tgoop.com/ibntaymiyyah728/5264
Last Update:
[بين الجنيد والهروي والجيلاني]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية [الرد على الشاذلي (ص١١٩ - ١٢٠)]:
(فيشهد عبوديته المحضة، ويشهد ربوبيةَ ربّه، ويشهد ــ مع كونه لا يَعبد إلا إيَّاه، وأنه يعبده بما شرع لا يعبده بالبدع ــ أنه هو الذي جعله كذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله. فيحصل له من الشكر، وشهود المِنَّة، والبراءة من الحول والقوة، ما يُحقق مع إخلاصه لله توكلَه عليه، وشكره له،
وهو الذي سماه الجُنَيد وأصحابه: الفرق الثاني، وهو الفرق الشرعي، والأول الذي انتقلوا عنه هو الفرق الطبيعي، فصاحب هذا يفرق بين الأمور بأمر الله ورسوله، وذاك بهواه ونفسه.
ولمَّا تكلم الجُنَيد بهذا نازعه فيه طائفة من الصوفية، وبعضهم لامه فيه، ووقع فيه كلام كثير، قد ذكر بعضَه أبو سعيد بن الأعرابي في «أخبار النُّسَّاك»، ولهذا صار الجُنَيد قدوةً في هذه الطريق، بخلاف أبي الحسين النوري ونحوه ممن اضطرب في هذا المقام، وتكلَّم في الجنيدِ وأصحابِه، وتكلم فيه الجُنَيدُ وأصحابُه، فإنَّ أولئك حصل لهم أمور أُنْكِرت عليهم، والجُنَيد نفعَه الله بقيامه بالأمر والنهي.)
----
وقال شيخ الإسلام: [جامع المسائل (٧ / ١٩٠ - ١٩٢)]:
"وقدماء الصوفية الأصحاء إذا تكلموا في هذا الفناء، إنما يريدون ما يغيب العبد عن شهود السوى، لا يريدون له أنك تسوي بين المأمور والمحظور.
لكن إذا لم يكن عند العبد فرق بين الحقيقة الكونية القدرية، والحقيقة الدينية الشرعية، لم يميز بين هذا وهذا.
فسووا بين الإرادة الدينية والكونية، فقالوا: ما ثم إلا طاعة بلا معصية، فإن الكائنات كلها جارية على وفق المشيئة العامة. ثم أخذوا عن الجهيمة نفي الصفات، وأن الصانع ليس مباينا للعالم خارجا عنه. فقالوا: الوجود واحد، وما ثم لا طاعة ولا معصية.
ولهذا صار هؤلاء يصنف أحدهم في مفتاح غيب الجمع والوجود، ومن انتهى إليه صاحب «منازل السائرين».
وشيخ الإسلام أبو إسماعيل من أعظم الخلق إثباتا للصفات ومباينة الرب للمخلوقات، وأبعد الخلق عن الحلول والاتحاد، لكن جاء مثل القونوي والتلمساني ونحوهما، أخذوا ما وجدوه يناسبهم من كلامه في الفناء، والجمع، والوجود، وانتقلوا منه إلى ما يقولونه من وحدة الوجود.
كما أخذوا من كلام أبي حامد الغزالي من مشكاة الأنوار، والمضنون به على غير أهله، ونحو ذلك مما فيه مشابهة لكلام الفلاسفة في نفي الصفات، مباينا بهم في هذا النفي. وانتقلوا منه إلى الحلول والاتحاد. وأبو حامد يكفر من يقول بالحلول والاتحاد، ويصرح بأنه ليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته.
ولم يكن في كلامه في الأمر والنهي والأعمال مما يتعلق به في الفناء، كما لم يكن لهم في كلام شيخ الإسلام في الصفات ما يتعلقون به في النفي. ولكن من في قلبه مرض يأخذ من كل كلام ما يناسب مرضه.
ولهذا كان كلام الشيخ عبد القادر في الأمر والنهي ومعاني الفناء والبقاء خيرا من كلام شيخ الإسلام، كما أن شيخ الإسلام أعلم بالحديث والصفات من الشيخ عبد القادر."
----
وقال شيخ الإسلام [مجموع الفتاوى (٢ / ٤٥٨)]:
"قال الشيخ عبد القادر قدس الله روحه: كثير من الرجال إذا دخلوا إلى القضاء والقدر أمسكوا وأنا انفتحت لي فيه روزنة فنازعت أقدار الحق بالحق للحق والولي من يكون منازعا للقدر لا من يكون موافقا له.
وهذا الذي قاله الشيخ تكلم به على لسان المحمدية أي أن المسلم مأمور أن يفعل ما أمر الله به ويدفع ما نهى الله عنه وإن كانت أسبابه قد قدرت فيدفع قدر الله بقدر الله."
.
BY الفقير إلى رب البريات
Share with your friend now:
tgoop.com/ibntaymiyyah728/5264