IBNTAYMIYYAH728 Telegram 5659
===

وقال الحافظ أبو عمر ابن عبدالبر في (جامع بيان العلم وفضله ج2 ص935):

وقال الهيثم بن جميل: قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله، الرجل يكون عالما بالسنة أيجادل عنها؟ قال: «لا ولكن يخبر بالسنة فإن قبلت منه وإلا سكت».

وقال الإمام أبو محمد ابن قدامة في (جواب له عن الاطلاع على كتب المبتدعة تحقيق السليمان ص)2:

"سألت وفقك الله عن النظر في كتب المبتدعين والاطلاع على شبههم على سبيل التعرف لها والقصد لإبطالها والكشف عن عوارها والعلم بجوابها ومعرفة خطئها من صوابها،

فاعلم وفقك الله لسلوك سبيله أن اجتنابها أسلم لدينك وقلبك وأقل لخطرك وأقوى لإيمانك وفي الاطلاع عليها خطر عظيم؛ فإن القلب ضعيف وليس هو إلى اختيار الإنسان، بل إذا وقع فيه شيء لا يمكن صاحبه إزالته إلا أن يزيله الله تعالى.

فهذه الشبه ضل بها قوم كانوا ذوي أفهام عظيمة وعقول وافرة وعلم غزير وفطنة تامة؛ فلولا أنها شديدة الاشتباه وعظيمة اللبس ما اتبعوها، ولو كان فسادها ظاهرا عند كل ذي فطنة وعقل لما خفي عليهم مع فطنتهم وغزارة علمهم.

وإذا ضل بها أولئك مع ما ذكرنا من فضلهم وعلمهم؛ فكيف نأمنها مع قصورنا عنهم؟

وإذا كان في الاطلاع هذا الخطر؛ وجب اجتنابها وتركها؛ فإن اجتناب الخطر واجب، وليس المخاطر بمحمود وإن سلم إلا عند الضرورة."

وانظر تتمة الجواب فإنه نفيس، واقرأ آخر عقيدة هذا الإمام وما ذكره للفخر ابن تيمية في رسالته.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية [مجموع الفتاوى (٣ / ٣٤٧)]:

"وبهذا يتبين أن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة؛ الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله ﷺ وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله وأعظمهم تمييزا بين صحيحها وسقيمها وأئمتهم فقهاء فيها وأهل معرفة بمعانيها واتباعا لها: تصديقا وعملا وحبا وموالاة لمن والاها ومعاداة لمن عاداها الذين يروون المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة؛ فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه."

وما قصدت استقصاء كلام أئمة السنة، وإلا ففي الآثار التي أوردها الآجري وابن بطة واللالكائي وغيرهم من الأئمة الشفاء لمن طلب الهدى

فإن كان هذا كلام أئمة السلف وسادات الخلف رحمهم الله ورضي عنهم، فمن أين جاء المتأخرون بالتوسع في المصلحة المزعومة يبطلون بها الآثار الناهية عن المناظرة والمجادلة إلا للمتأهل في أضيق الأحوال؟!

وهل جنى على الإسلام مثل ابتدار هؤلاء الحركيين ومن شابههم من طلبة العلم للمصائب وتربيتهم الأصاغر على مقارعة الملاحدة بالجهل المركب؟!

وهل في الحكمة تعريض العوام وطلبة إلى مناظرة لا يراد بها إلا استهداف جمهور الطرفين مع ضعف القلوب ونقص العقول، بدلا من تعليمهم أصول الدين وفروعه بأدلتها من الكتاب والسنة؟!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه (درء التعارض ج1 ص357):

"فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه، ولا وفّى بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس، ولا أفاد كلامه العلم واليقين".

فإن كانت المناظرة مرتقى صعبا، فعلام التسابق إليها، خاصة وأنه لا يكتفى بالنقاش الأول حتى تتفتح نقاشات فرعية بين من أحسن أحوالهم الجهل إن سلموا من سوء القصد وطلب العلو في الأرض!

ولا يخلو ذلك من التعصب والمبالغة والعجب بالنفس وكله ظاهر لمن نظر في حال الخائضين في هذا الأمر!

وإنا لله وإنا إليه راجعون

.



tgoop.com/ibntaymiyyah728/5659
Create:
Last Update:

===

وقال الحافظ أبو عمر ابن عبدالبر في (جامع بيان العلم وفضله ج2 ص935):

وقال الهيثم بن جميل: قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله، الرجل يكون عالما بالسنة أيجادل عنها؟ قال: «لا ولكن يخبر بالسنة فإن قبلت منه وإلا سكت».

وقال الإمام أبو محمد ابن قدامة في (جواب له عن الاطلاع على كتب المبتدعة تحقيق السليمان ص)2:

"سألت وفقك الله عن النظر في كتب المبتدعين والاطلاع على شبههم على سبيل التعرف لها والقصد لإبطالها والكشف عن عوارها والعلم بجوابها ومعرفة خطئها من صوابها،

فاعلم وفقك الله لسلوك سبيله أن اجتنابها أسلم لدينك وقلبك وأقل لخطرك وأقوى لإيمانك وفي الاطلاع عليها خطر عظيم؛ فإن القلب ضعيف وليس هو إلى اختيار الإنسان، بل إذا وقع فيه شيء لا يمكن صاحبه إزالته إلا أن يزيله الله تعالى.

فهذه الشبه ضل بها قوم كانوا ذوي أفهام عظيمة وعقول وافرة وعلم غزير وفطنة تامة؛ فلولا أنها شديدة الاشتباه وعظيمة اللبس ما اتبعوها، ولو كان فسادها ظاهرا عند كل ذي فطنة وعقل لما خفي عليهم مع فطنتهم وغزارة علمهم.

وإذا ضل بها أولئك مع ما ذكرنا من فضلهم وعلمهم؛ فكيف نأمنها مع قصورنا عنهم؟

وإذا كان في الاطلاع هذا الخطر؛ وجب اجتنابها وتركها؛ فإن اجتناب الخطر واجب، وليس المخاطر بمحمود وإن سلم إلا عند الضرورة."

وانظر تتمة الجواب فإنه نفيس، واقرأ آخر عقيدة هذا الإمام وما ذكره للفخر ابن تيمية في رسالته.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية [مجموع الفتاوى (٣ / ٣٤٧)]:

"وبهذا يتبين أن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة؛ الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله ﷺ وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله وأعظمهم تمييزا بين صحيحها وسقيمها وأئمتهم فقهاء فيها وأهل معرفة بمعانيها واتباعا لها: تصديقا وعملا وحبا وموالاة لمن والاها ومعاداة لمن عاداها الذين يروون المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة؛ فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه."

وما قصدت استقصاء كلام أئمة السنة، وإلا ففي الآثار التي أوردها الآجري وابن بطة واللالكائي وغيرهم من الأئمة الشفاء لمن طلب الهدى

فإن كان هذا كلام أئمة السلف وسادات الخلف رحمهم الله ورضي عنهم، فمن أين جاء المتأخرون بالتوسع في المصلحة المزعومة يبطلون بها الآثار الناهية عن المناظرة والمجادلة إلا للمتأهل في أضيق الأحوال؟!

وهل جنى على الإسلام مثل ابتدار هؤلاء الحركيين ومن شابههم من طلبة العلم للمصائب وتربيتهم الأصاغر على مقارعة الملاحدة بالجهل المركب؟!

وهل في الحكمة تعريض العوام وطلبة إلى مناظرة لا يراد بها إلا استهداف جمهور الطرفين مع ضعف القلوب ونقص العقول، بدلا من تعليمهم أصول الدين وفروعه بأدلتها من الكتاب والسنة؟!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه (درء التعارض ج1 ص357):

"فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه، ولا وفّى بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس، ولا أفاد كلامه العلم واليقين".

فإن كانت المناظرة مرتقى صعبا، فعلام التسابق إليها، خاصة وأنه لا يكتفى بالنقاش الأول حتى تتفتح نقاشات فرعية بين من أحسن أحوالهم الجهل إن سلموا من سوء القصد وطلب العلو في الأرض!

ولا يخلو ذلك من التعصب والمبالغة والعجب بالنفس وكله ظاهر لمن نظر في حال الخائضين في هذا الأمر!

وإنا لله وإنا إليه راجعون

.

BY الفقير إلى رب البريات


Share with your friend now:
tgoop.com/ibntaymiyyah728/5659

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Telegram Channels requirements & features How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) Among the requests, the Brazilian electoral Court wanted to know if they could obtain data on the origins of malicious content posted on the platform. According to the TSE, this would enable the authorities to track false content and identify the user responsible for publishing it in the first place. It’s yet another bloodbath on Satoshi Street. As of press time, Bitcoin (BTC) and the broader cryptocurrency market have corrected another 10 percent amid a massive sell-off. Ethereum (EHT) is down a staggering 15 percent moving close to $1,000, down more than 42 percent on the weekly chart. Joined by Telegram's representative in Brazil, Alan Campos, Perekopsky noted the platform was unable to cater to some of the TSE requests due to the company's operational setup. But Perekopsky added that these requests could be studied for future implementation.
from us


Telegram الفقير إلى رب البريات
FROM American