IBNTAYMIYYAH728 Telegram 5609
عطفا على مقال: الشهادات التاريخية في الكتب الفقهية

[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/2794]

قال الوزير أبو المظفر يحيى ابن هبيرة الحنبلي في [الإفصاح عن معاني الصحاح _ قسم شرح الفقه على المذاهب الأربعة (١ / ٢٥٨) ]:

"وقال الشافعي في الجديد وأحمد: إن الإحصار بمكة والإحصار قبل الوقوف بعرفة وبعد الوقوف بها كله سواء في إثبات حكم الإحصار وأن المحصر في حالة من هذه الأحوال كمن لم يقدر عليها كلها.

قال الوزير يحيى بن محمد: والصحيح عندي في هذه المسألة، ما ذهب إليه الشافعي في قوله الجديد وأحمد؛ فإن قوله تعالى: "فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي" محمول على العموم في حق كل من أحصر سواء كان قبل الوقوف أو بعده وبمكة أو بغيرها وسواء كان طاف بالبيت أو لم يطف.

وأن له أن يتحلل كما قال الله تعالى؛ لأنه سبحانه وتعالى أطلق ذلك في قوله ولم يخصصه.

وعلى ذلك فيما جرى للحاج في سنة سبع وخمسين وخمسمائة؛ فإن الذين صُدّوا عن المسجد الحرام وخاف كل واحد منهم الهلاك والقتل ليس على أحدهم إلا ما استيسر من الهدي والله أعلم."


قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام (١٢ / ٢١):

"سنة سبع وخمسين وخمسمائة

فمن الحوادث فيها أن الحاج العراقي وصلوا مكة، فلم يدخل أكثرهم لفتن جرت، وإنما دخلت شرذمة، ورجع أكثر الناس بلا حج.

إلى أن قال: جاءت الأخبار بما تم على الحجيج، عاث عبيد مكة في الركب، فثار عليهم أصحاب أمير الحاج، فقتلوا منهم جماعة، فردوا إلى مكة وتجمعوا، ثم أغاروا على جمال الحاج، فانتهبوا نحوا من ألف جمل، فركب أمير الحاج وجنده بالسلاح، ووقع القتال وقتل طائفة. ثم جمع الأمير الناس، ورجع بهم ولم يطوفوا." انتهى كلامه رحمه الله

قال ابن الأثير في كامله (٩/ ٢٨٨ - ٢٨٩):

"كان أمير مكة، هذه السنة، قاسم بن فليتة بن قاسم بن أبي هاشم العلوي الحسني، فلما سمع بقرب الحجاج من مكة صادر المجاورين وأعيان أهل مكة، وأخذ كثيرا من أموالهم، وهرب من مكة خوفا من أمير الحاج أرغش.

وكان قد حج هذه السنة زين الدين علي بن بكتكين، صاحب جيش الموصل، ومعه طائفة صالحة من العسكر، فلما وصل أمير الحاج إلى مكة رتب مكان قاسم بن فليتة عمه عيسى بن قاسم بن أبي هاشم، فبقي كذلك إلى شهر رمضان، ثم إن قاسم بن فليتة جمع جمعا كثيرا من العرب أطمعهم في مال له بمكة، فاتبعوه، فسار بهم إليها، فلما سمع عمه عيسى فارقها، ودخلها قاسم فأقام بها أميرا أياما، ولم يكن له مال يوصله إلى العرب، ثم إنه قتل قائدا كان معه أحسن سيرة، فتغيرت نيات أصحابه عليه، وكاتبوا عمه عيسى، فقدم عليهم، فهرب وصعد جبل أبي قبيس، فسقط عن فرسه، فأخذه أصحاب عيسى، وقتلوه، فعظم عليه قتله، فأخذه وغسله ودفنه بالمعلى عند أبيه فليتة، واستقر الأمر لعيسى، والله أعلم."

أقول: تأمل تفاعل الفقهاء وحرصهم على إصلاح أمر الناس وتضمينهم "أحكام النوازل" في شرح الفقه، وهذا باب ينتفع به المفتون أشد الانتفاع؛ فالفتوى في النازلة في الأعم الأغلب تكون بعد تشبيهها بما ذكره العلماء في كتبهم مما وجدوه.

ومن تدبر كتب المفتين المطلعين في ذلك الزمان وفي زماننا وجد من ذلك شيئا كثيرا، واعتبر بمسائل الإمام أحمد، وما صنفه شيخ الإسلام وابن القيم، وكتب علماء الدعوة السلفية وشروحهم وحواشيهم.

وأصل ذلك أن القرآن والسنة فيهما أحكام كل حدث حتى تقوم الساعة، علم ذلك من علمه وجهله من جهله، ومن صرف همته وتجرد إلى معرفة مراد الله عز وجل من النصوص، حصل له ذلك بحسب توفيق الله عز وجل وتبصيره لعبده.

فماذا عسى العلماء يكتبون في مصنفات الفقه في هذا الزمان والأمر على ما ترى؟!

انظر: كتب الفقه والأدب شاهدة على معاملة جميلة ما زال بعض الناس يتعامل بها اليوم:

[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5572]

.



tgoop.com/ibntaymiyyah728/5609
Create:
Last Update:

عطفا على مقال: الشهادات التاريخية في الكتب الفقهية

[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/2794]

قال الوزير أبو المظفر يحيى ابن هبيرة الحنبلي في [الإفصاح عن معاني الصحاح _ قسم شرح الفقه على المذاهب الأربعة (١ / ٢٥٨) ]:

"وقال الشافعي في الجديد وأحمد: إن الإحصار بمكة والإحصار قبل الوقوف بعرفة وبعد الوقوف بها كله سواء في إثبات حكم الإحصار وأن المحصر في حالة من هذه الأحوال كمن لم يقدر عليها كلها.

قال الوزير يحيى بن محمد: والصحيح عندي في هذه المسألة، ما ذهب إليه الشافعي في قوله الجديد وأحمد؛ فإن قوله تعالى: "فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي" محمول على العموم في حق كل من أحصر سواء كان قبل الوقوف أو بعده وبمكة أو بغيرها وسواء كان طاف بالبيت أو لم يطف.

وأن له أن يتحلل كما قال الله تعالى؛ لأنه سبحانه وتعالى أطلق ذلك في قوله ولم يخصصه.

وعلى ذلك فيما جرى للحاج في سنة سبع وخمسين وخمسمائة؛ فإن الذين صُدّوا عن المسجد الحرام وخاف كل واحد منهم الهلاك والقتل ليس على أحدهم إلا ما استيسر من الهدي والله أعلم."


قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام (١٢ / ٢١):

"سنة سبع وخمسين وخمسمائة

فمن الحوادث فيها أن الحاج العراقي وصلوا مكة، فلم يدخل أكثرهم لفتن جرت، وإنما دخلت شرذمة، ورجع أكثر الناس بلا حج.

إلى أن قال: جاءت الأخبار بما تم على الحجيج، عاث عبيد مكة في الركب، فثار عليهم أصحاب أمير الحاج، فقتلوا منهم جماعة، فردوا إلى مكة وتجمعوا، ثم أغاروا على جمال الحاج، فانتهبوا نحوا من ألف جمل، فركب أمير الحاج وجنده بالسلاح، ووقع القتال وقتل طائفة. ثم جمع الأمير الناس، ورجع بهم ولم يطوفوا." انتهى كلامه رحمه الله

قال ابن الأثير في كامله (٩/ ٢٨٨ - ٢٨٩):

"كان أمير مكة، هذه السنة، قاسم بن فليتة بن قاسم بن أبي هاشم العلوي الحسني، فلما سمع بقرب الحجاج من مكة صادر المجاورين وأعيان أهل مكة، وأخذ كثيرا من أموالهم، وهرب من مكة خوفا من أمير الحاج أرغش.

وكان قد حج هذه السنة زين الدين علي بن بكتكين، صاحب جيش الموصل، ومعه طائفة صالحة من العسكر، فلما وصل أمير الحاج إلى مكة رتب مكان قاسم بن فليتة عمه عيسى بن قاسم بن أبي هاشم، فبقي كذلك إلى شهر رمضان، ثم إن قاسم بن فليتة جمع جمعا كثيرا من العرب أطمعهم في مال له بمكة، فاتبعوه، فسار بهم إليها، فلما سمع عمه عيسى فارقها، ودخلها قاسم فأقام بها أميرا أياما، ولم يكن له مال يوصله إلى العرب، ثم إنه قتل قائدا كان معه أحسن سيرة، فتغيرت نيات أصحابه عليه، وكاتبوا عمه عيسى، فقدم عليهم، فهرب وصعد جبل أبي قبيس، فسقط عن فرسه، فأخذه أصحاب عيسى، وقتلوه، فعظم عليه قتله، فأخذه وغسله ودفنه بالمعلى عند أبيه فليتة، واستقر الأمر لعيسى، والله أعلم."

أقول: تأمل تفاعل الفقهاء وحرصهم على إصلاح أمر الناس وتضمينهم "أحكام النوازل" في شرح الفقه، وهذا باب ينتفع به المفتون أشد الانتفاع؛ فالفتوى في النازلة في الأعم الأغلب تكون بعد تشبيهها بما ذكره العلماء في كتبهم مما وجدوه.

ومن تدبر كتب المفتين المطلعين في ذلك الزمان وفي زماننا وجد من ذلك شيئا كثيرا، واعتبر بمسائل الإمام أحمد، وما صنفه شيخ الإسلام وابن القيم، وكتب علماء الدعوة السلفية وشروحهم وحواشيهم.

وأصل ذلك أن القرآن والسنة فيهما أحكام كل حدث حتى تقوم الساعة، علم ذلك من علمه وجهله من جهله، ومن صرف همته وتجرد إلى معرفة مراد الله عز وجل من النصوص، حصل له ذلك بحسب توفيق الله عز وجل وتبصيره لعبده.

فماذا عسى العلماء يكتبون في مصنفات الفقه في هذا الزمان والأمر على ما ترى؟!

انظر: كتب الفقه والأدب شاهدة على معاملة جميلة ما زال بعض الناس يتعامل بها اليوم:

[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5572]

.

BY الفقير إلى رب البريات


Share with your friend now:
tgoop.com/ibntaymiyyah728/5609

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Although some crypto traders have moved toward screaming as a coping mechanism, several mental health experts call this therapy a pseudoscience. The crypto community finds its way to engage in one or the other way and share its feelings with other fellow members. Hashtags In handing down the sentence yesterday, deputy judge Peter Hui Shiu-keung of the district court said that even if Ng did not post the messages, he cannot shirk responsibility as the owner and administrator of such a big group for allowing these messages that incite illegal behaviors to exist. Image: Telegram. Choose quality over quantity. Remember that one high-quality post is better than five short publications of questionable value.
from us


Telegram الفقير إلى رب البريات
FROM American