tgoop.com/ibntaymiyyah728/5626
Last Update:
===
إلى أن قال:
"ودين الإسلام : أن يكون السيف تابعا للكتاب . فإذا ظهر العلم بالكتاب والسنة وكان السيف تابعا لذلك كان أمر الإسلام قائما، وأما إذا كان العلم بالكتاب فيه تقصير وكان السيف تارة يوافق الكتاب وتارة يخالفه : كان دين من هو كذلك بحسب ذلك." انتهى كلامه رحمه الله
قلت: وطائفة من الملوك يظنون أن إعمال السياسة الشرعية يفضي إلى سذاجة في التدبير، ويغفلون عن بطلان ذلك، وعن كون ما يزعمونه من الدهاء والحنكة مفضيا إلى غيظ الرعية ومعاداتهم لهم.
بوب الإمام القاضي أحمد بن شعيب النسائي رحمه الله في سننه: «التوسعة للحاكم في أن يقول للشيء الذي لا يفعله: أفعل كذا، ليستبين به الحق». وقال: «الحكم بخلاف ما يعترف به المحكوم عليه، إذا تبين للحاكم أن الحق غير ما اعترف به» ثم أورد خبر سليمان عليه السلام مع المرأتين والطفل الذي اختصمتا فيه
قال ابن القيم رحمه الله في الطرق الحكمية وقد ذكر من أخبار الخلفاء الراشدين ما يشفي ويكفي: "وهذه السياسة التي ساسوا بها الأمة وأضعافها هي من تأويل القرآن والسنة. ولكن: هل هي من الشرائع الكلية التي لا تتغير بتغير الأزمنة، أم من السياسات الجزئية التابعة للمصالح، فيتقيد بها زمانا ومكانا؟".
قلت: وذلك عندهم بضوابط وموازين شرعية وليس بحسب الأهواء فلم يكن صنيعهم من حيل أصحاب السبت كما بينته في هذا المقال فراجعه:
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5038]
والحجاج عند هؤلاء خير من باع دينه بدنياه وخسر الآخرة وقتل خيرة عباد الله لتثبيت ملك زال في أقل من خمسين عاما بعده.
فلم يعتبروا بما ذكر أهل السنة في مفسدة الخروج على الحجاج رغم كفره، ولكن جعلوا نفس فعل الحجاج محمودا، ونظير ذلك ما تراه اليوم من تمجيد البعث ورئيسه الكافر المقتول تحت عناوين ملبسة: الطائفية، محاربة الفساد، استتباب الأمن.
مع أن هؤلاء المحتفين بسيرة البعث هم أول من حرض عليه وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها حتى أسقطوه وتركوا البلاد والعباد فريسة لأعدائهم الفرس.
وأصل هذا البلاء:
هو سوء الظن بالله عز وجل، ودليله أن يظن العباد ملوكهم ورعيتهم أن السياسة التي شرعها الله عز وجل وبينها رسوله صلى الله عليه وسلم وقضى بها أئمة الهدى قاصرة عن الإحاطة بالمطالب العالية التي فيها صلاح العباد والبلاد، وفعل هؤلاء مناقض من كل وجه لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
فكان خير الخلق يستعيذ بالله من أن يكله الله إلى نفسه، وهؤلاء بنوا أمرهم على سوء الظن بالله عز وجل وإنفاذ شرعه حتى ظنوا أن إنفاذ ذلك مدعاة زوال الملك.
ولو غرس التوحيد في النفوس حقا، وكان قول الله عز وجل: "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" هو الأصل والميزان،
وكان قوله سبحانه: "فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
واعظا عن السوء، ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
انظر:
بين الحجاج والحسن البصري وابن أبي دؤاد وأحمد ابن حنبل...
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4881]
ما قال الصحابة في عمر بن عبد العزيز والحجاج بن يوسف الثقفي
[https://www.tgoop.com/alkulife/13153]
.
BY الفقير إلى رب البريات
Share with your friend now:
tgoop.com/ibntaymiyyah728/5626