IBNTAYMIYYAH728 Telegram 5611
===

إذا تبين لك أن عامة أحوال المتأخرين فيها نقص، زاد تمسكك بما عليه السلف،

وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: " ألا فلا يقلدن رجل منكم دينه رجلا إن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإن كنتم لابد فاعلين فببعض من قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة!".

وهذه قاعدة نفيسة قالها ابن مسعود رضي الله عنه لأصحابه وهم من ذراري الصحابة!

وإذا تتبعت ما وصف الله عز وجل به المصلحين في كتابه العظيم وجدت صفات المصلحين تدور على أشياء أذكر ما حضرني منها:

1. في قوله سبحانه: "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ"
ففي هذه الآيات: ملازمة العبد سؤال مولاه الكريم الهداية والثبات عليها، ثم الاستهداء بسبيل الذين هدى الله وأنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، والذين زكاهم الله عز وجل في كتابه وهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، وهم أهل السنة والحديث في كل عصر ومصر.

ومن أحب هؤلاء السادات الأخيار لهج بذكرهم، وتطبع بطباعهم، ووالى من يواليهم وعادى من يعاديهم ويطعن في طريقتهم، وكان من محبته لهم حريصا على دلالة الناس عليهم لا يستبدل كلامهم بكلام من قل علمه وكثر جهله ممن غير وبدل من أهل الكلام والرأي والتصوف المحدث والسياسة المحدثة.

2. في قوله سبحانه: "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
ففي هذه الآية: بيان أن من شأن المؤمنين وصفاتهم وجود الإيمان فيهم، ودوام الإشفاق على إيمانهم، وشدة الحذر على أديانهم، فقلوبهم وجلة من خوف السلب، قد أحاط بهم الوجل، لا يدرون ما الله صانع بهم في بقية أعمارهم.
فلذا تجد أتباع الأنبياء أبعد الناس عن تفخيم أنفسهم بالألقاب، وتجد شأن الألقاب إنما شاع واشتهر فيمن بعدهم، وقد قال الصدّيق رضي الله عنه: "وَلِيتُكُمْ وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ" فكيف يصنع من بعده؟!

فكثير من الناس يخبر عن هذه الفرق بحكم الظن والهوى فيجعل طائفته والمنتسبة إلى متبوعه الموالية له هم أهل السنة والجماعة؛ ويجعل من خالفها أهل البدع وهذا ضلال مبين. فإن أهل الحق والسنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله ﷺ الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فهو الذي يجب تصديقه في كل ما أخبر؛ وطاعته في كل ما أمر وليست هذه المنزلة لغيره من الأئمة بل كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله ﷺ. فمن جعل شخصا من الأشخاص غير رسول الله ﷺ من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة - كما يوجد ذلك في الطوائف من اتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك - كان من أهل البدع والضلال والتفرق.

3. في قوله سبحانه: "وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ".

وإذا تذكر الإنسان نعمة الله عز وجل عليه، وأن الله عز وجل هداه بعد ضلالة، وكساه بعد عري، وأطعمه بعد جوع، وآمنه بعد خوف، وعلمه ما لم يكن يعلم؛ فإنه حينها يتبرأ من حوله وقوته ويلتجئ لحول الله عز وجل وقوته، ويعلم أن حقيقة الهلكة: أن يكله الله عز وجل إلى نفسه طرفه عين.

وأثر ذلك عليه: أنه يحرص على بث العلم والخير بغير أجر، بل يعلِّم مجانا كما عُلِّم مجانا، ويفرح بتعلم الناس الخير ولو لم ينسب إليه، وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله قولا جليلا لم يزل الناس بعده يذكرونه في آداب التعليم: "وما في قلبي من علم، إلا وددت أنه عند كل أحد، ولا ينسب إلي".

ومن كان هذا حاله، لم يبق في نفسه مثقال ذرة من كبر، بل لقي الله عز وجل بقلب سليم، ولم يرج من الناس جزاء ولا شكورا، فطوبى له!

===



tgoop.com/ibntaymiyyah728/5611
Create:
Last Update:

===

إذا تبين لك أن عامة أحوال المتأخرين فيها نقص، زاد تمسكك بما عليه السلف،

وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: " ألا فلا يقلدن رجل منكم دينه رجلا إن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإن كنتم لابد فاعلين فببعض من قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة!".

وهذه قاعدة نفيسة قالها ابن مسعود رضي الله عنه لأصحابه وهم من ذراري الصحابة!

وإذا تتبعت ما وصف الله عز وجل به المصلحين في كتابه العظيم وجدت صفات المصلحين تدور على أشياء أذكر ما حضرني منها:

1. في قوله سبحانه: "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ"
ففي هذه الآيات: ملازمة العبد سؤال مولاه الكريم الهداية والثبات عليها، ثم الاستهداء بسبيل الذين هدى الله وأنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، والذين زكاهم الله عز وجل في كتابه وهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، وهم أهل السنة والحديث في كل عصر ومصر.

ومن أحب هؤلاء السادات الأخيار لهج بذكرهم، وتطبع بطباعهم، ووالى من يواليهم وعادى من يعاديهم ويطعن في طريقتهم، وكان من محبته لهم حريصا على دلالة الناس عليهم لا يستبدل كلامهم بكلام من قل علمه وكثر جهله ممن غير وبدل من أهل الكلام والرأي والتصوف المحدث والسياسة المحدثة.

2. في قوله سبحانه: "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
ففي هذه الآية: بيان أن من شأن المؤمنين وصفاتهم وجود الإيمان فيهم، ودوام الإشفاق على إيمانهم، وشدة الحذر على أديانهم، فقلوبهم وجلة من خوف السلب، قد أحاط بهم الوجل، لا يدرون ما الله صانع بهم في بقية أعمارهم.
فلذا تجد أتباع الأنبياء أبعد الناس عن تفخيم أنفسهم بالألقاب، وتجد شأن الألقاب إنما شاع واشتهر فيمن بعدهم، وقد قال الصدّيق رضي الله عنه: "وَلِيتُكُمْ وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ" فكيف يصنع من بعده؟!

فكثير من الناس يخبر عن هذه الفرق بحكم الظن والهوى فيجعل طائفته والمنتسبة إلى متبوعه الموالية له هم أهل السنة والجماعة؛ ويجعل من خالفها أهل البدع وهذا ضلال مبين. فإن أهل الحق والسنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله ﷺ الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فهو الذي يجب تصديقه في كل ما أخبر؛ وطاعته في كل ما أمر وليست هذه المنزلة لغيره من الأئمة بل كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله ﷺ. فمن جعل شخصا من الأشخاص غير رسول الله ﷺ من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة - كما يوجد ذلك في الطوائف من اتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك - كان من أهل البدع والضلال والتفرق.

3. في قوله سبحانه: "وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ".

وإذا تذكر الإنسان نعمة الله عز وجل عليه، وأن الله عز وجل هداه بعد ضلالة، وكساه بعد عري، وأطعمه بعد جوع، وآمنه بعد خوف، وعلمه ما لم يكن يعلم؛ فإنه حينها يتبرأ من حوله وقوته ويلتجئ لحول الله عز وجل وقوته، ويعلم أن حقيقة الهلكة: أن يكله الله عز وجل إلى نفسه طرفه عين.

وأثر ذلك عليه: أنه يحرص على بث العلم والخير بغير أجر، بل يعلِّم مجانا كما عُلِّم مجانا، ويفرح بتعلم الناس الخير ولو لم ينسب إليه، وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله قولا جليلا لم يزل الناس بعده يذكرونه في آداب التعليم: "وما في قلبي من علم، إلا وددت أنه عند كل أحد، ولا ينسب إلي".

ومن كان هذا حاله، لم يبق في نفسه مثقال ذرة من كبر، بل لقي الله عز وجل بقلب سليم، ولم يرج من الناس جزاء ولا شكورا، فطوبى له!

===

BY الفقير إلى رب البريات


Share with your friend now:
tgoop.com/ibntaymiyyah728/5611

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

How to Create a Private or Public Channel on Telegram? In the “Bear Market Screaming Therapy Group” on Telegram, members are only allowed to post voice notes of themselves screaming. Anything else will result in an instant ban from the group, which currently has about 75 members. Activate up to 20 bots When choosing the right name for your Telegram channel, use the language of your target audience. The name must sum up the essence of your channel in 1-3 words. If you’re planning to expand your Telegram audience, it makes sense to incorporate keywords into your name. 4How to customize a Telegram channel?
from us


Telegram الفقير إلى رب البريات
FROM American