IBNTAYMIYYAH728 Telegram 5253
[وكنت قديما أحسن الظن به]

وأبو الحسن الشاذلي رحمة الله عليه كان من خير هؤلاء الشيوخ وأفضلهم معرفة وحالا، وأحسنهم اعتقادا وعملا، وأتبعهم للشريعة، وأكثرهم تعظيما للكتاب والسنة، وأشدهم تحريضا على متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وله كلمات حسنة في مثل ذلك.

- الرد على الشاذلي ص١٧

----

وقوله: «لا اسم ولا صفة ولا ذات» قد يريد بالذات القائم بنفسه، فإنه يشهد وجودا مطلقا أطلسا، ليس فيه شيء قائم بنفسه فيكون ذاتا، ولا قائم بغيره فيكون صفة.

فهذا منتهى معرفة المحبوبين الذين هم أفضل من أبدال الأنبياء عند هؤلاء الضالين، وهذا الرب الذي ذكروه لا حقيقة له إلا في أنفسهم، هل هو إلا ما يتخيلونه، فـ {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين}.

وما كنت أظن هذا الشيخ وصل إلى هذا الحد حتى رأيت هذا الكلام، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولعله قد تاب من ذلك، فإن الإنسان لا يدوم على حال واحدة.

- الرد على الشاذلي ص٢١٢ - ٢١٣


_


كنت قديمًا ممن يحسن الظن بابن عربي ويعظمه لما رأيت في كتبه من الفوائد مثل كلامه في كثير من الفتوحات والكنة والمحكم المربوط والدرة الفاخرة ومطالع النجوم ونحو ذلك ولم نكن بعد اطلعنا على حقيقة مقصوده ولم نطالع الفصوص ونحوه وكنا نجتمع مع إخواننا في الله نطلب الحق ونتبعه ونكشف حقيقة الطريق فلما تبين الأمر عرفنا نحن ما يجب علينا فلما قدم من المشرق مشايخ معتبرون وسألوا عن حقيقة الطريقة الإسلامية والدين الإسلامي وحقيقة حال هؤلاء وجب البيان، وكذلك كتب إلينا من أطراف الشام رجال سالكون أهل صدق وطلب أن أذكر النكت الجامعة لحقيقة مقصودهم والشيخ أيده الله تعالى بنور قلبه وذكاء نفسه وحق قصده من نصحه للإسلام وأهله ولإخوانه السالكين يفعل في ذلك ما يرجو به رضوان الله سبحانه ومغفرته في الدنيا والآخرة.

- الرسائل والمسائل (١ / ١٧١)

---

ومن كان محسنا للظن بهم - وادعى أنه لم يعرف حالهم - عرف حالهم فإن لم يباينهم ويظهر لهم الإنكار وإلا ألحق بهم وجعل منهم. وأما من قال لكلامهم تأويل يوافق الشريعة؛ فإنه من رؤوسهم وأئمتهم

- الفتاوى (٢ / ١٣٢ - ١٣٣)

___


وقد ذكر الحافظ الذهبي في ترجمة إسماعيل بن علي الدمشقي (ونقلتها عن سلسلة فوائد من تاريخ الإسلام) : [..... "وكان شيخنا ‌ابن ‌تيمية يعظمه ويبالغ، حتى وقف له على أبيات أولها:
وحياتكم ما إن أرى لكم سوى … إذ أنتم عين الجوارح والقوى
فتألم له وقال: هذا الشعر عين ‌الاتحاد.
قلت: إنما إراد أن ينظم قوله: " فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به. . . ". الحديث، فقال: سياق الحديث يدل على بطلان هذا. وهو قوله:
" فبي يسمع وبي يبصر "، وما في الحديث أن الباري تعالى يكون عين الجوارح، تعالى الله عن ذلك.
قلت: لم أجد هذه اللفظة " فبي يسمع وبي يبصر "....]

____

وهذا أبو حامد الغزالي مع فرط ذكائه وتألهه ومعرفته بالكلام والفلسفة وسلوكه طريق الزهد والرياضة والتصوف ينتهي في هذه المسائل إلى الوقف والحيرة ويحيل في آخر أمره على طريقة أهل الكشف وإن كان بعد ذلك رجع إلى طريقة أهل الحديث وصنف «إلجام العوام عن علم الكلام».

- الفتاوى (٤ / ٧٢)

-----

فيقال: هذا الرجل يرى رأي ابن سينا ونحوه من المتفلسفة والباطنية، الذين يقولون: إن الرسل أظهرت للناس في الإيمان بالله واليوم الآخر خلاف ما هو الأمر عليه في نفسه، لينتفع الجمهور بذلك، إذ كانت الحقيقة لو أظهرت لهم لما فهم منها إلا التعطيل، فخيلوا ومثلوا لهم ما يناسب الحقيقة نوع مناسبة، على وجه ينتفعون به.
وأبو حامد في مواضع يرى هذا الرأي، ونهيه عن التأويل في إلجام العوام والتفرقة بين الإيمان والزندقة مبني على هذا الأصل، وهؤلاء يرون إقرار النصوص على ظواهرها هو المصلحة التي يجب حمل الناس عليها، مع اعتقادهم أن الأنبياء لم يبينوا الحق، ولم يورثوا علما ينبغي للعلماء معرفته، وإنما المورث عندهم للعلم الحقيقي هم الجهمية والدهرية، ونحوهم من حزب التعطيل والجحود.
وما ذكره هذا في النور أخذه من مشكاة أبي حامد وقد دخل معهم في هذا طوائف ممن راج عليهم هذا الإلحاد في أسماء الله وآياته، من أعيان الفقهاء والعباد.
وكل من اعتقد نفي ما أثبته الرسول حصل في نوع من الإلحاد بحسب ذلك، وهؤلاء كثيرون في المتأخرين، قليلون في السلف.
ومن تدبر كلام كثير من مفسري القرآن، وشارحي الحديث، ومصنفي العقائد النافية والكلام، وجد فيه من هذا ما يتبين له به حقيقة الأمر.

- درء التعارض (١٠ / ٢٧٠)

_


ولكن هذه المسألة [= الأفعال الاختيارية] ومسألة الزيارة وغيرهما حدث من المتأخرين فيها شبه وأنا وغيري كنا على مذهب الآباء في ذلك نقول في الأصلين بقول أهل البدع؛ فلما تبين لنا ما جاء به الرسول دار الأمر بين أن نتبع ما أنزل الله أو نتبع ما وجدنا عليه آباءنا فكان الواجب هو اتباع الرسول؛ وأن لا نكون ممن قيل فيه: ﴿وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا﴾

- الفتاوى (٦ / ٢٥٨)
.



tgoop.com/ibntaymiyyah728/5253
Create:
Last Update:

[وكنت قديما أحسن الظن به]

وأبو الحسن الشاذلي رحمة الله عليه كان من خير هؤلاء الشيوخ وأفضلهم معرفة وحالا، وأحسنهم اعتقادا وعملا، وأتبعهم للشريعة، وأكثرهم تعظيما للكتاب والسنة، وأشدهم تحريضا على متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وله كلمات حسنة في مثل ذلك.

- الرد على الشاذلي ص١٧

----

وقوله: «لا اسم ولا صفة ولا ذات» قد يريد بالذات القائم بنفسه، فإنه يشهد وجودا مطلقا أطلسا، ليس فيه شيء قائم بنفسه فيكون ذاتا، ولا قائم بغيره فيكون صفة.

فهذا منتهى معرفة المحبوبين الذين هم أفضل من أبدال الأنبياء عند هؤلاء الضالين، وهذا الرب الذي ذكروه لا حقيقة له إلا في أنفسهم، هل هو إلا ما يتخيلونه، فـ {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين}.

وما كنت أظن هذا الشيخ وصل إلى هذا الحد حتى رأيت هذا الكلام، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولعله قد تاب من ذلك، فإن الإنسان لا يدوم على حال واحدة.

- الرد على الشاذلي ص٢١٢ - ٢١٣


_


كنت قديمًا ممن يحسن الظن بابن عربي ويعظمه لما رأيت في كتبه من الفوائد مثل كلامه في كثير من الفتوحات والكنة والمحكم المربوط والدرة الفاخرة ومطالع النجوم ونحو ذلك ولم نكن بعد اطلعنا على حقيقة مقصوده ولم نطالع الفصوص ونحوه وكنا نجتمع مع إخواننا في الله نطلب الحق ونتبعه ونكشف حقيقة الطريق فلما تبين الأمر عرفنا نحن ما يجب علينا فلما قدم من المشرق مشايخ معتبرون وسألوا عن حقيقة الطريقة الإسلامية والدين الإسلامي وحقيقة حال هؤلاء وجب البيان، وكذلك كتب إلينا من أطراف الشام رجال سالكون أهل صدق وطلب أن أذكر النكت الجامعة لحقيقة مقصودهم والشيخ أيده الله تعالى بنور قلبه وذكاء نفسه وحق قصده من نصحه للإسلام وأهله ولإخوانه السالكين يفعل في ذلك ما يرجو به رضوان الله سبحانه ومغفرته في الدنيا والآخرة.

- الرسائل والمسائل (١ / ١٧١)

---

ومن كان محسنا للظن بهم - وادعى أنه لم يعرف حالهم - عرف حالهم فإن لم يباينهم ويظهر لهم الإنكار وإلا ألحق بهم وجعل منهم. وأما من قال لكلامهم تأويل يوافق الشريعة؛ فإنه من رؤوسهم وأئمتهم

- الفتاوى (٢ / ١٣٢ - ١٣٣)

___


وقد ذكر الحافظ الذهبي في ترجمة إسماعيل بن علي الدمشقي (ونقلتها عن سلسلة فوائد من تاريخ الإسلام) : [..... "وكان شيخنا ‌ابن ‌تيمية يعظمه ويبالغ، حتى وقف له على أبيات أولها:
وحياتكم ما إن أرى لكم سوى … إذ أنتم عين الجوارح والقوى
فتألم له وقال: هذا الشعر عين ‌الاتحاد.
قلت: إنما إراد أن ينظم قوله: " فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به. . . ". الحديث، فقال: سياق الحديث يدل على بطلان هذا. وهو قوله:
" فبي يسمع وبي يبصر "، وما في الحديث أن الباري تعالى يكون عين الجوارح، تعالى الله عن ذلك.
قلت: لم أجد هذه اللفظة " فبي يسمع وبي يبصر "....]

____

وهذا أبو حامد الغزالي مع فرط ذكائه وتألهه ومعرفته بالكلام والفلسفة وسلوكه طريق الزهد والرياضة والتصوف ينتهي في هذه المسائل إلى الوقف والحيرة ويحيل في آخر أمره على طريقة أهل الكشف وإن كان بعد ذلك رجع إلى طريقة أهل الحديث وصنف «إلجام العوام عن علم الكلام».

- الفتاوى (٤ / ٧٢)

-----

فيقال: هذا الرجل يرى رأي ابن سينا ونحوه من المتفلسفة والباطنية، الذين يقولون: إن الرسل أظهرت للناس في الإيمان بالله واليوم الآخر خلاف ما هو الأمر عليه في نفسه، لينتفع الجمهور بذلك، إذ كانت الحقيقة لو أظهرت لهم لما فهم منها إلا التعطيل، فخيلوا ومثلوا لهم ما يناسب الحقيقة نوع مناسبة، على وجه ينتفعون به.
وأبو حامد في مواضع يرى هذا الرأي، ونهيه عن التأويل في إلجام العوام والتفرقة بين الإيمان والزندقة مبني على هذا الأصل، وهؤلاء يرون إقرار النصوص على ظواهرها هو المصلحة التي يجب حمل الناس عليها، مع اعتقادهم أن الأنبياء لم يبينوا الحق، ولم يورثوا علما ينبغي للعلماء معرفته، وإنما المورث عندهم للعلم الحقيقي هم الجهمية والدهرية، ونحوهم من حزب التعطيل والجحود.
وما ذكره هذا في النور أخذه من مشكاة أبي حامد وقد دخل معهم في هذا طوائف ممن راج عليهم هذا الإلحاد في أسماء الله وآياته، من أعيان الفقهاء والعباد.
وكل من اعتقد نفي ما أثبته الرسول حصل في نوع من الإلحاد بحسب ذلك، وهؤلاء كثيرون في المتأخرين، قليلون في السلف.
ومن تدبر كلام كثير من مفسري القرآن، وشارحي الحديث، ومصنفي العقائد النافية والكلام، وجد فيه من هذا ما يتبين له به حقيقة الأمر.

- درء التعارض (١٠ / ٢٧٠)

_


ولكن هذه المسألة [= الأفعال الاختيارية] ومسألة الزيارة وغيرهما حدث من المتأخرين فيها شبه وأنا وغيري كنا على مذهب الآباء في ذلك نقول في الأصلين بقول أهل البدع؛ فلما تبين لنا ما جاء به الرسول دار الأمر بين أن نتبع ما أنزل الله أو نتبع ما وجدنا عليه آباءنا فكان الواجب هو اتباع الرسول؛ وأن لا نكون ممن قيل فيه: ﴿وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا﴾

- الفتاوى (٦ / ٢٥٨)
.

BY الفقير إلى رب البريات


Share with your friend now:
tgoop.com/ibntaymiyyah728/5253

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

You can invite up to 200 people from your contacts to join your channel as the next step. Select the users you want to add and click “Invite.” You can skip this step altogether. The SUCK Channel on Telegram, with a message saying some content has been removed by the police. Photo: Telegram screenshot. Clear The optimal dimension of the avatar on Telegram is 512px by 512px, and it’s recommended to use PNG format to deliver an unpixelated avatar. The best encrypted messaging apps
from us


Telegram الفقير إلى رب البريات
FROM American