tgoop.com/ibntaymiyyah728/5632
Last Update:
[ القرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزاء أهله ]
قال ابن القيم رحمه الله [مدارج السالكين (٤ / ٤٤٩ - ٤٥٠)]:
"وأما التوحيد الذي دعت إليه رسل الله ونزلت به كتبه، فوراء ذلك كله. وهو نوعان:
توحيد في المعرفة والإثبات، وتوحيد في المطلب والقصد.
فالأول: هو إثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته وأفعاله وأسمائه، وعلوه فوق سماواته على عرشه، وتكلمه بكتبه، وتكليمه لمن شاء من عباده؛ وإثبات عموم قضائه وقدره وحكمته. وقد أفصح القرآن عن هذا النوع جد الإفصاح، كما في أول الحديد، وسورة طه، وآخر الحشر، وأول تنزيل السجدة، وأول آل عمران، وسورة الإخلاص بكمالها، وغير ذلك.
النوع الثاني: مثل ما تضمنته سورة (قل ياأيها الكافرون)، وقوله: ﴿قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم﴾، وأول سورة تنزيل الكتاب وآخرها، وأول سورة يونس ووسطها وآخرها، وأول سورة الأعراف وآخرها، وجملة سورة الأنعام.
وغالب سور القرآن، بل كل سورة سورة في القرآن، فهي متضمنة لنوعي التوحيد.
بل نقول قولا كليا: إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد، شاهدة به، داعية إليه؛ فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، فهو التوحيد العلمي الخبري.
وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له، وخلع كل ما يعبد من دونه، فهو التوحيد الإرادي الطلبي.
وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته وأمره ونهيه، فهي حقوق التوحيد ومكملاته.
وإما خبر عن إكرامه لأهل توحيده وطاعته، وما فعل بهم في الدنيا، وما يكرمهم به في الآخرة؛ فهو جزاء توحيده.
وإما خبر عن أهل الشرك، وما فعل بهم في الدنيا من النكال، وما يحل بهم في العقبى من العذاب؛ فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد.
فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم.
فـ ﴿الحمد لله﴾ توحيد، ﴿رب العالمين﴾ توحيد، ﴿الرحمن الرحيم﴾ توحيد، ﴿ملك يوم الدين﴾ توحيد، ﴿إياك نعبد﴾ توحيد، ﴿وإياك نستعين﴾ توحيد، ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ توحيد متضمن لسؤال الهداية إلى طريق أهل التوحيد الذين أنعم عليهم ﴿غير المغضوب عليهم ولا الضالين﴾ الذين فارقوا التوحيد."
قلت: وبهذا تفهم، أن تفريطك في تعلم الفقه، تفريط في حقوق التوحيد، فحذار حذار من ذلك مع دعواك القيام للتوحيد وأهله.
قال الإمام مالك رحمه الله: "ولا أحب الكلام إلا فيما تحته عمل."
وكل عمل فهو داخل في حقوق توحيد الإلهية، المستلزم لتوحيد الربوبية.
فأخلص النية، وتعلم، واعمل بما علمت، لعلك تنجو!
.
BY الفقير إلى رب البريات
Share with your friend now:
tgoop.com/ibntaymiyyah728/5632