tgoop.com/ingodeyes/14299
Last Update:
ينام النبيُّﷺ ذاتَ يوم على حصيرٍ يابسِ الأطراف، مهترئ النَّسجِ، فيستيقظ، فيرى الصحابةُ الكرام أثَرَ ذلك الحصير في جَنْبِ النبي ، يَروْنَ كيف نقش الحصيرُ تفاصيلَهُ الناتئةَ على جسَدِ الرجُل النبيل، فيؤلُمِهم ذلك المنظر، تؤلمهم الدنيا التي لم يأخذ منها النبيُّ فراشًا وطيئًا لينًا!
وفي أنفسهم صراخ يقول: ما قيمةُ دُنْيا لم ينَلْ فيها أعظمُ إنسانٍ سريرًا بنام عليه بهناءٍ؟!
يقولون له بلهجة المحبَّ: یارسول الله، لو اتخَذْنا لك وِطاءً؟ فيقول النبيُّ ﷺ بصوتٍ يقتلع جذورَ الدنيا، ويَسحَقُ أجزاءها العلويَّةَ: «ما لي وللدنيا؟»
وكأنَّ الصدَى يكرِّرُ تلك الكلمة الجبَّارة:
مالي وللدُّنيا..
مالي وللدنيا ..
مالي وللدنيا؟!
فتنطفئ الدنيا فجأة..
ثم يكمل: «ما أنا في الدنيا إلا كراكبٍ استظَلَّ تحت شجرةٍ، ثم راح وتَركَها".
أخذت تلك الكلمةُ: «ما لي وللدنيا» تنداح في الأجواءِ، ونتقادَهُا الأصداء
وتتوغل في تلك النفوس التي كانت تحاول استيعاب مقدار العظمة التي تنطوي عليها تلك النفس الزكيَّةُ الدنيا ليست حديقة غناء، ولا شجرة في هذه الحديقة،الدنيا ظل شجرة! إنها أقل من أن تكون شجرة! إنها الظل الزائل، إنها البقية الباردة التي في الكأس، إنها الأشياء التي تختفي بمجرد أن نحدق فيها..!
ثم استمِعْ إلى «راحَ وترَكَها»، ومُدَّ قليلا في «ترَكَها»، اجعَلْ نهايَتها خُفُوتًا يلائم خفوتَ الدنيا، وتلاشِيَها في نفسِ الرجُلِ النبيل عليه الصلاة والسلام.
#الرجل_النبيل
BY فَإِنَّكُم بِأعْيُنِنَا.🕋
Share with your friend now:
tgoop.com/ingodeyes/14299