tgoop.com/ibnul_qoyyim/1645
Last Update:
قال ابن القيم الجوزية رحمه الله موصيا أهل السنة في موقفهم من أهل البدع والانحراف:
فإذا أراد المؤمن الذي قد رزقه الله بصيرةً في دينه، وفقهًا في سنّة رسوله، وفهمًا في كتابه، وأراه ما النّاس فيه من الأهواء والبدع والضّلالات، وتنكُّبهم عن الصِّراط المستقيم الذي كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فإذا أراد أن يسلك هذا الصِّراط :
فليوطِّن نفسَه على قدح الجهّال وأهل البدع فيه، وطعنهم عليه، وإزْرائِهم به، وتنفير النّاس عنه وتحذيرهم منه، كما كان الكفّار يفعلون مع متبوعه وإمامه
فأمّا إن دعاهم إلى ذلك، وقدَحَ فيما هم عليه فهناك تقومُ قيامتُهم، ويبغون له الغوائل، وينصبون له الحبائل، ويَجْلِبون عليه بخيلِ كبيرِهم ورَجِلِه.
فهو غريبٌ في دينه لفسادِ أديانِهم، غريبٌ في تمسُّكه بالسُّنّة لتمسُّكهم بالبدع، غريبٌ في اعتقاده لفساد عقائدهم، غريبٌ في صَلاته لسوء صلاتهم، غريبٌ في طريقه لفساد طُرُقهم، غريبٌ في نِسْبَتِه لمخالفة نِسَبِهِم، غريبٌ في معاشرته لهم، لأنّه يُعاشرهم على ما لا تهوى أنفسُهم.
وبالجملة: فهو غريبٌ في أمور دنياه وآخرته، لا يجد مساعدًا ولا معينًا، فهو عالمٌ بين قوم جهّالٍ، صاحب سنّةٍ بين أهل بدعٍ، داعٍ إلى الله ورسوله بين دعاةٍ إلى الأهواء والبدع، آمرٌ بالمعروف ناهٍ عن المنكر بين قومٍ المعروف لديهم منكرٌ والمنكر معروفٌ»
📚 مدارج السالكين (4/ 76 ط عطاءات العلم)
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
#أهل_البدع
BY إبن القيم الجوزية
Share with your friend now:
tgoop.com/ibnul_qoyyim/1645