tgoop.com/ibntaymiyyah728/5038
Last Update:
قصة أصحاب السبت ناقضة على الهوى الحداثي
قال الله عز وجل في سورة الأعراف:
"وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ"
روى ابن أبي حاتم في تفسيره:
علي بن طلحة، عن ابن عباس قوله: ويوم لا يسبتون لا تأتيهم:
فحرم الله عليهم الحيتان يوم سبتهم، فكانت الحيتان تأتيهم يوم سبتهم شرعا في ساحل البحر، فإذا مضى يوم السبت لم يقدروا عليها فمكثوا بذلك ما شاء الله.
وروى عن الحسن: "بما كانوا يفسقون" بما كانوا يعملون قبل ذلك من المعاصي
قال أبو جعفر الطبري:
("كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون"
يقول: كما وصفنا لكم من الاختبار والابتلاء الذي ذكرنا، بإظهار السمك لهم على ظهر الماء في اليوم المحرم عليهم صيده, وإخفائه عنهم في اليوم المحلل صيده
= " كذلك نبلوهم "، ونختبرهم
= " بما كانوا يفسقون "،
يقول: بفسقهم عن طاعة الله وخروجهم عنها)
قلت: تأمل هذه الحكاية التي ذكرها الله عز وجل عن هؤلاء القوم وما فيها من الفوائد؛
فإن هؤلاء قد أسلفوا ذنوبا أوجبت عقوبة من الله عز وجل عليهم فضيّق سبحانه وتعالى عليهم رزقهم
ولو كانوا في زماننا لوجدت لهم من تبريرات الحداثيين:
"الضرورات تبيح المحظورات"
"الله أعظم من تحريم ما يحتاج إليه الناس"
"هذا النص له فهم آخر لا تلزمني بفهمك له"
ولم تكن هذه التبريرات تغني عن القوم ما أصابهم من عذاب الله عز وجل فمسخوا قردة خاسئين ... وجعلوا نكالا!
ففيها عبرة لكل من تسول له نفسه التستر بقواعد أهل العلم التي استعملها في غير موضعها وافترى على دين الله فقال: إذا كان حكم الحاكم يرفع الخلاف والضرورات تبيح المحظورات فأي تثريب على من يقيم الحفلات الغنائية؟!
فليتق الله من سولت له نفسه الاحتجاج بمثل هذه الأغلوطات؛ فإن فيها خراب الدول وفساد الأحوال
قال الإمام الحسن البصري رحمه الله:
"والعمل السيئ يقدمه القوم يقيض لهم البلاء ليهلكوا فيه،
فكانت تجيء يوم السبت حيتانهم شرعا على متن الماء كأنها المخاض عظما وسمنا، فإذا غربت الشمس من يوم السبت لم ير حوت سبعة أيام، فطال عليهم ذلك،
قالوا: فإنا نأخذها يوم السبت نستوثق منها ألا تذهب ونأكلها يوم الأحد فإنما نهينا، عن أكلها يوم السبت،
قال الحسن: فأكلوا والله أوخم أكلة أكلها قوم قط أعجلها عقوبة في الدنيا وأبقاها خزيا في الآخرة."
ثم تأمل ما في قصة أصحاب السبت من النقض على أرباب الحيل الحنفية ومن اقتدى بهم من ورثة اليهود في هذه الأمة؛
قال الإمام أبو عبد الله ابن بطة في كتاب (إبطال الحيل):
"ألا ترى أن الله عز وجل مسخ قوما قردة باستعمالهم الحيلة في دينهم، والمواربة في دينهم، ومخادعتهم لربهم، مع أنهم أظهروا التمسك وتحريم ما حرمه رب العالمين، مع فساد باطنهم، وقبيح مرادهم، فقال عز وجل: ﴿واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت﴾ [الأعراف ١٦٣]
ذكر لنا - والله أعلم - أن الحيتان كانت تأتيهم يوم السبت كالمخاض آمنة، فلا يعرضون لها، ثم لا يرونها إلى يوم السبت الآخر، فلما طال نظرهم إليها، وتأسفهم عليها تشاوروا فيها،
فقال بعضهم لبعض: إن الله عز وجل إنما حرمها يوم السبت، فاصنعوا لها المصائد يوم الجمعة، فإذا جاء يوم السبت فدخلت فيها فخذوها يوم الأحد، ففعلوا ذلك، وكان ما قص الله عز وجل علينا من خبرهم..."
وقال الجوزجاني فيما نقله شيخ الإسلام وابن القيم في المعالم ونقلته عنه:
"وهل أصاب الطائفة من بني إسرائيل المسخ إلا باحتيالهم على أمر الله بأن حفروا الحفائر على الحيتان في يوم سبتهم فمنعوها الانتشار يومها إلى الأحد فأخذوها؟"
قال الإمام أحمد:
"ولَوْ تَدَبَّرَ إنْسانٌ القُرْآنَ كانَ فِيهِ ما يَرُدُّ عَلى كُلِّ مُبْتَدِعٍ بِدْعَتَهُ".
وقال الإمام أحمد في مسنده:
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، وعطاء، ومجاهد،
عن رافع بن خديج، قال: خرج إلينا رسول الله ﷺ، فنهانا عن أمر كان لنا نافعا، وأمر رسول الله ﷺ خير لنا مما نهانا عنه ... وساق الحديث
قلت: فانظر سرعة الامتثال ومعرفة العاقبة والمآل واختر لنفسك القدوة!
يراجع:
نقض شبهة الاستدلال بقاعدة (الضرورات تبيح المحظورات) للسماح بالمنكرات السياحية
[https://www.tgoop.com/alkulife/11517]
.
BY الفقير إلى رب البريات
Share with your friend now:
tgoop.com/ibntaymiyyah728/5038