tgoop.com/ibnul_qoyyim/1599
Last Update:
شَرَفُ وخَطرُ جَارحةِ الّلسان
قال الإمامُ ابنُ القيّم رحمه الله عمّا أودعَه سُبحانَه في هذه الجارحةِ مِنَ المنافعِ:
مَنفعَة الكلامِ؛وهي أعظَمُها... وجعلَه دليلًا على اعتدالِ مَزاجِ القلبِ وانحرافِه، كما جعلَه دليلًا على استقامتِه واعوِجَاجه... كما يَستدلُّ السّامعُ بما يبدو عليه مِنَ الكلامِ على ما في القَلبِ، فيبدو عليه صِحَّة القلبِ وفَسَاده معنىً وصورةً.
وجعلَ سُبحانَه اللِّسانَ عُضْواً لحميّاً،لا عَظْمَ فيه ولا عَصَبَ؛ لتسهُلَ حركته.
ولهذا لا تَجِدُ في الأعضاءِ مَنْ لا يكْتَرِثُ بكثرةِ الحَركةِ سِواهُ،فإنَّ أيَّ عُضْوٍ مِنَ الأعضاء إذا حَرَّكْتَهُ كما تُحرِّكُ اللِّسانَ لم يُطِعْكَ لذلك،ولم يلْبَثْ أنْ يَكِلَّ ويَخْلُدَ إلى السُّكُونِ، إلّا اللِّسان-وأيضاً-فإنَّه مِنْ أعدلِ الأعضاءِ وألْطَفِها، وهُو في الأعضاءِ بمنزلةِ رَسُول المَلِكِ ونائبِه،فمِزَاجُه مِنْ أعدل أمزِجَة البدنِ...
وجعلَ سُبحانه على اللِّسانِ غَلَقَين:
أحدهما: الأسنان.
والثّاني: الفَم.
وجعل حركتَه اختياريَّةً.
وجعل على العَينِ غطاءً واحداً، ولم يجعلْ على الأُذُن غِطاءً؛ وذلك لخَطرِ اللِّسَانِ وشَرَفِه،وخَطرِ حركاتِه، وكونُه في الفَمِ بمنزلةِ القَلبِ في الصَّدْرِ،
وفي ذلك مِن اللَّطَائفِ:
أنَّ آفةَ الكلامِ أكثرُ مِنْ آفةِ النَّظَرِ، وآفةَ النَّظَرِ أكثرُ مِنْ آفةِ السَّمع، فجعل للأكثر آفاتٍ طَبقتينِ، و للمتوسِّط طَبقاً، وجعلَ الأقلَّ آفةً بلا طَبقٍ.
📚 التِّبيان في أيمان القرآن (ص٤٦٦-٤٦٧).
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
BY إبن القيم الجوزية
Share with your friend now:
tgoop.com/ibnul_qoyyim/1599