IBNTAYMIYYAH728 Telegram 5658
ما كان هذا هدي السلف

قال أبو الفضل صالح بن الإمام أحمد رحمهما الله (الجامع في عقائد ورسائل أهل السنة ج1 ص420 - 421):

"كتب رجل إلى أبي يسأله عن مناظرة أهل الكلام والجلوس معهم، فأملى علي جوابه:

أحسن الله عاقبتك ودفع عنك كل مكروه ومحذور،

الذي كنا نسمع وأدركنا عليه من أدركنا من أهل العلم: أنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل الزيغ.

وإنما الأمر في التسليم والانتهاء إلى ما في كتاب الله جل وعز أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعد ذلك.

لا في الجلوس مع أهل البدع والزيغ لترد عليهم؛ فإنهم يلبسون عليك وهم لا يرجعون.

ولم يزل الناس يكرهون كل محدث من وضع كتاب أو جلوس مع مبتدع ليورد عليه بعض ما يلبس عليه في دينه.

فالسلامة إن شاء الله في ترك مجالستهم والخوض معهم في بدعتهم وضلالتهم.

فليتق الله رجل وليصر إلى ما يعود عليه نفعه غدا من عمل صالح يقدمه لنفسه.

ولا يكون ممن يحدث أمرا فإذا هو خرج منه أراد الحجة له فيحمل نفسه على المحك فيه وطلب الحجة لما خرج منه بحق أو بباطل ليزين به بدعته وما أحدث.

وأشد ذلك أن يكون قد وضعه في كتاب فأخذ عنه فهو يريد أن يزين ذلك بالحق والباطل وإن وضح له الحق في غيره.

ونسأل الله التوفيق لنا ولك ولجميع المسلمين والسلام عليك"


قلت: مع أن الإمام أحمد رحمه الله صنف كتاب الرد على الجهمية وناظرهم بالكتاب والسنة وصنف رسالة في الرد على المرجئة أرسلها للجوزجاني واحتج على أهل البدع والضلالة بالنقل الصريح والمعقول الصحيح في مواضع يضطر فيها صاحب الحق لبيان الدين.

وقال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله في (الرد على الجهمية ط. آل حمدان ص454):

"وذهبت يوما أحكي ليحيى بن يحيى كلام الجهمية لأستخرج منه نقضا عليهم، وفي مجلسه يومئذ الحسين بن عيسى البسطامي، وأحمد بن حريش القاضي، ومحمد بن رافع، وأبو قدامة السرخسي فيما أحسب، وغيرهم من المشايخ، فزبرني بغضب، وقال: اسكت، وأنكر علي المشايخ الذين في مجلسه استعظاما أن أحكي كلام الجهمية، وتشنيعا عليهم، فكيف بمن يحكي عنهم ديانة، ثم قال لي يحيى: القرآن كلام الله، من شك فيه أو زعم أنه مخلوق؛ فهو كافر."

قلت: فكان هذا هو الأصل في سيرة أئمة السنة مع أن الدارمي رحمه الله هو مصنف أجل الكتب التي وصلتنا عن السلف في الرد على الجهمية بدلائل المنقول والمعقول وعليهما قوام بيان التلبيس ودرء التعارض والصواعق لمن تدبر.

وقال الإمام هبة الله اللالكائي في (شرح أصول الاعتقاد ج1 ص 84 - 86):

".... فما جني على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة، ولم يكن لهم قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على نحو تلك الجملة يموتون من الغيظ كمدا و دردا، ولا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلا، حتى جاء المغرورون ففتحوا لهم إليها طريقا وصاروا لهم إلى هلاك الإسلام دليلا حتى كثرت بينهم المشاجرة وظهرت دعوتهم بالمناظرة وطرقت أسماع من لم يكن عرفها من الخاصة والعامة حتى تقابلت الشبه في الحجج، وبلغوا من التدقيق في اللجج فصاروا أقرانا، وأخدانا، وعلى المداهنة خلانا وإخوانا بعد أن كانوا في الله أعداء وأضدادا...."

قلت: والناس اليوم تفاخر بأدب فلان وتعد أدبه وانخفاض صوته وصبره على خصمه وتركه القدح في معارضه ولو كان أكفر الخلق أعظم قدرا من حجته وبرهانه!

===



tgoop.com/ibntaymiyyah728/5658
Create:
Last Update:

ما كان هذا هدي السلف

قال أبو الفضل صالح بن الإمام أحمد رحمهما الله (الجامع في عقائد ورسائل أهل السنة ج1 ص420 - 421):

"كتب رجل إلى أبي يسأله عن مناظرة أهل الكلام والجلوس معهم، فأملى علي جوابه:

أحسن الله عاقبتك ودفع عنك كل مكروه ومحذور،

الذي كنا نسمع وأدركنا عليه من أدركنا من أهل العلم: أنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل الزيغ.

وإنما الأمر في التسليم والانتهاء إلى ما في كتاب الله جل وعز أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعد ذلك.

لا في الجلوس مع أهل البدع والزيغ لترد عليهم؛ فإنهم يلبسون عليك وهم لا يرجعون.

ولم يزل الناس يكرهون كل محدث من وضع كتاب أو جلوس مع مبتدع ليورد عليه بعض ما يلبس عليه في دينه.

فالسلامة إن شاء الله في ترك مجالستهم والخوض معهم في بدعتهم وضلالتهم.

فليتق الله رجل وليصر إلى ما يعود عليه نفعه غدا من عمل صالح يقدمه لنفسه.

ولا يكون ممن يحدث أمرا فإذا هو خرج منه أراد الحجة له فيحمل نفسه على المحك فيه وطلب الحجة لما خرج منه بحق أو بباطل ليزين به بدعته وما أحدث.

وأشد ذلك أن يكون قد وضعه في كتاب فأخذ عنه فهو يريد أن يزين ذلك بالحق والباطل وإن وضح له الحق في غيره.

ونسأل الله التوفيق لنا ولك ولجميع المسلمين والسلام عليك"


قلت: مع أن الإمام أحمد رحمه الله صنف كتاب الرد على الجهمية وناظرهم بالكتاب والسنة وصنف رسالة في الرد على المرجئة أرسلها للجوزجاني واحتج على أهل البدع والضلالة بالنقل الصريح والمعقول الصحيح في مواضع يضطر فيها صاحب الحق لبيان الدين.

وقال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله في (الرد على الجهمية ط. آل حمدان ص454):

"وذهبت يوما أحكي ليحيى بن يحيى كلام الجهمية لأستخرج منه نقضا عليهم، وفي مجلسه يومئذ الحسين بن عيسى البسطامي، وأحمد بن حريش القاضي، ومحمد بن رافع، وأبو قدامة السرخسي فيما أحسب، وغيرهم من المشايخ، فزبرني بغضب، وقال: اسكت، وأنكر علي المشايخ الذين في مجلسه استعظاما أن أحكي كلام الجهمية، وتشنيعا عليهم، فكيف بمن يحكي عنهم ديانة، ثم قال لي يحيى: القرآن كلام الله، من شك فيه أو زعم أنه مخلوق؛ فهو كافر."

قلت: فكان هذا هو الأصل في سيرة أئمة السنة مع أن الدارمي رحمه الله هو مصنف أجل الكتب التي وصلتنا عن السلف في الرد على الجهمية بدلائل المنقول والمعقول وعليهما قوام بيان التلبيس ودرء التعارض والصواعق لمن تدبر.

وقال الإمام هبة الله اللالكائي في (شرح أصول الاعتقاد ج1 ص 84 - 86):

".... فما جني على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة، ولم يكن لهم قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على نحو تلك الجملة يموتون من الغيظ كمدا و دردا، ولا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلا، حتى جاء المغرورون ففتحوا لهم إليها طريقا وصاروا لهم إلى هلاك الإسلام دليلا حتى كثرت بينهم المشاجرة وظهرت دعوتهم بالمناظرة وطرقت أسماع من لم يكن عرفها من الخاصة والعامة حتى تقابلت الشبه في الحجج، وبلغوا من التدقيق في اللجج فصاروا أقرانا، وأخدانا، وعلى المداهنة خلانا وإخوانا بعد أن كانوا في الله أعداء وأضدادا...."

قلت: والناس اليوم تفاخر بأدب فلان وتعد أدبه وانخفاض صوته وصبره على خصمه وتركه القدح في معارضه ولو كان أكفر الخلق أعظم قدرا من حجته وبرهانه!

===

BY الفقير إلى رب البريات


Share with your friend now:
tgoop.com/ibntaymiyyah728/5658

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

With the administration mulling over limiting access to doxxing groups, a prominent Telegram doxxing group apparently went on a "revenge spree." Image: Telegram. Matt Hussey, editorial director at NEAR Protocol also responded to this news with “#meIRL”. Just as you search “Bear Market Screaming” in Telegram, you will see a Pepe frog yelling as the group’s featured image. How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) Healing through screaming therapy
from us


Telegram الفقير إلى رب البريات
FROM American