IBNTAYMIYYAH728 Telegram 4714
تعدد الشيوخ ووحدة المنهج علامة أهل الحديث...


قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله في كتاب الانتصار لأصحاب الحديث:

"ومما يدل على أن أهل الحديث هم على الحق، أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار وسكون كل واحد منهم قطرا من الأقطار

وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها قولهم في ذلك واحد وفعلهم واحد لا ترى بينهم اختلافًا ولا تفرقًا في شيء ما وإن قلّ

بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء من قلب واحد وجرى على لسان واحد وهل على الحق دليل أبين من هذا؟!" ا.هـ كلامه رحمه الله

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:

"بهذا يتبين أن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة؛ الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله ﷺ وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله وأعظمهم تمييزا بين صحيحها وسقيمها وأئمتهم فقهاء فيها وأهل معرفة بمعانيها واتباعا لها: تصديقا وعملا وحبا وموالاة لمن والاها ومعاداة لمن عاداها الذين يروون المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة؛

فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه."

روى الإمام أبو بكر المروذي بإسناده عن الإمام التابعي الجليل سيد أهل البصرة أيوب السختياني قوله: " مَن أرادَ أنْ يَعْلَمَ خَطَأ مُعَلِّمِهِ فَلْيَجْلِسْ إلى غَيْرِهِ."

وقال أبو بكر الخطيب في الجامع:

"استحباب الرواية عن جماعة وألا يقتصر على شيخ واحد يستحب للراوي أن لا يقتصر في إملائه على الرواية عن شيخ واحد من شيوخه بل يروي عن جماعتهم ويقدم من علا إسناده منهم"

ثم روى بإسناده عَنْ مَطَرٍ الوراق، قالَ: «العِلْمُ أكْثَرُ مِن مَطَرِ السَّماءِ ومَثَلُ الرَّجُلِ الَّذِي يَرْوِي عَنْ عالِمٍ واحِدٍ كَرَجُلٍ لَهُ امْرَأةٌ واحِدَةٌ فَإذا حاضَتْ بقي»

قال السخاوي معلّقًا على هذا الخبر:

"والمَعْنى أنَّ الَّذِي لَهُ شَيْخٌ واحِدٌ رُبَّما احْتاجَ مِنَ الحَدِيثِ لِما لا يَجِدُهُ عِنْدَ شَيْخِهِ فَيَصِيرُ حائِرًا، وكَذَلِكَ مَن لَهُ زَوْجَةٌ واحِدَةٌ قَدْ يَتَّفِقُ تَوَقانُهُ إلى النِّكاحِ فِي حالِ حَيْضِها فَيَصِيرُ حائِرًا، فَإنْ كانَتْ لَهُ زَوْجَةٌ أُخْرى أوْ أمَةٌ، حَصَلَ الغَرَضُ."


ثم ذكر الخطيب بابًا آخر قال:

"تجنب الرواية عن الضعفاء والمخالفين من أهل البدع والأهواء"


وأنت إذا تأملت طريق عامة أهل السنة والحديث في الطلب والتلقي وجدتهم يدورون على هذين المعنيين الجليلين:

فأولهما: تعدد الشيوخ حتى يميّز خطأ شيخه من صوابه، وهذا إن كان في الرواية ففي الدراية كذلك بل قد يكون فيما يتعلق بالفهم أولى مع انتشار الكتب وضبطها

فاحرص رحمك الله على انتقاء المتخصصين في كل علم وانتفع بما عندهم من الخير واعلم أن ما يصدر من أغلاط المتأخرين فيما لا تسوغ مخالفته من الطريقة السلفية المرضية أمر غير مستغرب مع غربة الإسلام والسنة المحضة ... لكنّك مع هذا تنتفع بما عندهم من الخير ثم تقدر هؤلاء أقدارهم وتنزلهم منزلتهم فتجعلهم بوابة لعلوم السلف لا حُكّامًا على تقريرات السلف الكرام!

وثانيهما: تمييز الشيوخ بحيث لا يروي عن أهل البدع والأهواء مما يقوده لتعظيمهم كما عمّت به البلوى، وكذلك يتخير في كل علم أنفع شيخ يبلّغه المراد من أصول ذلك الفن قبل انطلاقة الطالب في القراءة والبحث.

ومن زاد استزاد من الخير!

.



tgoop.com/ibntaymiyyah728/4714
Create:
Last Update:

تعدد الشيوخ ووحدة المنهج علامة أهل الحديث...


قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله في كتاب الانتصار لأصحاب الحديث:

"ومما يدل على أن أهل الحديث هم على الحق، أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار وسكون كل واحد منهم قطرا من الأقطار

وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها قولهم في ذلك واحد وفعلهم واحد لا ترى بينهم اختلافًا ولا تفرقًا في شيء ما وإن قلّ

بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء من قلب واحد وجرى على لسان واحد وهل على الحق دليل أبين من هذا؟!" ا.هـ كلامه رحمه الله

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:

"بهذا يتبين أن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة؛ الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله ﷺ وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله وأعظمهم تمييزا بين صحيحها وسقيمها وأئمتهم فقهاء فيها وأهل معرفة بمعانيها واتباعا لها: تصديقا وعملا وحبا وموالاة لمن والاها ومعاداة لمن عاداها الذين يروون المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة؛

فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه."

روى الإمام أبو بكر المروذي بإسناده عن الإمام التابعي الجليل سيد أهل البصرة أيوب السختياني قوله: " مَن أرادَ أنْ يَعْلَمَ خَطَأ مُعَلِّمِهِ فَلْيَجْلِسْ إلى غَيْرِهِ."

وقال أبو بكر الخطيب في الجامع:

"استحباب الرواية عن جماعة وألا يقتصر على شيخ واحد يستحب للراوي أن لا يقتصر في إملائه على الرواية عن شيخ واحد من شيوخه بل يروي عن جماعتهم ويقدم من علا إسناده منهم"

ثم روى بإسناده عَنْ مَطَرٍ الوراق، قالَ: «العِلْمُ أكْثَرُ مِن مَطَرِ السَّماءِ ومَثَلُ الرَّجُلِ الَّذِي يَرْوِي عَنْ عالِمٍ واحِدٍ كَرَجُلٍ لَهُ امْرَأةٌ واحِدَةٌ فَإذا حاضَتْ بقي»

قال السخاوي معلّقًا على هذا الخبر:

"والمَعْنى أنَّ الَّذِي لَهُ شَيْخٌ واحِدٌ رُبَّما احْتاجَ مِنَ الحَدِيثِ لِما لا يَجِدُهُ عِنْدَ شَيْخِهِ فَيَصِيرُ حائِرًا، وكَذَلِكَ مَن لَهُ زَوْجَةٌ واحِدَةٌ قَدْ يَتَّفِقُ تَوَقانُهُ إلى النِّكاحِ فِي حالِ حَيْضِها فَيَصِيرُ حائِرًا، فَإنْ كانَتْ لَهُ زَوْجَةٌ أُخْرى أوْ أمَةٌ، حَصَلَ الغَرَضُ."


ثم ذكر الخطيب بابًا آخر قال:

"تجنب الرواية عن الضعفاء والمخالفين من أهل البدع والأهواء"


وأنت إذا تأملت طريق عامة أهل السنة والحديث في الطلب والتلقي وجدتهم يدورون على هذين المعنيين الجليلين:

فأولهما: تعدد الشيوخ حتى يميّز خطأ شيخه من صوابه، وهذا إن كان في الرواية ففي الدراية كذلك بل قد يكون فيما يتعلق بالفهم أولى مع انتشار الكتب وضبطها

فاحرص رحمك الله على انتقاء المتخصصين في كل علم وانتفع بما عندهم من الخير واعلم أن ما يصدر من أغلاط المتأخرين فيما لا تسوغ مخالفته من الطريقة السلفية المرضية أمر غير مستغرب مع غربة الإسلام والسنة المحضة ... لكنّك مع هذا تنتفع بما عندهم من الخير ثم تقدر هؤلاء أقدارهم وتنزلهم منزلتهم فتجعلهم بوابة لعلوم السلف لا حُكّامًا على تقريرات السلف الكرام!

وثانيهما: تمييز الشيوخ بحيث لا يروي عن أهل البدع والأهواء مما يقوده لتعظيمهم كما عمّت به البلوى، وكذلك يتخير في كل علم أنفع شيخ يبلّغه المراد من أصول ذلك الفن قبل انطلاقة الطالب في القراءة والبحث.

ومن زاد استزاد من الخير!

.

BY الفقير إلى رب البريات


Share with your friend now:
tgoop.com/ibntaymiyyah728/4714

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

The Standard Channel For crypto enthusiasts, there was the “gm” app, a self-described “meme app” which only allowed users to greet each other with “gm,” or “good morning,” a common acronym thrown around on Crypto Twitter and Discord. But the gm app was shut down back in September after a hacker reportedly gained access to user data. Members can post their voice notes of themselves screaming. Interestingly, the group doesn’t allow to post anything else which might lead to an instant ban. As of now, there are more than 330 members in the group. fire bomb molotov November 18 Dylan Hollingsworth yau ma tei
from us


Telegram الفقير إلى رب البريات
FROM American