على المبتدئ بإلقاء الغايات من العلم عليه وهو لم يستعدّ لقبولها بعد وهو من سوء التّعليم كما سيأتي.

ثمّ فيه مع ذلك شغل كبير على المتعلّم بتتبّع ألفاظ الاختصار العويصة للفهم بتزاحم المعاني عليها وصعوبة استخراج المسائل من بينها؛ لأنّ ألفاظ ‌المختصرات تجدها لأجل ذلك صعبة عويصة فينقطع في فهمها حظ صالح عن الوقت.

ثمّ بعد ذلك فالملكة الحاصلة من التّعليم في تلك ‌المختصرات إذا تمّ على سداده ولم تعقبه آفة فهي ملكة قاصرة عن الملكات الّتي تحصل من الموضوعات البسيطة المطوّلة لكثرة ما يقع في تلك من التّكرار والإحالة المفيدين لحصول الملكة التّامّة.

وإذا اقتصر على التّكرار قصّرت الملكة لقلّته كشأن هذه الموضوعات المختصرة فقصدوا إلى تسهيل الحفظ على المتعلّمين فأركبوهم صعبا يقطعهم عن تحصيل الملكات النّافعة وتمكّنها، ومن يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، والله سبحانه وتعالى أعلم»

----------


يضاف:

ذكر ابن أبي حاتم في عقيدة أبيه وعمه: "ينكران وضع الكتب بالرأي من غير آثار" فتأمل


والأمر يستحق بحثا مفردا محكما، ولا أعلم إن كُتب فيه شيء

#تنبيهات #فقه

BY الفقير إلى رب البريات


Share with your friend now:
tgoop.com/ibntaymiyyah728/2879

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

A Telegram channel is used for various purposes, from sharing helpful content to implementing a business strategy. In addition, you can use your channel to build and improve your company image, boost your sales, make profits, enhance customer loyalty, and more. The channel also called on people to turn out for illegal assemblies and listed the things that participants should bring along with them, showing prior planning was in the works for riots. The messages also incited people to hurl toxic gas bombs at police and MTR stations, he added. The best encrypted messaging apps The group’s featured image is of a Pepe frog yelling, often referred to as the “REEEEEEE” meme. Pepe the Frog was created back in 2005 by Matt Furie and has since become an internet symbol for meme culture and “degen” culture. Over 33,000 people sent out over 1,000 doxxing messages in the group. Although the administrators tried to delete all of the messages, the posting speed was far too much for them to keep up.
from us


Telegram الفقير إلى رب البريات
FROM American