Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
5649 - Telegram Web
Telegram Web
===

فأين تعصبك لابن تيمية الذي حاججت به في الدرس لما حاولت أن تلبس على الطلبة وأحلتهم على منهاج السنة ليتعلموا أن ليست كل مسألة عقدية مسألة أصول دين، والكلام عن شد الرحل الذي نص الأئمة بما فيهم ابن تيمية على بدعيته؟!

وقارن كلام عامر بكلام اللجنة الدائمة وقد سئلوا عن بعض بدع القبور

"ليست الحجة في عمل العلماء وأقوالهم‏؛ لأنهم يخطئون ويصيبون، وكثير منهم مبتدع، وإنما الحجة في كلام الله تعالى وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة‏.‏"

وأعجب من هذا كله، أن ترى عامر وأمثاله يشتدون على أهل السنة والحديث إذا صرحوا بأحكام أئمة السنة على الجهمية وأهل الرأي، ونسبوهم إلى مخالفة العلماء.

وعامر وأمثاله مخالفون للعلماء في البدع والمحدثات ذابون عنها وعن أهلها يفتنون العوام وطلبة العلم بتكافؤ الأدلة رد الله كيدهم في نحورهم.

وأفاد بعض الإخوة في التعليقات:

(قال الإمام أحمد في المسند:

"حدثنا هاشم، حدثنا عبد الحميد، حدثني شهر، قال: سمعت أبا سعيد الخدري، وذكرت عنده صلاة في الطور فقال: قال رسول الله ﷺ: «لا ينبغي للمطي أن تشد رحاله إلى مسجد يبتغى فيه الصلاة، غير المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا»"

قال ابن تيمية في الإخنائية:

"قال أبو زيد: حدثنا ابن أبي الوزير حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طلق عن قزعة قال: (أتيت ابن عمر فقلت: إني أريد الطور. فقال: إنما تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد المدينة، والمسجد الأقصى. فدع عنك الطور فلا تأته)."

أبو زيد هو ابن شبة وقد رواه في تاريخ المدينة كما ذكر ابن عبد الهادي وليس في المطبوع فيما أعلم وذكر أيضا أنه في المسند وليس في المطبوع أيضا فيما أعلم

والمشكلة أنه يحيل على ابن تيمية والشيخ نفسه يحكي إجماع المتقدمين والمتأخرين على عدم استحبابه، وذكر أن بعض المتأخرين قال بجوازه وأن قول السلف وهو الذي عليه الآثار أنه محرم

قال الشيخ:

"لكن طائفة من المتأخرين قالوا: ليس هذا نهيا بل هو نفي لاستحباب السفر إلى غير الثلاثة، ونفي لوجوب السفر بالنذر إلى غير الثلاثة، وهؤلاء يقولون: إن الحديث عام في السفر إلى قبور الأنبياء وآثارهم وغير ذلك."

وقال ايضا:

"لم يقل أحد من علماء المسلمين إن السفر إلى ذلك واجب، بل ولا عرف عنهم القول بالاستحباب، بل السلف والقدماء على تحريم ذلك، والمتأخرون متنازعون: فأحد القولين أن ذلك جائز لا فضيلة فيه، والآخر أنه ينهى عنه. وعلى هذا القول دلت سنة رسول الله ﷺ وأقوال الصحابة وسلف الأمة")

.
Forwarded from كُنَاشةُ أبي عزام (فتىً من أقصى المدينة)
[تذييل] ..

قال شيخ الإسلام :

ولَا يَجُوزُ أَنْ يَنْذُرَ أَحَدٌ إِلَّا طَاعَةً، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَنْذُرَهَا إِلَّا لِلَّهِ، فَمَنْ نَذَرَ لِغَيْرِ اللَّهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ، كَمَنْ صَامَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَسَجَدَ لِغَيْرِ اللَّهِ، وَمَنْ حَجَّ إِلَى قَبْرٍ مِنَ الْقُبُورِ فَهُوَ مُشْرِكٌ، بَلْ لَوْ سَافَرَ إِلَى مَسْجِدٍ لِلَّهِ غَيْرِ الْمَسَاجِدِ الثَّلَاثَةِ لِيَعْبُدَ اللَّهَ فِيهَا كَانَ عَاصِيًا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، فَكَيْفَ إِذَا سَافَرَ إِلَى غَيْرِ الثَّلَاثَةِ لِيُشْرِكَ بِاللَّهِ! وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " «لَا تَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَمَسْجِدِي هَذَا» " [منهاج السنة,2/440].

وقال رحمه الله :
وقد تنازع المتأخرون فيمن سافر لزيارة قبر نبي أو نحو ذلك من المشاهد، والمحققون منهم قالوا: إن هذا سفر معصية ولا يقصر الصلاة فيه كما لا يقصر في سفر المعصية كما ذكر ذلك ابن عقيل وغيره وكذلك ذكر أبو عبد الله بن بطة: أن هذا من البدع المحدثة في الإسلام. بل نفس قصد هذه البقاع للصلاة فيها والدعاء ليس له أصل في شريعة المسلمين ولم ينقل عن السابقين الأولين - رضي الله عنهم وأرضاهم- . [الفتاوى , 27/139].


وقال رحمه الله :

فَإِذَا حَصَلَ الِاتِّفَاقُ عَلَى أَنَّ السَّفَرَ إلَى الْقُبُورِ لَيْسَ بِوَاجِبِ وَلَا مُسْتَحَبٍّ كَانَ مَنْ فَعَلَهُ عَلَى وَجْهِ التَّعَبُّدِ مُبْتَدِعًا مُخَالِفًا لِلْإِجْمَاعِ وَالتَّعَبُّدُ بِالْبِدْعَةِ لَيْسَ بِمُبَاحِ لَكِنْ مَنْ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ ذَلِكَ بِدْعَةٌ فَإِنَّهُ قَدْ يُعْذَرُ فَإِذَا بُيِّنَتْ لَهُ السُّنَّةُ لَمْ يَجُزْ لَهُ مُخَالَفَةُ النَّبِيِّ‏ ﷺ وَلَا التَّعَبُّدُ بِمَا نَهَى عَنْهُ كَمَا لَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَلَا عِنْدَ غُرُوبِهَا وَكَمَا لَا يَجُوزُ صَوْمُ يَوْمِ الْعِيدَيْنِ وَإِنْ كَانَتْ الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ مِنْ أَفْضَلِ الْعِبَادَاتِ؛ وَلَوْ فَعَلَ ذَلِكَ إنْسَانٌ قَبْلَ الْعِلْمِ بِالسُّنَّةِ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ إثْمٌ. فَالطَّوَائِفُ مُتَّفِقَةٌ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ مُسْتَحَبًّا وَمَا عَلِمْت أَحَدًا مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ قَالَ إنَّ السَّفَرَ إلَيْهَا مُسْتَحَبٌّ وَإِنْ كَانَ قَالَهُ بَعْضُ الْأَتْبَاعِ فَهُوَ مُمْكِنٌ وَأَمَّا الْأَئِمَّةُ الْمُجْتَهِدُونَ فَمَا مِنْهُمْ مَنْ قَالَ هَذَا.
وَإِذَا قِيلَ هَذَا كَانَ قَوْلًا ثَالِثًا فِي الْمَسْأَلَةِ وَحِينَئِذٍ فَيُبَيَّنُ لِصَاحِبِهِ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ خَطَأٌ مُخَالِفٌ لِلسُّنَّةِ وَلِإِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ، فَإِنَّ الصَّحَابَةَ -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِيقِ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَمَنْ بَعْدَهُمْ إلَى انْقِرَاضِ عَصْرِهِمْ - لَمْ يُسَافِرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ إلَى قَبْرِ نَبِيٍّ وَلَا رَجُلٍ صَالِحٍ.
[27/335 ,الفتاوى]
قال الشيخ عبدالستار الدهلوي في رسالته في تحريم حلق اللحى:

سمعت بعض هؤلاء يقول: وجدنا كثيرا من أصحاب اللحى يرتكبون الفواحش، ويتخذون لحاهم سترا وجنة، فظننا أن الخير في ترك مثل هذه المظاهر.

أقول مجيبا عن هذا: وهذه أيضا فكرة خاطئة، لأن العمل الطيب إذا عمله الخبيثون لا يصير خبيثا، كما أن العمل الخبيث إذا ارتكبه الطيبون لا يصير طيبا.

ولو اتخذنا هذه الفكرة أساسا لأعمالنا، لما بقي لنا شيء؛ فكم من الناس تعلموا القرآن والحديث، نجدهم انحرفوا عن الصراط المستقيم، وباعوا دينهم بدنياهم، وأصبحوا أضر على الدين من أعدائه، فهل يجوز لنا أن نترك دراسة القرآن الكريم والحديث؟!

وكم من الناس يقيمون الصلاة، ويحجون، ويصومون; ومع ذلك هم أخبث الناس، وأشرهم، وأجرؤهم على ارتكاب الجرائم للحصول على بعض الدراهم والدنانير، فهل يمكننا أن نترك الصيام والصلاة، ونترك الحج لأجل هؤلاء؟! حاشا وكلا.

- الدرر السنية (١٥ / ٣٥٥ - ٣٥٦)

[https://www.tgoop.com/Abu_Aisha1/2324]

.
[ القرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزاء أهله ]

قال ابن القيم رحمه الله [مدارج السالكين (٤ / ٤٤٩ - ٤٥٠)]:

"وأما التوحيد الذي دعت إليه رسل الله ونزلت به كتبه، فوراء ذلك كله. وهو نوعان:

توحيد في المعرفة والإثبات، وتوحيد في المطلب والقصد.

فالأول: هو إثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته وأفعاله وأسمائه، وعلوه فوق سماواته على عرشه، وتكلمه بكتبه، وتكليمه لمن شاء من عباده؛ وإثبات عموم قضائه وقدره وحكمته. وقد أفصح القرآن عن هذا النوع جد الإفصاح، كما في أول الحديد، وسورة طه، وآخر الحشر، وأول تنزيل السجدة، وأول آل عمران، وسورة الإخلاص بكمالها، وغير ذلك.

النوع الثاني: مثل ما تضمنته سورة (قل ياأيها الكافرون)، وقوله: ﴿قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم﴾، وأول سورة تنزيل الكتاب وآخرها، وأول سورة يونس ووسطها وآخرها، وأول سورة الأعراف وآخرها، وجملة سورة الأنعام.

وغالب سور القرآن، بل كل سورة سورة في القرآن، فهي متضمنة لنوعي التوحيد.

بل نقول قولا كليا: إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد، شاهدة به، داعية إليه؛ فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، فهو التوحيد العلمي الخبري.

وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له، وخلع كل ما يعبد من دونه، فهو التوحيد الإرادي الطلبي.

وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته وأمره ونهيه، فهي حقوق التوحيد ومكملاته.

وإما خبر عن إكرامه لأهل توحيده وطاعته، وما فعل بهم في الدنيا، وما يكرمهم به في الآخرة؛ فهو جزاء توحيده.

وإما خبر عن أهل الشرك، وما فعل بهم في الدنيا من النكال، وما يحل بهم في العقبى من العذاب؛ فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد.

فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم.

فـ ﴿الحمد لله﴾ توحيد، ﴿رب العالمين﴾ توحيد، ﴿الرحمن الرحيم﴾ توحيد، ﴿ملك يوم الدين﴾ توحيد، ﴿إياك نعبد﴾ توحيد، ﴿وإياك نستعين﴾ توحيد، ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ توحيد متضمن لسؤال الهداية إلى طريق أهل التوحيد الذين أنعم عليهم ﴿غير المغضوب عليهم ولا الضالين﴾ الذين فارقوا التوحيد."

قلت: وبهذا تفهم، أن تفريطك في تعلم الفقه، تفريط في حقوق التوحيد، فحذار حذار من ذلك مع دعواك القيام للتوحيد وأهله.

قال الإمام مالك رحمه الله: "ولا أحب الكلام إلا فيما تحته عمل."

وكل عمل فهو داخل في حقوق توحيد الإلهية، المستلزم لتوحيد الربوبية.

فأخلص النية، وتعلم، واعمل بما علمت، لعلك تنجو!

.
[ بين العلماء والأمراء - ثلاث حوادث في الدرر السنية وبيان سر المسألة ]

وقد حدثني من لا أتهم: أن فلانا قال للشيخ عبد الرحمن بن حسن: يا شيخ عبد الرحمن، جدك الشيخ محمد جاء بشجرة لا إله إلا الله، فغرسها في بلدة العيينة، فصارت الأرض صلدة سبخة، فحملها إلى الدرعية، فصارت الأرض خصبة، فسقاها بالدعوة، وحماها محمد بن سعود بالسيف، فأينعت، وأراها في عصركم خوت؛ هذا والشيخ عبد الرحمن بن حسن يقول: لو ظهر علينا أهل الدرعية لقاتلونا.

وفي عصر الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وطبقته صارت أشد خويانا؛

١. لأن المحتسبين في عصر الشيخ عبد الرحمن بن حسن أمسكوا كاتب الإمام فيصل، خرج من بيت فيه عزب، وطلبوا من الإمام ضربه في السوق، فقال: اضربوه في الحوشة.
فأتوا إلى الشيخ عبد الرحمن بن حسن، فقال للإمام فيصل: يضرب الرجل في السوق; فقال الإمام: يضرب في الحوشة، فقال الشيخ: نسلم عليك، وخرج من الرياض إلى بلدة الحوطة.
فتبعه الإمام فيصل، وطلب منه أن يرجع; فقال: عاهدناك على دين الله ورسوله، ولا أرجع حتى تعاهدني الآن على ذلك، والرجل يضرب في السوق، فعاهده، وضرب في السوق.

٢. وفي عصر الشيخ عبد الله: كنت أسير معه من المسجد إلى بيته في بعض الأيام، وذات يوم تبعه رجل من الإخوان، فأدركه في أثناء الطريق، فقال: يا شيخ عبد الله، هذا الكافر «فلبي» يدخل المسجد، أفلا نقتله؟ قال: لا يا ولدي، قال: أفلا نخرجه منه؟ ولم أحفظ ما قاله، فالتفت الشيخ إليه، فإذا هو قد ولى مدبرا، فالتفت إلي ودموعه على خديه، وقال بحزن: إيه سوف يعلمون.
وأخبرني الشيخ عبد العزيز بن صالح بن مرشد باسم الرجل، وقال: إنه قال: أخرجوه أخرجوه، سوف يعلمون، سوف يعلمون، فلا أدري هل ما قاله مرة أخرى، أو تلك المرة، لأنه يقيم في البلد، ومن أخص الناس بالشيخ عبد الله.

٣. وكان الشيخ سعد بن عتيق يذكر الناس في السوق، ولما مر بقوله ﷺ «طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله» وأنهى الكلام عليه، قام على قدميه ورفع صوته وهو يبكي فقال: ينزل النصراني في بيت أرفع من بيوت المسلمين التي حوله؟! وأزعج الناس. وكان عنده من رجال الملك عبد العزيز، فأخبروه، ثم توجه الملك إلى الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، وذكر له ما قال الشيخ سعد في السوق، فقال الشيخ عبد الله: نحن سكتنا، وتكلم الشيخ سعد بالواجب.

- الدرر السنية في الأجوبة النجدية (١٦ / ٦ - ٨)

-----

فإن قلت: وما سر المسألة؟

قيل: الجواب في الدرر السنية:

ولنضرب لك مثلا بشيخنا، الشيخ: عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ، ذلك الشيخ الجليل الغيور، الورع، الزاهد، كبير العقل، واسع الرأي العفيف، الذي كان من عفته مع كرمه، وتلقي الوفود وأهل العلم أنه كانت له فلاحة واسعة.

وكلما تراكم عليه الدين، باع عقارا بقصوره ومواشيه، فباع «المحطة» من أكبر عقارات باطن الرياض، ثم باع النخل المعروف، المسمى بنخل ابن إبراهيم، ثم باع «سلطانه» على ابن ثاني، فأوقفها على طلبة العلم.

ولما استدان من الجويعي بأربعمائة ريالا، وكان وكيلا للقصيبي، وكانت الكتب ترسل إلى الأحساء على يد الشيخ حمد بن فارس، وكان يلي بيت المال، فرأى وصول الكتاب بقلم الشيخ عبد الله، ومشموع بتمرة، ففتحه، ثم جاء به إلى الملك عبد العزيز.

فراح به إلى الشيخ عبد الله، فقال له: يا شيخ تستدين وأنا موجود؟!

فقال الشيخ عبد الله: تدخل على الله ثم تدخل على الله، لا تفسد علي ديني، لا تفسد علي ديني. وكان لا يبتذل العلم، ويأتي إليه الملك في مهماته، وقد يأتيه في حالة التعليم فلا يقطع الدرس والعلم وطلبته.

واستقدم الشيخ سعد من الجنوب، وكان يعلم في المسجد الجامع، ولما ثقل كان يجلس في بيته مضطجعا، حرصا على التبليغ، فما أشبه استقدامه بما تقدم من وصية الملك الفاتح لابنه.

وكان الشيخ حمد بن فارس - وهو الذي يلي بيت المال - يجلس لطلبة العلم بعد صلاة الفجر، في مسجد الشيخ عبد الله، الذي كان يجلس فيه للتعليم؛ وكان الملك يرسل رجاله للشيخ حمد بن فارس، يستحثونه لقضاء حاجات من يسافر، فلا يقطع الدرس، لمكانة العلم عند أولئك.

وهذه أمثلة ذكرتها، ليقتدى بأولئك العلماء الأفاضل، ولا أطيل بغيرها.

- الدرر السنية في الأجوبة النجدية (١٥ / ٤٥١ - ٤٥٢)

المكوس في الدرر السنية

[https://www.tgoop.com/alkulife/3147]

.
البدعة أمرها شديد ....

كلمات جليلة في التحذير من التساهل في نسبة البدع لمن عرفت استقامته

قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله في الرد على الجهمية (ص ٤٠١ - ٤٠٣):

"والبدعة أمرها شديد، والمنسوب إليها سيء الحال بين أظهر المسلمين، فلا تعجلوا بالبدعة حتى تستيقنوا وتعلموا أحقا قال أحد الفريقين أم باطلا؟

وكيف تستعجلون أن تنسبوا إلى البدعة أقواما في قول قالوه، ولا تدرون أنهم أصابوا الحق في قولهم ذلك أم أخطئوه؟! ولا يمكنكم في مذهبكم أن تقولوا لواحد من الفريقين: لم تصب الحق بقولك، وليس كما قلت.

فمن أسفه في مذهبه وأجهل ممن ينسب إلى البدعة أقواما، يقول لا ندري، أهو كما قالوا أم ليس كذلك؟

ولا يأمن في مذهبه أن يكون أحد الفريقين أصابوا الحق والسنة، فسماهم مبتدعة.

ولا يأمن في دعواه أن يكون الحق باطلا والسنة بدعة!

هذا ضلال بين وجهل غير صغير."

قال الشيخ عادل آل حمدان جزاه الله خير الجزاء (حاشية ص٤٠٣ - ٤٠٤):

"هذا تأصيل نفيس في خطورة الاستعجال في اتهام الأشخاص بالبدعة قبل التثبت والتبين من حاله ومن مقاله،

وقد أمر الله عز وجل بذلك بقوله: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)

وقد توسع أناس من أهل عصرنا في رمي من عرف بالسنة والاعتقاد الصحيح بالبدعة والهوى بمجرد عدم موافقتهم في حب بعض الأشخاص أو بغضهم، وهم بذلك قد وقعوا في البدعة إذ أنهم نصبوا أشخاصا يوالون فيهم ويعادون.

قال ابن تيمية رحمه الله في درء التعارض (١ / ٢٧٢): ثبت في الصحيح «أن النبي ﷺ كان يقول في خطبته إن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة» فدين المسلمين مبني على اتباع كتاب الله وسنة رسوله وما اتفقت عليه الأمة فهذه الثلاثة هي أصول معصومة، وما تنازعت فيه الأمة ردوه إلى الله والرسول ﷺ، وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصًا يدعو إلى طريقته، ويوالي عليها ويعادي غير النبي ﷺ وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصًا أو كلامًا يفرقون به بين الأمة، يوالون علي ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون. ا.ه"

انظر:

اتفاق أهل الإيمان على رد الاحتقان

[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5244]

تعدد الشيوخ ووحدة المنهج علامة أهل الحديث

[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4714]

ترد زلة العالم السني ويحفظ له قدره

[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5340]

مسألة العاذر في الدرر السنية ونقل الشيخ سعد بن حمد بن عتيق اتفاق أئمة الدعوة على الحكم بإسلامه وثبوت حقوق الإسلام له

[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5382]

.
معادلة أهل البدع وأصحاب الكبائر بين أئمة السنة ومن خالفهم...

وأصل ذلك أن البدعة: هي إحداث في دين الله بتأويل فاسد يتعبد لله عز وجل به؛ فصاحب البدعة قد نسبها للدين ودعا إليها وحكم على من يخالفه فيها بالضلالة.

وأما الكبائر وسائر الذنوب: فصاحبها يأتيها وهو مقر بذنبه، ولا يكون قد وقر في قلبه من الإيمان بالله ما يدفعه عن الوقوع في الذنوب، مع أن معه أصل الإيمان الذي يجعله في جملة الناجين.

والبدعة قد تصحبها في الأصل شهوة خفية، كما أن تراكم سواد الذنوب على القلب مهلكة له، ولا يأمن صاحبه أن يسلب الإيمان كله إذا وكله الله عز وجل إلى نفسه.

وأئمة السنة رحمهم الله لما نظروا إلى هذين المعنيين، رأوا أن صاحب البدعة شر من صاحب المعصية، وأنه لا يعذر بتأويله، بل يبدّع تارة ويكفّر تارة بحسب ما وقع فيه.

فمن ذلك قول الإمام سفيان الثوري: «البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها».

وقال الإمام الشافعي رحمه الله فيما نقله ابن المنذر في الإشراف (8 / 74): "لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك خير له من أن يلقاه بشيء من الأهواء."

وقال الإمام أحمد رحمه الله: " قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة. وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة، فسّاق أهل السنة أولياء الله. وزهاد أهل البدعة أعداء الله."

وروى أبو بكر الخطيب في تاريخه بإسناده عن عن خويل ختن شعبة بن الحجاج قال: "كنت عند يونس بن عبيد، فجاء رجل فقال يا أبا عبد الله، تنهانا عن مجالسة عمرو بن عبيد؟ وقد دخل عليه ابنك قبل، فقال: ابني؟ قال نعم، فتغيظ يونس، فلم أبرح حتى جاء ابنه، فقال: يا بني قد عرفت رأيي في عمرو ثم تدخل عليه؟
فجعل يعتذر قال: كان معي فلان
فقال يونس: أنهاك عن الزنا، والسرقة، وشرب الخمر، فلأن تلقي الله بهن أحب من أن تلقاه برأي عمرو وأصحابه." واستفدت النقل من بعض حواشي الشيخ عادل آل حمدان جزاه الله خير الجزاء

وذكر الثعلبي عن مالك بن مغول رحمه الله: "الكبائر: ذنوب أهل البدع، والسيئات: ذنوب أهل السنة."

قال ابن القيم رحمه الله: "يريد أنَّ البدعةَ من الكبائر، وأنّها أكبرُ من كبائر أهل السُّنَّة، فكبائرُ أهل السُّنَّة صغائرُ بالنِّسبة إلى البدع."

وقال الإمام البربهاري رحمه الله في شرح السنة فيما نقله عنه الشمس ابن مفلح في الفروع: "وإذا رأيت الرجل رديء الطريق والمذهب، فاسقا فاجرا صاحب معاص، ظالما، وهو من أهل السنة فاصحبه واجلس معه، فإنك ليس تضرك معصيته وإذا رأيت عابدا مجتهدا متقشفا، صاحب هوى، فلا تجلس معه، ولا تسمع كلامه، ولا تمش معه في طريق، فإني لا آمن أن تستحلي طريقته فتهلك معه."

قال شيخ الإٍسلام ابن تيمية رحمه الله مفسرا مراد أئمة السنة: "ومعنى قولهم إن البدعة لا يتاب منها: أن المبتدع الذي يتخذ دينا لم يشرعه الله ولا رسوله قد زين له سوء عمله فرآه حسنا فهو لا يتوب ما دام يراه حسنا لأن أول التوبة العلم بأن فعله سيئ ليتوب منه. أو بأنه ترك حسنا مأمورا به أمر إيجاب أو استحباب ليتوب ويفعله. فما دام يرى فعله حسنا وهو سيئ في نفس الأمر فإنه لا يتوب. ولكن التوبة منه ممكنة وواقعة بأن يهديه الله ويرشده حتى يتبين له الحق ......"

قلت: إذا تبين لك أن هذا كلام الأئمة المجتهدين، فلا عبرة بخلاف من خالفهم من بعض أصحاب الأئمة، وقد أنكر أهل مذهبه قوله عليه:

قال ابن سهل في ديوانه: "وقول ابن عتاب في جوابه: قد قال: كبير من أصحاب مالك: قد يكون في غير أهل الأهواء ومن هو أشد من أهل الأهواء. هو قول ابن القاسم في تفسير ابن مزين، حكماه عنه عيسى بن دينار وقال به، وقال يحيى بن إبراهيم بن مزين: في تفسير هذا – يريد ابن القاسم – أعذر ممن ركب شيئا بعد معرفته وتفحمه وجرأته على ذلك فصاروا شرا من أهل الأهواء.

قال ابن سهل: وفي هذا التأويل عذر لأهل البدع في تحريفهم لكتاب الله عز وجل ومفارقتهم للسنة والجماعة بتأويلهم، ولا خلاف أنهم غير معذورين في مخالفة سبيل المؤمنين.

وقد قال أبو الحسن علي بن محمد بن القابسي في كلام ابن مزين: ما أدري ما تفسير ابن مزين هذا، وإنما أراد ابن القاسم أن في غير أهل الأهواء من هو شر من أهل الأهواء وهم الذين يتدينون بالسنة وتكون منهم جهالات من وراء نسك فهم يغرون به من يسقطونه في جهالتهم، وأهل الأهواء الناس لهم منافرون، هذا وجه قوله عندي، والله ولي التوفيق.

وكيف يقال لمن يخطئ وجه الصواب في الاعتقادات: أنت أعذر ممن سلم له اعتقاده من الخطأ وزل بالجهالة فيما دون الاعتقادات وأتى ذلك تقحما؟ هذا بعيد والله أعلم.

هذا كله من كلام أبي الحسن، وهو صحيح حسن، وبالله التوفيق." والنقل مستفاد من أحد الإخوة جزاه الله خيرا

وقد قال ابن أبي زيد رحمه الله قبل: "ومن قول أهل السنة: إنه لا يعذر من [أداه] اجتهاده إلى بدعة؛ لأن الخوارج اجتهدوا في التأويل فلم [يُعذروا] إذ خرجوا بتأويلهم عن الصحابة، فسماهم عليه السلام مارقين من الدين، وجعل المجتهد في الأحكام مأجورًا وإن أخطأ."

===
===

فتدبر رحمك الله قول هذا الإمام واقرأ كلام شيخ الإسلام وهو كالشرح لكلام ابن أبي زيد:

".....أصحاب الأهواء، فإنهم ﴿إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس﴾ ويجزمون بما يقولونه بالظن والهوى جزما لا يقبل النقيض، مع عدم العلم بجزمه، فيعتقدون ما لم يؤمروا باعتقاده، لا باطنا ولا ظاهرا، ويقصدون ما لم يؤمروا بقصده، ويجتهدون اجتهادا لم يؤمروا به، فلم يصدر عنهم من الاجتهاد والقصد ما يقتضي مغفرة ما لم يعلموه، فكانوا ظالمين، شبيها بالمغضوب عليهم، أو جاهلين، شبيها بالضالين."

وإياك أن تفهم مما أوردته في هذا المقال استسهال الوقوع في الكبائر!

فإن هذه من شر حيل الشياطين، كما قال ابن القيم رحمه الله في المعالم:

"فإن أعجزتهم هذه الحيلة ومن الله سبحانه على العبد بتحكيم السنة ومعرفتها والتمييز بينها وبين البدعة ألقوه في الكبائر، وزينوا له فعلها بكل طريق، وقالوا له: أنت على السنة، وفساق أهل السنة أولياء الله، وعباد أهل البدعة أعداء الله، وقبور فساق أهل السنة روضة من رياض الجنة، وقبور عباد أهل البدع حفرة من حفر النار، والتمسك بالسنة يكفر الكبائر، كما أن مخالفة السنة تحبط الحسنات، وأهل السنة إن قعدت بهم أعمالهم قامت بهم عقائدهم، وأهل البدع إذا قامت بهم أعمالهم قعدت بهم عقائدهم، وأهل السنة هم الذين أحسنوا الظن بربهم إذ وصفوه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله ووصفوه بكل كمال وجلال ونزهوه عن كل نقص، والله تعالى عند ظن عبده به، وأهل البدع هم الذين يظنون بربهم ظن السوء؛ إذ يعطلونه عن صفات كماله وينزهونه عنها، وإذا عطلوه عنها لزم اتصافه بأضدادها ضرورة؛ ولهذا قال الله تعالى في حق من أنكر صفة واحدة من صفاته وهي صفة العلم ببعض الجزئيات: ﴿وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين﴾، وأخبر عن الظانين بالله ظن السوء أن ﴿عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا﴾

فلم يتواعد بالعقاب أحدا أعظم ممن ظن به ظن السوء، وأنت لا تظن به ظن السوء، فما لك وللعقاب؟ وأمثال هذا من الحق الذي يجعلونه وصلة لهم، وحيلة إلى استهانته بالكبائر، وأخذه الأمن لنفسه.

وهذه حيلة لا ينجو منها إلا الراسخ في العلم، العارف بأسماء الله وصفاته، فإنه كلما كان بالله أعرف كان له أشد خشية، وكلما كان به أجهل كان أشد غرورا به وأقل خشية."

قلت: ولم ينكر ابن القيم رحمه الله ما ورد عن أئمة السنة في مفاضلة الكبائر والبدع، وإنما أنكر الاحتجاج بها على التساهل في الكبائر، وقد أنكر الله عز وجل على المشركين الاحتجاج بالقدر على المعاصي في غير موضع، ولم يكن ذلك مستلزما لإنكار القدر بل نفى سبحانه وتعالى ذلك في آخر الآية بقوله: "فلو شاء لهداكم أجمعين".

تنبيه: وهذا نقل آخر في المسألة أنسيته، قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كما في الدرر (٩ / ٤٣١):

"غلظ البدعة في الدين، في نفسها، فهي عندهم [= السلف] أجل من الكبائر، ويعاملون أهلها بأغلظ مما يعاملون به أهل الكبائر، كما تجد قلوب الناس اليوم أن الرافضي عندهم، ولو كان عالما عابدا، أبغض وأشد ذنبا من السني المجاهر بالكبائر."

فتأمله وبالله التوفيق وعليه التكلان، والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم.

.
هل تؤمن حقا بأن خير الناس الذي خصوا بالخير كله هم الأنبياء وأتباعهم؟

لا أزعم أنك لا تقوله بلسانك

ولكن أين دلائل تصديق ذلك في أحوالك؟

فإننا نرى أهل الدنيا إذا ولهوا بحبيب أو معظم من العلماء أو الساسة أو أهل اللهو؛ فإنهم يتتبعون أحوالهم وتجد واحدهم يحفظ أقوال معظمه وأفعاله

فإن كان حال هؤلاء كذلك مع من ذكرنا، فأين أنت مما ينبغي أن يكون لك من تتبع سير الأنبياء وطريقتهم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعلم الموروث المبثوث في المجلدات الطوال عن الصحابة والتابعين وأتباعهم في بيان ذلك؟

وهل لهجك بذكر المتأخرين أنساك علوم السابقين؟

ومن أصدق علامات المحبة، اللهج بذكر المحبوب؛ ذكر اللسان وذكر القلب، والغضب مما يغضبه ويؤذيه.

فهل تغضب إذا انتقص من الصحابة الكرام أو أئمة السلف الصالح كما تغضب للانتقاص من مشايخك أو غيرهم من المتأخرين أهل الألقاب المعظمة؟

وهل تسعى في نشر ذكرهم وإحياء مآثرهم؟

بل هل تتصور وجودهم أصلا وتتخيل أشكالهم -مما وصف في كتب السير- وبيوتهم وعيشهم أم أنك تقرأ وتسمع وليس في قرارة نفسك تصور شيء منه وقدره حق قدره.

"قيل لابن المبارك: إذا صليت معنا لم تجلس معنا؟ قال: أذهب أجلس مع الصحابة والتابعين. قلنا له: ومن أين الصحابة والتابعون؟ قال: أذهب أنظر في علمي فأدرك آثارهم وأعمالهم، ما أصنع معكم؟ أنتم تغتابون الناس، فإذا كانت سنة مائتين فالبعد من كثير من الناس أقرب إلى الله، وفر من الناس كفرارك من أسد، وتمسك بدينك يسلم لك."

رحمة الله عليه يقولها في رأس المئة الثانية والعلم مبثوث والسنة ظاهرة، فكيف بمن أدرك المئة الخامسة عشرة!

ويعجبني قول القائل في فضل الصحابة رضي الله عنهم وأنقله بالمعنى: إن الأعرابي الذي بال في المسجد خير من كل من جاء بعده من المتأخرين!

اللهم غفرا.

.
===

الخيل البلق وكرامات الجهمية....

قال ابن أبي حاتم في آداب الشافعي ومناقبه:

"ثنا أبي، قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى رحمه الله، قال: قلت للشافعي: تروي يا أبا عبد الله ما كان يقول فيه صاحبنا؟

أريد الليث أو غيره، كان يقول: لو رأيته يمشي على الماء، يعني: صاحب الكلام لا تثق به أو لا تغتر به، ولا تكلمه».

قال الشافعي: فإنه والله قد قصر إن رأيته يمشي في الهواء، فلا تركن إليه.

قال أبو محمد: إني قد سمعته من يونس، ولم أجده مكتوبا عندي، فأنا أرويه عن أبي، إلى أن أقع عليه في كتابي.."

قلت: وهذا أصل عظيم غفل عنه عامة الناس في زماننا فهلكوا وأهلكوا؛ فإن الإمام الشافعي رحمه الله لما عرف قدر الاعتقاد وعظم مصيبة المبتدع في دينه حذر من الاغترار بما قد يظهر للدهماء من أحوال يظنونها كرامات ودلائل على استقامة حال المبتدع، فالعقيدة السليمة واجتناب الخصومة في الدين أول ما يقيم الإنسان ويرفع قدره أو يخسف به.

ولقد رأيت كثيرا من الناس ينشر بعض الأحوال التي وقعت للصوفية في زماننا، ومن ذلك ما وقع لرجل من الجهمية الحنفية يدعى أسرار راشد لما شرب السم فلم يضره بحضرة النصارى، واعتقاد أسرار راشد في الله عز وجل وأسمائه وصفاته يضاهي اعتقاد النصارى بل هو شر منه في وجوه كثيرة

قال عبدالله بن أحمد في كتاب السنة: حدَّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثني علي بن الحسن بن شقيق ، قال : سمعتُ عبدَ الله بنَ المبارك يقول : إنَّا نستجِيزُ أن نحكيَ كلامَ اليهود والنَّصارى ، ولا نَستجيزُ أن نحكي كلامَ الجهمية!

وقال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد: وقال سعيد بن عامر: " الجهمية أشر قولا من اليهود والنصارى، قد اجتمعت اليهود والنصارى، وأهل الأديان أن الله تبارك وتعالى على العرش، وقالوا هم: ليس على العرش شيء"

قلت: وسر المسألة أن تتدبر حكمة الله عز وجل ورحمته؛ فإنه سبحانه يؤيد الدين بالرجل الفاجر، وقد يظهر أحوال هؤلاء على الكفار الأصليين فيكون ظهورهم كظهور الخيل البلق على الخيل السود.

وقد ذكر هذا المعنى شيخ الإسلام ابن تيمية في كلامه مع بعض مشايخ الرفاعية:

"حتى قال لي شيخ منهم في مجلس عام فيه جماعة كثيرة ببعض البساتين لما عارضتهم بأني أدخل معكم النار بعد أن نغتسل بما يذهب الحيلة ومن احترق كان مغلوبا فلما رأوا الصدق أمسكوا عن ذلك.

وحكى ذلك الشيخ أنه كان مرة عند بعض أمراء التتر بالمشرق وكان له صنم يعبده قال: فقال لي: هذا الصنم يأكل من هذا الطعام كل يوم ويبقى أثر الأكل في الطعام بينا يرى فيه فأنكرت ذلك فقال لي إن كان يأكل أنت تموت؟ فقلت نعم قال فأقمت عنده إلى نصف النهار ولم يظهر في الطعام أثر فاستعظم ذلك التتري وأقسم بأيمان مغلظة أنه كل يوم يرى فيه أثر الأكل لكن اليوم بحضورك لم يظهر ذلك.

فقلت لهذا الشيخ: أنا أبين لك سبب ذلك. ذلك التتري كافر مشرك ولصنمه شيطان يغويه بما يظهره من الأثر في الطعام وأنت كان معك من نور الإسلام وتأييد الله تعالى ما أوجب انصراف الشيطان عن أن يفعل ذلك بحضورك وأنت وأمثالك بالنسبة إلى أهل الإسلام الخالص كالتتري بالنسبة إلى أمثالك فالتتري وأمثاله سود وأهل الإسلام المحض بيض وأنتم بلق فيكم سواد وبياض. فأعجب هذا المثل من كان حاضرا".

فرحمة الله على الشيخ ما أحسن احتجاجه وما أدق فهمه وما أوسع علمه.

واقرأ للفائدة: مسألة في الأحوال وفيه فوائد وإحالات في مسائل الكرامات:

[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5317]

.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:

واعلم أنه لا يتم التقرب إلى الله تعالى بترك هذه الشهوات المباحة في غير حالة الصيام إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرم الله في كل حال من الكذب والظلم والعدوان على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم،

ولهذا قال النبي ﷺ: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» خرجه البخاري

وفي حديث آخر: «ليس الصيام من الطعام والشراب إنما الصيام من اللغو والرفث» وقال الحافظ أبو موسى المديني: على شرط مسلم

قال بعض السلف: أهون الصيام ترك الشراب والطعام

وقال جابر: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.

إذا لم يكن في السمع مني تصاون ... وفي بصري غض وفي منطقي صمت

فحظي إذا من صومي الجوع والظمأ ... فإن قلت إني صمت يومي صمت

وقال النبي ﷺ: «رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر»

وسر هذا: أن التقرب إلى الله تعالى بترك المباحات لا يكمل إلا بعد التقرب إليه بترك المحرمات فمن ارتكب المحرمات ثم تقرب إلى الله تعالى بترك المباحات كان بمثابة من يترك الفرائض ويتقرب بالنوافل وإن كان صومه مجزئا عند الجمهور بحيث لا يؤمر بإعادته لأن العمل إنما يبطل بارتكاب ما نهي عنه فيه لخصوصه دون ارتكاب ما نهي عنه لغير معنى يختص به هذا هو قول جمهور العلماء.

وفي مسند الإمام أحمد أن امرأتين صامتا في عهد النبي ﷺ فكادتا أن تموتا من العطش فذكر ذلك للنبي ﷺ فأعرض ثم ذكرتا له فدعاهما فأمرهما أن تتقيآ فقاءتا ملء قدح قيحا ودما وصديدا ولحما عبيطا فقال النبي ﷺ: «إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان في لحوم الناس»

ولهذا المعنى والله أعلم ورد في القرآن بعد ذكر تحريم الطعام والشراب على الصائم بالنهار ذكر تحريم أكل أموال الناس بالباطل فإن تحريم هذا عام في كل زمان ومكان بخلاف الطعام والشراب فكان إشارة إلى أن من امتثل أمر الله في اجتناب الطعام والشراب في نهار صومه فليمتثل أمره في اجتناب أكل الأموال بالباطل فإنه محرم بكل حال لا يباح في وقت من الأوقات.

- لطائف المعارف (١٥٥ - ١٥٦)

أعاننا الله وإياكم على أبواب الطاعات الدائمة وترك المعاصي والانقلاع عنها والتوبة التامة وتقبل الله عز وجل منا ومنكم صالح العمل.

.
قال الشيخ عبدالعزيز الطريفي:

"فقد كان في الأشاعرة من رجع عن كثير مما كان عليه من الخطأ .... وهذا قليل في الماتريدية، وقد رأيت منهم في الهند تمسكا وضنة بالخطأ، كما لو كانوا على حق، وهم لا يسترسلون في مناظرة ولا محاجة؛ خشية الانقطاع، وكثير من أهل الهند أهل تمسك بما هم عليه؛ حتى الهندوس، فهم أشد تعصبا من اليهود والنصارى، مع أن الهندوسية أشد بطلانا وضلالا.

ولذلك فمثلهم يحتاج إلى التأليف أكثر من المقارعة والمناظرة؛ لأنهم بالتأليف يقبلون، وبالمقارعة يعاندون.

وفي الهند علماء كبار قليلون، ونبلاء قل من يشابههم في أهل المغرب."

- الخراسانية ص٣٠١

انظر: تعصب أهل الرأي انحرافات فردية أم ظاهرة منهجية

[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4571]

.
الحمد لله،

وبعد،

فقد أعانني الله عز وجل على إتمام (الدرر السنية في الأجوبة النجدية) فله الحمد والمنة سبحانه

وهذا الكتاب لعله من أحسن ما صنفه المتأخرون فهو جامع لفتاوي ورسائل أئمة الدعوة النجدية مبيّن لعلومهم الغزيرة وحكمتهم وبصيرتهم.

وحق هذا الكتاب أن يطبع طبعة جديدة فيزاد فيه ما ظهر من المخطوطات وتصحح بعض التصحيفات.

ومن أعجب العجب، إعراض أكثر الناس اليوم عن النظر في الدرر السنية فلا تكاد تجد فتيا منقولة عن الدرر ولا عن أئمة الدعوة مع قرب العهد والتزامهم جادة فقهاء الحديث وعنايتهم بمذهب الإمام أحمد رحمه الله وكتب المحققين من أصحابه وفيهم من محققي المذهب ما هو معلوم.

ولهم من الكلام على النوازل العصرية والمحدثات الغربية ما تقر به أعين المؤمنين، ولهم من حسن السياسة والتدبير والنصح ما تراه مبثوثا في كل رسالة كتبوها.

وأنفع الرسائل حسبما رأيت:

رسائل الإمام محمد بن عبدالوهاب
ورسائل ولده الشيخ عبدالله
ورسائل الشيخين سليمان بن عبدالله وعبدالرحمن بن حسن
ورسائل الشيخ عبدالله أبابطين
ورسائل الشيخ حمد بن عتيق

رحمهم الله ورحم أئمة الدعوة أجمعين

وأزعم أن كل ناظر في هذا الكتاب ينتفع بحسب علمه، ولن يعدم طالب الخير فائدة من أي مجلد يقرأه، وإنما البلاء حقا أن يستقل امرؤ بفهم نص أشكل عليه ظاهره، وفي كلامهم المحكم البين ما يفسر ذلك المجمل ويبينه، والمعصوم من عصمه الله عز وجل.

وتأمل قرب لغة المصنفين من لغة السلف الصالح والتابعين لهم بإحسان، وبعدهم عن التنطع المحدث الذي تجده في تصانيف أهل الكلام ومتفقهة المتأخرين تزداد بذلك حبا لهم ومعرفة بقدرهم.

ولقد أشار علي الشيخ أبو جعفر الخليفي حفظه الله أن أجمع ما وقفت عليه من الفوائد، فجمعت بعض ما اقتنصته في هذه السلسلة، وأفردت بعض الفوائد في مقالات تجدها في هذه القناة، وضمنت بعضها في مقالات أخرى، وأسأل الله عز وجل أن يعينني على نشر كل ما قيدت.

فدونك الفوائد المنتقاة من: الدرر السنية في الأجوبة النجدية، غضة طرية، فانشر منها ما استطعت، لعل الله عز وجل يكتب لي ولك الأجر والثواب

والحمد لله وحده.

https://twitter.com/Ibntaymiyyah728/status/1592204665575608323?t=At38ga1CDNO9cw6X-9Vu_A&s=19

.
*(تنبيه): بخصوص ما جرى من تصوير كتاب «الرد» و«النقض» ونشره في (النت)
طِباعة الكُتب وتوزيعها أمرٌ مُكلِفٌ جدًّا كما لا يخفى على مَن خاض تجربتها ...
ونحن - طلبة العلم - غالبًا لا نستطيع تحمَّل هذه التكاليف، وقد تحمَّلتها عنَّا مشكورة (دور النشر)، مع ما يُعانيه سوق الكُتب هذه الأزمان مِن الكسادِ، وعزوف كثير مِن الناس عن العلمِ وشراءِ الكُتب، ممَّا اضطر كثيرًا مِن أصحاب المكتبات إلى إغلاق مكتباتهم، وترك هذا المجال!
وإن مِن أكبر ما يُضرُّ بطباعة الكتبِ ونشرها في المُستقبل، ورُبَّما يؤدِّي إلى عزوف كثير مِن دور النشر عن ذلك: المُسارعة إلى تصويرِ الكُتب لا سيما الجديدة منها، ونشرها عبر (النت)، بما لا يسمح لدار النشر باستيفاء ما بذلته مِن تكاليف الإخراج، والطباعة، والتوزيع وما إليه، في سبيل توفير هذه الكتبِ الورقية التي لا غنى عنها، ولولا أن يَسَّر الله وجودها لَمَا وُجِد الكتاب المُصوَّر.
فوجب التنبيه إلى مُراعاة هذا الأمر؛ لأن عَدم المُبالاة به يؤدِّي إلى الإضرارِ بالكتابِ الورقي الذي لا يزال له قدره المعلوم، ويؤدِّي أيضًا إلى الإضرار بِدُور نشر الكتب.
ونشرُ العلم والخير في الناسِ لا يكون بأذيَّة الآخرين، ولا بإيقاعِ الضررِ بهم، فإن النبي  قال: «لا ضررَ ولا ضِرارَ». وقال  لمن أراد التقدَّم إلى الصفوف الأولى يوم الجمعة، وقد آذى بعض المُصلِّين بتخطِّي رقابهم: «اجلس فقد آذيت». ورُبُّنا تعالى يقول في كتابه: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) [الأحزاب:58].
ثم يجدرُ التنبيه هنا إلى محذورٍ نتخوَّف وقوعه مِن جرَّاءِ المسارعة إلى تصوير الكتب لا سيما حديثة الطباعة، وهو أنه ربُّما جَرَّ هذا الأمر بعد سنوات إلى تَعسُّر وجود دور النشر والطباعة، فيبحثُ طُلاب العلم والمُحقِّقون لكتب التراث عن دورٍ تطبع نتاجهم العلمي مِن التأليفات والتحقيقات فلا يجدون ! كما أصبحنا الآن لا نجدُ في كثيرٍ مِن البُلدان والمُدن مِن يبيع هذه الكتب، وإن وجدت فبأغلى الأسعار. والله المُستعان.
وهنا أنشد الحريصين على نفعِ الآخرين مِن خلالِ تصوير الكُتب ونشرها في (النت)، أن يُعطوا فُرصةً ومُهلة للدار الناشرة لتمكينها مِن استيفاء حقوقها، واسترداد التكاليف، وتجنيبها الضرر الذي سُيؤدِّي بلا شَكٍّ إلى الإضرار بعدُ بهؤلاء الحريصين وبطلبة العلم الذين ينتفعون بالكُتبِ المُصوَّرة، وقد قال : «لا يؤمنُ أحدُكُم حتى يُحِبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لنفسِهِ». وبايع النبيُّ  تميمًا الداري  على النصحِ لكلِّ مسلمٍ. وقال : «مَن أحبَّ منكم أن يُزَحزَحَ عنِ النارِ، ويَدخُلَ الجنةَ؛ فلتَأتِهِ منيتُه وهو يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخرِ، وليأتِ إلى الناسِ الذي يُحِبُّ أن يُؤتَى إليه».

ونسأله سبحانه أن يجعلنا مفاتيح للخير، مغاليق للشرِّ ، وأن لا يجعل الحقَّ علينا مُلتبسًا فنظلّ.
كتبه: أبو عبد الله عادل بن عبد الله آل حمدان (1445هـ)
مجالس رمضان ~ رحمة الله كما فهمها الصالحون / ضيف المجلس: الشيخ أبو جعفر الخليفي
https://www.youtube.com/watch?v=2_pL3i1LodY
Forwarded from أبو عيد
أسئلة وأجوبة مختصرة متعلقة بزكاة الفطر

س١/ مما تُخرج زكاة الفطر؟

الجواب:
من قوت البلد، وليس مختصا بالأصناف المذكورة، دل على ذلك لفظ أبي سعيد الخدري (كنا نخرِج في عهد رسول اللهﷺ يوم الفطر صاعًا من طعام)
قال أبو سعيد: وكان طعامنا من الشعير، والزبيب، والأقط، والتمر.

فدل على أن المعتبر هو القوت وإنما ذكرت بعض الأفراد تنصيصا وذِكرا لا تخصيصا وحصرا.



س٢/ هل يجوز إخراج قيمتها نقودا؟

الجواب: لا، لا يجوز، دل على هذا أدلة، أهمها:

أ- خلاف ظاهر المنصوص النبوي

ب- ذكر النبيﷺ أصنافا مختلفة في القيمة، وكلها تجزي، وهذا واضح في أن الثمن غير معتبر، ولو اعتبر لما ذُكرت أصنافٌ مختلفة قيمتها وكلها مجزي.
ذكر هذا الدليل الخطابي في المعالم ولفظه (وفي الحديث دليل على أن إخراج القيمة لا يجوز وذلك لأنه ذكر أشياء مختلفة القيم فدل أن المراد بها الأعيان لا قيمتها).

ج- هذا عمل الصحابة الظاهر، والمروي في إخراج قيمتها غير محفوظ، ولو كان فيه سعة لكان ظاهرا.

والعلل المذكورة في إجزاء زكاة المال موجودة من وقت الصحابة ولم يُعمل بها، وهذا لمن تأمل مسقط للتعليل لأنه معارَض بإجماع تَرْكي.



س٣/ يُنسب القول بإجزاء زكاة الفطر نقدا للصحابة لقول أبي إسحاق السبيعي الذي رواه ابن أبي شيبة وغيره من طريق زهير عن أبي إسحاق قال:
(أدركتهم وهم يعطون في صدقة رمضان الدراهم بقيمة الطعام). فهل يصح؟

الجواب:
لا يصح، فالراوي عنه وإن كان ثقةً فقد روى عن أبي إسحاق بعد الاختلاط، وخبر المختلط مردود عند أهل العلم.

قال الإمام الترمذي في جامعه
(وزهير في أبي إسحاق، ليس بذاك؛ لأن سماعه منه بأخرة.
وسمعت أحمد بن الحسن يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إذا سمعت الحديث عن زائدة، وزهير فلا تبالي أن لا تسمعه من غيرهما، إلا حديث أبي إسحاق).

وقال أبو زرعة الرازي عن زهير (ثقة إلا أنه سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط).



س٤/ بعضهم يقول (المال أنفع للفقير)

الجواب:
نحن نعبد الله بما شرع،
الذي أوحى لنبيه أن زكاة الفطر أقواتا هو الذي قال (ءَأَنتُمۡ أَعۡلَمُ أَمِ ٱللهُۗ)
وهذا الاعتراض اعتراض على النبي وأصحابه لأنه لم يحفظ عن النبي إخراجها نقودا ولا عن أصحابه (في ظل وجود النقود في تلك العصور)، فلماذا لم يفعل النبي وأصحابه ما هو أنفع للفقراء؟

ثم معارضة النصوص بالمعاني المناسبة هو معارضة للشرع بالعقل، وهو على التحقيق معارضة علم الله وحكمته بعلم الفقيه ونظرته الإصلاحية للمجتمع!
لا أتهم كل القائلين بذلك القول بهذا،

ولكن هذا ظاهر من بعض حجج من ينتحل هذا القول عند التأمل.

س٥/ أليست قاعدة مراعاة الخلاف تقتضي القول بإجزاء إخراج زكاة الفطر نقدا؟

الجواب:
مراعاة الخلاف والخروج منه -على تفريق دقيق عند بعض العلماء بينها- مستحبة إجماعا لقول النبيﷺ دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
وحكى الإجماع على استحباب الخروج من الخلاف غير واحد من العلماء ومنهم الإمام ابن قاسم في الإحكام شرح أصول الأحكام
ولفظه (فإن الخروج من الخلاف مستحب بلا خلاف).

ولكن عند التدقيق ليست هذه المسألة مما تعمل فيه هذه القاعدة، لأن قول الحنفية ونن وافقهم حاصله القول بإجزاء من أخرج الزكاة نقدا مع القول بإجزاء من أخرجها قوتا.

والجمهور قولهم عدم الإجزاء لمن أخرجها نقدا
فقولك: بإجزاء الزكاة نقدا هو تحول عن قولك ومذهبك لا مراعاة لقول المخالف!

ومن صنف في القواعد الفقهية ذكر أن مثل هذه المواضع ليست مجالات إعمال القواعد هذه
فقد قال الزركشي في المنثور (وإمكان الجمع بين المذاهب شرط لمراعاة الخلاف، فإن تعذر فلا يُترك الراجح عند معتقِده وهو محرم قطعا) بمعناه.

فالمذاهب هي:
أ- مذهب جمهور أهل الحديث وهو القول بأن زكاة الفطر نقدا غير مجزئة

ب- مذهب بعض الفقهاء وهو القول بأنها مجزئة

فمن قال بالمذهب الأول لا يمكنه القول بإجزاء الزكاة نقدا إلا لو ترك مذهبه وقوله
فالجمع متعذر.

وكذلك من شروط مراعاة الخلاف المنصوص عليها عدم ترك مذهبك
قال في شرح المنهج المنتخب (ولا يمكن الإنسان ترك مذهبه لمراعاة مذهب غيره، فشرط مراعاة الخلاف عند القائل به أن لا يترك المذهب بالكلية) بيسير تصرف.

وارجع وفقك الله لرسالة
الشيخ صالح سندي وفقه الله مراعاة الخلاف لمزيد بيان في مسألة مراعاة الخلاف.


والذي ينبغي أن يكون هو دعوة القائلين بإجزائها نقدا إلى المجمع عليه وهو خروجا من الخلاف! لأنه يمكن الجمع فإخراجها قوتا مجزٍ عند الكل.
[ بعض فتاوى العلماء في الرافضة الاثنا عشرية ]

وقال أيضا الشيخ محمد بن عبد اللطيف، والشيخ سعد بن حمد بن عتيق والشيخ سليمان بن سحمان، والشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري، والشيخ عمر بن سليم، والشيخ صالح بن عبد العزيز، والشيخ عبد الله بن حسن، والشيخ عبد العزيز، والشيخ عمر، ابنا الشيخ عبد اللطيف، والشيخ محمد بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله، وعبد الله بن حسن بن إبراهيم، ومحمد بن عثمان، وعبد العزيز الشثري، وفقهم الله تعالى:

أما الرافضة: فأفتينا الإمام [= عبدالعزيز]، أن يلزموا بالبيعة على الإسلام، ويمنعهم من إظهار شعائر دينهم الباطل.

وعلى الإمام أيده الله أن يأمر نائبه على الأحساء، يحضرهم عند الشيخ ابن بشر، ويبايعونه على دين الله ورسوله، وترك الشرك، من دعاء الصالحين من أهل البيت، وغيرهم، وعلى ترك سائر البدع، من اجتماعهم على مآتمهم وغيرها، مما يقيمون به شعائر مذهبهم الباطل، ويمنعون من زيارة المشاهد.

وكذلك يلزمون بالاجتماع للصلوات الخمس، هم وغيرهم في المساجد ويرتب فيهم أئمة ومؤذنين، ونوابا من أهل السنة، ويلزمون تعلم ثلاثة الأصول؛

وكذلك إن كان لهم محال بنيت لإقامة البدع فيها، فتهدم، ويمنعون من إقامة البدع في المساجد وغيرها؛ ومن أبى قبول ما ذكر فينفى عن بلاد المسلمين.

- الدرر السنية في الأجوبة النجدية (٩ / ٣١٦ - ٣١٧)

----

وسئل الشيخ محمد بن إبراهيم: عن أكل ذبائح بحارنة القطيف؟ فأجاب: «يخسون».

- فتاواه ورسائله (١٢ / ٢٠٧)

وسئل (١٢ / ٢٠٧ - ٢٠٨) عن ذبائح الزيدية فأجاب:

"فمن كانت بدعته تصل إلى حد التكفير لم تحل ذبيحته، ومن لم يصل إلى هذا الحد فلا يحكم بتحريم ذبيحته؛ غير أنه مما ينبغي للمسلم الناصح نفسه ترك المشبهات «ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه» والله أعلم. والسلام عليكم".

----

قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز: ذبائح الرافضة لا توكل؛ لأنهم وثنيون.

- مسائل ابن مانع ص٢١٣

.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

وبلغنا وإياكم رمضان القابل على سنة وطاعة

وكل عام وأنتم بخير

نسأل الله الفرج والنصر والتمكين لإخواننا في غزة وسائر البلدان

.
الرد_على_الجهمية_ط_الاسلامية_1_175_240.pdf
1.7 MB
بسم الله

هذه ثلاثة فصول نافعة جليلة فيها فوائد منهجية عظيمة بقلم الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله

وهو من الآخذين عن الإمام يحيى بن معين، ومن طبقة أصحاب الإمام أحمد

فهو أصدق معبر عن لسان السلف

ولو تدبر أهل زماننا ما في هذه الفصول لأراحوا واستراحوا

ولكن تشاغلوا بكتب الجهمية والمحدَثين من الكتاب عن كتب الأوائل

فاقرأها بتدبر طالبا للحق

وقارن ما فيها بأحوال أهل زماننا وطريقتهم بين الإفراط والتفريط

والله المستعان

.
2024/10/07 05:17:53
Back to Top
HTML Embed Code: