IBNTAYMIYYAH728 Telegram 5633
[ بين العلماء والأمراء - ثلاث حوادث في الدرر السنية وبيان سر المسألة ]

وقد حدثني من لا أتهم: أن فلانا قال للشيخ عبد الرحمن بن حسن: يا شيخ عبد الرحمن، جدك الشيخ محمد جاء بشجرة لا إله إلا الله، فغرسها في بلدة العيينة، فصارت الأرض صلدة سبخة، فحملها إلى الدرعية، فصارت الأرض خصبة، فسقاها بالدعوة، وحماها محمد بن سعود بالسيف، فأينعت، وأراها في عصركم خوت؛ هذا والشيخ عبد الرحمن بن حسن يقول: لو ظهر علينا أهل الدرعية لقاتلونا.

وفي عصر الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وطبقته صارت أشد خويانا؛

١. لأن المحتسبين في عصر الشيخ عبد الرحمن بن حسن أمسكوا كاتب الإمام فيصل، خرج من بيت فيه عزب، وطلبوا من الإمام ضربه في السوق، فقال: اضربوه في الحوشة.
فأتوا إلى الشيخ عبد الرحمن بن حسن، فقال للإمام فيصل: يضرب الرجل في السوق; فقال الإمام: يضرب في الحوشة، فقال الشيخ: نسلم عليك، وخرج من الرياض إلى بلدة الحوطة.
فتبعه الإمام فيصل، وطلب منه أن يرجع; فقال: عاهدناك على دين الله ورسوله، ولا أرجع حتى تعاهدني الآن على ذلك، والرجل يضرب في السوق، فعاهده، وضرب في السوق.

٢. وفي عصر الشيخ عبد الله: كنت أسير معه من المسجد إلى بيته في بعض الأيام، وذات يوم تبعه رجل من الإخوان، فأدركه في أثناء الطريق، فقال: يا شيخ عبد الله، هذا الكافر «فلبي» يدخل المسجد، أفلا نقتله؟ قال: لا يا ولدي، قال: أفلا نخرجه منه؟ ولم أحفظ ما قاله، فالتفت الشيخ إليه، فإذا هو قد ولى مدبرا، فالتفت إلي ودموعه على خديه، وقال بحزن: إيه سوف يعلمون.
وأخبرني الشيخ عبد العزيز بن صالح بن مرشد باسم الرجل، وقال: إنه قال: أخرجوه أخرجوه، سوف يعلمون، سوف يعلمون، فلا أدري هل ما قاله مرة أخرى، أو تلك المرة، لأنه يقيم في البلد، ومن أخص الناس بالشيخ عبد الله.

٣. وكان الشيخ سعد بن عتيق يذكر الناس في السوق، ولما مر بقوله ﷺ «طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله» وأنهى الكلام عليه، قام على قدميه ورفع صوته وهو يبكي فقال: ينزل النصراني في بيت أرفع من بيوت المسلمين التي حوله؟! وأزعج الناس. وكان عنده من رجال الملك عبد العزيز، فأخبروه، ثم توجه الملك إلى الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، وذكر له ما قال الشيخ سعد في السوق، فقال الشيخ عبد الله: نحن سكتنا، وتكلم الشيخ سعد بالواجب.

- الدرر السنية في الأجوبة النجدية (١٦ / ٦ - ٨)

-----

فإن قلت: وما سر المسألة؟

قيل: الجواب في الدرر السنية:

ولنضرب لك مثلا بشيخنا، الشيخ: عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ، ذلك الشيخ الجليل الغيور، الورع، الزاهد، كبير العقل، واسع الرأي العفيف، الذي كان من عفته مع كرمه، وتلقي الوفود وأهل العلم أنه كانت له فلاحة واسعة.

وكلما تراكم عليه الدين، باع عقارا بقصوره ومواشيه، فباع «المحطة» من أكبر عقارات باطن الرياض، ثم باع النخل المعروف، المسمى بنخل ابن إبراهيم، ثم باع «سلطانه» على ابن ثاني، فأوقفها على طلبة العلم.

ولما استدان من الجويعي بأربعمائة ريالا، وكان وكيلا للقصيبي، وكانت الكتب ترسل إلى الأحساء على يد الشيخ حمد بن فارس، وكان يلي بيت المال، فرأى وصول الكتاب بقلم الشيخ عبد الله، ومشموع بتمرة، ففتحه، ثم جاء به إلى الملك عبد العزيز.

فراح به إلى الشيخ عبد الله، فقال له: يا شيخ تستدين وأنا موجود؟!

فقال الشيخ عبد الله: تدخل على الله ثم تدخل على الله، لا تفسد علي ديني، لا تفسد علي ديني. وكان لا يبتذل العلم، ويأتي إليه الملك في مهماته، وقد يأتيه في حالة التعليم فلا يقطع الدرس والعلم وطلبته.

واستقدم الشيخ سعد من الجنوب، وكان يعلم في المسجد الجامع، ولما ثقل كان يجلس في بيته مضطجعا، حرصا على التبليغ، فما أشبه استقدامه بما تقدم من وصية الملك الفاتح لابنه.

وكان الشيخ حمد بن فارس - وهو الذي يلي بيت المال - يجلس لطلبة العلم بعد صلاة الفجر، في مسجد الشيخ عبد الله، الذي كان يجلس فيه للتعليم؛ وكان الملك يرسل رجاله للشيخ حمد بن فارس، يستحثونه لقضاء حاجات من يسافر، فلا يقطع الدرس، لمكانة العلم عند أولئك.

وهذه أمثلة ذكرتها، ليقتدى بأولئك العلماء الأفاضل، ولا أطيل بغيرها.

- الدرر السنية في الأجوبة النجدية (١٥ / ٤٥١ - ٤٥٢)

المكوس في الدرر السنية

[https://www.tgoop.com/alkulife/3147]

.



tgoop.com/ibntaymiyyah728/5633
Create:
Last Update:

[ بين العلماء والأمراء - ثلاث حوادث في الدرر السنية وبيان سر المسألة ]

وقد حدثني من لا أتهم: أن فلانا قال للشيخ عبد الرحمن بن حسن: يا شيخ عبد الرحمن، جدك الشيخ محمد جاء بشجرة لا إله إلا الله، فغرسها في بلدة العيينة، فصارت الأرض صلدة سبخة، فحملها إلى الدرعية، فصارت الأرض خصبة، فسقاها بالدعوة، وحماها محمد بن سعود بالسيف، فأينعت، وأراها في عصركم خوت؛ هذا والشيخ عبد الرحمن بن حسن يقول: لو ظهر علينا أهل الدرعية لقاتلونا.

وفي عصر الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وطبقته صارت أشد خويانا؛

١. لأن المحتسبين في عصر الشيخ عبد الرحمن بن حسن أمسكوا كاتب الإمام فيصل، خرج من بيت فيه عزب، وطلبوا من الإمام ضربه في السوق، فقال: اضربوه في الحوشة.
فأتوا إلى الشيخ عبد الرحمن بن حسن، فقال للإمام فيصل: يضرب الرجل في السوق; فقال الإمام: يضرب في الحوشة، فقال الشيخ: نسلم عليك، وخرج من الرياض إلى بلدة الحوطة.
فتبعه الإمام فيصل، وطلب منه أن يرجع; فقال: عاهدناك على دين الله ورسوله، ولا أرجع حتى تعاهدني الآن على ذلك، والرجل يضرب في السوق، فعاهده، وضرب في السوق.

٢. وفي عصر الشيخ عبد الله: كنت أسير معه من المسجد إلى بيته في بعض الأيام، وذات يوم تبعه رجل من الإخوان، فأدركه في أثناء الطريق، فقال: يا شيخ عبد الله، هذا الكافر «فلبي» يدخل المسجد، أفلا نقتله؟ قال: لا يا ولدي، قال: أفلا نخرجه منه؟ ولم أحفظ ما قاله، فالتفت الشيخ إليه، فإذا هو قد ولى مدبرا، فالتفت إلي ودموعه على خديه، وقال بحزن: إيه سوف يعلمون.
وأخبرني الشيخ عبد العزيز بن صالح بن مرشد باسم الرجل، وقال: إنه قال: أخرجوه أخرجوه، سوف يعلمون، سوف يعلمون، فلا أدري هل ما قاله مرة أخرى، أو تلك المرة، لأنه يقيم في البلد، ومن أخص الناس بالشيخ عبد الله.

٣. وكان الشيخ سعد بن عتيق يذكر الناس في السوق، ولما مر بقوله ﷺ «طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله» وأنهى الكلام عليه، قام على قدميه ورفع صوته وهو يبكي فقال: ينزل النصراني في بيت أرفع من بيوت المسلمين التي حوله؟! وأزعج الناس. وكان عنده من رجال الملك عبد العزيز، فأخبروه، ثم توجه الملك إلى الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، وذكر له ما قال الشيخ سعد في السوق، فقال الشيخ عبد الله: نحن سكتنا، وتكلم الشيخ سعد بالواجب.

- الدرر السنية في الأجوبة النجدية (١٦ / ٦ - ٨)

-----

فإن قلت: وما سر المسألة؟

قيل: الجواب في الدرر السنية:

ولنضرب لك مثلا بشيخنا، الشيخ: عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ، ذلك الشيخ الجليل الغيور، الورع، الزاهد، كبير العقل، واسع الرأي العفيف، الذي كان من عفته مع كرمه، وتلقي الوفود وأهل العلم أنه كانت له فلاحة واسعة.

وكلما تراكم عليه الدين، باع عقارا بقصوره ومواشيه، فباع «المحطة» من أكبر عقارات باطن الرياض، ثم باع النخل المعروف، المسمى بنخل ابن إبراهيم، ثم باع «سلطانه» على ابن ثاني، فأوقفها على طلبة العلم.

ولما استدان من الجويعي بأربعمائة ريالا، وكان وكيلا للقصيبي، وكانت الكتب ترسل إلى الأحساء على يد الشيخ حمد بن فارس، وكان يلي بيت المال، فرأى وصول الكتاب بقلم الشيخ عبد الله، ومشموع بتمرة، ففتحه، ثم جاء به إلى الملك عبد العزيز.

فراح به إلى الشيخ عبد الله، فقال له: يا شيخ تستدين وأنا موجود؟!

فقال الشيخ عبد الله: تدخل على الله ثم تدخل على الله، لا تفسد علي ديني، لا تفسد علي ديني. وكان لا يبتذل العلم، ويأتي إليه الملك في مهماته، وقد يأتيه في حالة التعليم فلا يقطع الدرس والعلم وطلبته.

واستقدم الشيخ سعد من الجنوب، وكان يعلم في المسجد الجامع، ولما ثقل كان يجلس في بيته مضطجعا، حرصا على التبليغ، فما أشبه استقدامه بما تقدم من وصية الملك الفاتح لابنه.

وكان الشيخ حمد بن فارس - وهو الذي يلي بيت المال - يجلس لطلبة العلم بعد صلاة الفجر، في مسجد الشيخ عبد الله، الذي كان يجلس فيه للتعليم؛ وكان الملك يرسل رجاله للشيخ حمد بن فارس، يستحثونه لقضاء حاجات من يسافر، فلا يقطع الدرس، لمكانة العلم عند أولئك.

وهذه أمثلة ذكرتها، ليقتدى بأولئك العلماء الأفاضل، ولا أطيل بغيرها.

- الدرر السنية في الأجوبة النجدية (١٥ / ٤٥١ - ٤٥٢)

المكوس في الدرر السنية

[https://www.tgoop.com/alkulife/3147]

.

BY الفقير إلى رب البريات


Share with your friend now:
tgoop.com/ibntaymiyyah728/5633

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

The administrator of a telegram group, "Suck Channel," was sentenced to six years and six months in prison for seven counts of incitement yesterday. A few years ago, you had to use a special bot to run a poll on Telegram. Now you can easily do that yourself in two clicks. Hit the Menu icon and select “Create Poll.” Write your question and add up to 10 options. Running polls is a powerful strategy for getting feedback from your audience. If you’re considering the possibility of modifying your channel in any way, be sure to ask your subscribers’ opinions first. It’s easy to create a Telegram channel via desktop app or mobile app (for Android and iOS): Unlimited number of subscribers per channel Activate up to 20 bots
from us


Telegram الفقير إلى رب البريات
FROM American