IBNTAYMIYYAH728 Telegram 5617
﴿وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا﴾

عَنْ قَتَادَةَ: ﴿وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا﴾ فَعَادُوا، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مُحَمَّدًا ﷺ: «فَهُمْ يُعْطُون الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ»

وقال الطبري: "وإن عدتم يا معشر بني إسرائيل لمعصيتي وخلاف أمري، وقتل رسلي، عدنا عليكم بالقتل والسباء، وإحلال الذل والصغار بكم، فعادوا، فعاد الله عليهم بعقابه وإحلال سخطه بهم."

وقال شيخ الإسلام: "فكان ظهور بني إسرائيل على عدوهم تارة، وظهور عدوهم تارة من دلائل نبوة موسى ﷺ، وكذلك ظهور أمة محمد ﷺ على عدوهم تارة، وظهور عدوهم عليهم تارة هو من دلائل رسالة محمد وأعلام نبوته، وكان نصر الله لموسى وقومه على عدوهم في حياته وبعد موته، كما جرى لهم مع يوشع وغيره من دلائل نبوة موسى، وكذلك انتصار المؤمنين مع محمد ﷺ في حياته وبعد مماته مع خلفائه من أعلام نبوته ودلائلها، وهذا بخلاف الكفار الذين ينتصرون على أهل الكتاب أحيانا، فإن أولئك لا يقول مطاعهم: إني نبي، ولا يقاتلون أتباع الأنبياء على دين، ولا يطلبون من أولئك أن يتبعوهم على دينهم، بل قد يصرحون بأنا إنما نصرنا عليكم بذنوبكم، وأن لو اتبعتم دينكم لم ننصر عليكم، وأيضا فلا عاقبة لهم، بل الله يهلك الظالم بالظالم ثم يهلك الظالمين جميعا، ولا قتيلهم يطلب بقتله سعادة بعد الموت، ولا يختارون القتل ليسعدوا بعد الموت، فهذا وأمثاله مما يظهر به الفرق بين انتصار الأنبياء وأتباعهم، وبين ظهور بعض الكفار على المؤمنين أو ظهور بعضهم على بعض."

وقال ابن كثير: "مَتَى عُدْتُمْ إِلَى الْإِفْسَادِ عُدْنَا إِلَى الْإِدَالَةِ عَلَيْكُمْ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا نَدَّخِرُهُ لَكُمْ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْعَذَابِ وَالنَّكَالِ".

وقال الشنقيطي: "ثم بين أنهم إن عادوا إلى الإفساد عاد إلى الانتقام منهم بقوله: وإن عدتم عدنا، فعادوا إلى الإفساد بتكذيبه ﷺ وكتم صفاته التي في التوراة، فعاد الله إلى الانتقام منهم، فسلط عليهم نبيه ﷺ فذبح مقاتلة بني قريظة، وسبى نساءهم، وذراريهم، وأجلى بني قينقاع، وبني النضير، كما ذكر تعالى طرفا من ذلك في سورة الحشر، وهذا البيان الذي ذكرنا في هذه الآية ذكره بعض المفسرين، وكثير منهم لم يذكره، ولكن ظاهر القرآن يقتضيه؛ لأن السياق في ذكر أفعالهم القبيحة الماضية".

قال الشيخ أبو جعفر الخليفي حفظه الله في مقال له: "فالسلف لم يفهموا الحصر بمرتين حتى تجعلوا إفسادهم المعاصر ناقضاً لما ذكره السلف من تنزيل الآية على حادثة سابقة بل سياق الآيات ظاهر في أن الإفسادين قد مضيا بدليل قوله تعالى : ( وإن عدتم عدنا )
فالتفسير المعاصر محض قرمطة".


أقول: وبهذا البيان تعلم صحة ما فسر به السلف الصالح كتاب الله عز وجل، وأن تفاسيرهم لم تكن عن جهل بكتاب الله عز وجل حاشاهم من ذلك، وإنما تكلف بعض المتأخرين من الحزبيين وغيرهم الرد على السلف الكرام لما ضاق عقله عن فهم اتساع لسان العرب وعظمة بيان القرآن، وانضاف إلى ذلك تأويل قوله سبحانه (عبادا لنا) بالمؤمنين خاصة جهلا بما أنزل الله وتخرصا بغير علم.

فويل لمن قال في القرآن برأيه!

.



tgoop.com/ibntaymiyyah728/5617
Create:
Last Update:

﴿وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا﴾

عَنْ قَتَادَةَ: ﴿وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا﴾ فَعَادُوا، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مُحَمَّدًا ﷺ: «فَهُمْ يُعْطُون الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ»

وقال الطبري: "وإن عدتم يا معشر بني إسرائيل لمعصيتي وخلاف أمري، وقتل رسلي، عدنا عليكم بالقتل والسباء، وإحلال الذل والصغار بكم، فعادوا، فعاد الله عليهم بعقابه وإحلال سخطه بهم."

وقال شيخ الإسلام: "فكان ظهور بني إسرائيل على عدوهم تارة، وظهور عدوهم تارة من دلائل نبوة موسى ﷺ، وكذلك ظهور أمة محمد ﷺ على عدوهم تارة، وظهور عدوهم عليهم تارة هو من دلائل رسالة محمد وأعلام نبوته، وكان نصر الله لموسى وقومه على عدوهم في حياته وبعد موته، كما جرى لهم مع يوشع وغيره من دلائل نبوة موسى، وكذلك انتصار المؤمنين مع محمد ﷺ في حياته وبعد مماته مع خلفائه من أعلام نبوته ودلائلها، وهذا بخلاف الكفار الذين ينتصرون على أهل الكتاب أحيانا، فإن أولئك لا يقول مطاعهم: إني نبي، ولا يقاتلون أتباع الأنبياء على دين، ولا يطلبون من أولئك أن يتبعوهم على دينهم، بل قد يصرحون بأنا إنما نصرنا عليكم بذنوبكم، وأن لو اتبعتم دينكم لم ننصر عليكم، وأيضا فلا عاقبة لهم، بل الله يهلك الظالم بالظالم ثم يهلك الظالمين جميعا، ولا قتيلهم يطلب بقتله سعادة بعد الموت، ولا يختارون القتل ليسعدوا بعد الموت، فهذا وأمثاله مما يظهر به الفرق بين انتصار الأنبياء وأتباعهم، وبين ظهور بعض الكفار على المؤمنين أو ظهور بعضهم على بعض."

وقال ابن كثير: "مَتَى عُدْتُمْ إِلَى الْإِفْسَادِ عُدْنَا إِلَى الْإِدَالَةِ عَلَيْكُمْ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا نَدَّخِرُهُ لَكُمْ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْعَذَابِ وَالنَّكَالِ".

وقال الشنقيطي: "ثم بين أنهم إن عادوا إلى الإفساد عاد إلى الانتقام منهم بقوله: وإن عدتم عدنا، فعادوا إلى الإفساد بتكذيبه ﷺ وكتم صفاته التي في التوراة، فعاد الله إلى الانتقام منهم، فسلط عليهم نبيه ﷺ فذبح مقاتلة بني قريظة، وسبى نساءهم، وذراريهم، وأجلى بني قينقاع، وبني النضير، كما ذكر تعالى طرفا من ذلك في سورة الحشر، وهذا البيان الذي ذكرنا في هذه الآية ذكره بعض المفسرين، وكثير منهم لم يذكره، ولكن ظاهر القرآن يقتضيه؛ لأن السياق في ذكر أفعالهم القبيحة الماضية".

قال الشيخ أبو جعفر الخليفي حفظه الله في مقال له: "فالسلف لم يفهموا الحصر بمرتين حتى تجعلوا إفسادهم المعاصر ناقضاً لما ذكره السلف من تنزيل الآية على حادثة سابقة بل سياق الآيات ظاهر في أن الإفسادين قد مضيا بدليل قوله تعالى : ( وإن عدتم عدنا )
فالتفسير المعاصر محض قرمطة".


أقول: وبهذا البيان تعلم صحة ما فسر به السلف الصالح كتاب الله عز وجل، وأن تفاسيرهم لم تكن عن جهل بكتاب الله عز وجل حاشاهم من ذلك، وإنما تكلف بعض المتأخرين من الحزبيين وغيرهم الرد على السلف الكرام لما ضاق عقله عن فهم اتساع لسان العرب وعظمة بيان القرآن، وانضاف إلى ذلك تأويل قوله سبحانه (عبادا لنا) بالمؤمنين خاصة جهلا بما أنزل الله وتخرصا بغير علم.

فويل لمن قال في القرآن برأيه!

.

BY الفقير إلى رب البريات


Share with your friend now:
tgoop.com/ibntaymiyyah728/5617

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

To upload a logo, click the Menu icon and select “Manage Channel.” In a new window, hit the Camera icon. Members can post their voice notes of themselves screaming. Interestingly, the group doesn’t allow to post anything else which might lead to an instant ban. As of now, there are more than 330 members in the group. How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Read now Deputy District Judge Peter Hui sentenced computer technician Ng Man-ho on Thursday, a month after the 27-year-old, who ran a Telegram group called SUCK Channel, was found guilty of seven charges of conspiring to incite others to commit illegal acts during the 2019 extradition bill protests and subsequent months.
from us


Telegram الفقير إلى رب البريات
FROM American