ISLAMHIS4 Telegram 21710
ترك (بغداد) وذهب إلى (البصرة) دون أن يعلم أحد أنه ابن أمير المؤمنين.
وكان يعمل طياناً يوم السبت فقط (أي يبني بالطين) ، ثم يتفرغ باقي الأسبوع لعبادة الله عز وجل ، وكان يشترط على من يستأجره لهذا العمل أن يعطيه وقتاً كافياً للصلاة حين يؤذن لصلاة الظهر والعصر.
عاش "أحمد السبتي" في بيت متواضع جداً في (البصرة) ، لا يوجد فيه إلا بردة قديمة ووسادة من الليف ، وكان له صديق يأتي له بالعمل لو أراد أحد أن يبني سور أو أي شيء.
وفي يوم سبت ذهب إليه في مكان يجتمع فيه العمال ليتفق معه على بناء جدار فلم يجده ، فسأل عليه أحد العمال فقال: «لم يأتي منذ فترة».
فبحث عن بيته حتى وجده ودخل عليه وهو في مرض الموت ، فأعطاه "أحمد السبتي" خاتماً ، وقال له: «بعد أن تكفني وتدفني ، إذهب بهذا الخاتم إلى أمير المؤمنين في بغداد وأعطه إياه ، وقل له : صاحب هذا الخاتم يقول لك: إياك أن تموت في سكرتك هذه ، فتندم حيث لا ينفع نادماً ندمه ، وإحذر إنصرافك من بين يدي الله إلى الدارين ، فإن ما أنت فيه لو دام لغيرك لم يصل إليك ، وسيصير إلى غيرك ، وقد بلغلك خبر من مضى».
قال هذا وفاضت روحه إلى خالقها ، وذلك في سنة 184ھ.
وذات يوم كان "هارون الرشيد" جالساً في قصر الإمارة ، فإذا برجل يستأذن عليه في الدخول ، ولما أذن له طلب منه أن يجلس معه على إنفراد لأمر هام ، وعلى الفور أخلى "هارون الرشيد" القاعة ، فأخرج الرجل الخاتم وقدمه له ، فلما نظر في الخاتم عرفه ، وقال له : «أين صاحب هذا الخاتم؟».
قال الرجل: «مات يا أمير المؤمنين».
وذكر له الكلام الذي أوصاه به ، وأن الرجل كان يعمل بالفاعل يوماً كل سبت فقط بدرهم ودانق ، يتقوت به سائر أيام الاسبوع ، ثم يقبل على العبادة.
فلما سمع "الرشيد" هذا الكلام أجهش بالبكاء ، و هو يقول: «والله لقد نصحتني يا ولدي ، ويشهق من شدة البكاء».
ثم رفع رأسه إلى الرجل ، وقال: «أتعرف قبره؟»
قال: «أنا الذي دفنته».
فأمر أمير المؤمنين بإعداد رحلته للسفر إلى (البصرة) ، ولما وصل إلى قبر ابنه بكى بكاءاً شديداًً ، وقال : «رحمه الله لقد رفض أن يعيش إلا من عمل يده وترك زينة الدنيا لنا».
رحم الله "أحمد السبتي" الزاهد العابد.
المصادر:
- البداية والنهاية - ابن كثير.
- سير أعلام النبلاء - الذهبي.



tgoop.com/islamhis4/21710
Create:
Last Update:

ترك (بغداد) وذهب إلى (البصرة) دون أن يعلم أحد أنه ابن أمير المؤمنين.
وكان يعمل طياناً يوم السبت فقط (أي يبني بالطين) ، ثم يتفرغ باقي الأسبوع لعبادة الله عز وجل ، وكان يشترط على من يستأجره لهذا العمل أن يعطيه وقتاً كافياً للصلاة حين يؤذن لصلاة الظهر والعصر.
عاش "أحمد السبتي" في بيت متواضع جداً في (البصرة) ، لا يوجد فيه إلا بردة قديمة ووسادة من الليف ، وكان له صديق يأتي له بالعمل لو أراد أحد أن يبني سور أو أي شيء.
وفي يوم سبت ذهب إليه في مكان يجتمع فيه العمال ليتفق معه على بناء جدار فلم يجده ، فسأل عليه أحد العمال فقال: «لم يأتي منذ فترة».
فبحث عن بيته حتى وجده ودخل عليه وهو في مرض الموت ، فأعطاه "أحمد السبتي" خاتماً ، وقال له: «بعد أن تكفني وتدفني ، إذهب بهذا الخاتم إلى أمير المؤمنين في بغداد وأعطه إياه ، وقل له : صاحب هذا الخاتم يقول لك: إياك أن تموت في سكرتك هذه ، فتندم حيث لا ينفع نادماً ندمه ، وإحذر إنصرافك من بين يدي الله إلى الدارين ، فإن ما أنت فيه لو دام لغيرك لم يصل إليك ، وسيصير إلى غيرك ، وقد بلغلك خبر من مضى».
قال هذا وفاضت روحه إلى خالقها ، وذلك في سنة 184ھ.
وذات يوم كان "هارون الرشيد" جالساً في قصر الإمارة ، فإذا برجل يستأذن عليه في الدخول ، ولما أذن له طلب منه أن يجلس معه على إنفراد لأمر هام ، وعلى الفور أخلى "هارون الرشيد" القاعة ، فأخرج الرجل الخاتم وقدمه له ، فلما نظر في الخاتم عرفه ، وقال له : «أين صاحب هذا الخاتم؟».
قال الرجل: «مات يا أمير المؤمنين».
وذكر له الكلام الذي أوصاه به ، وأن الرجل كان يعمل بالفاعل يوماً كل سبت فقط بدرهم ودانق ، يتقوت به سائر أيام الاسبوع ، ثم يقبل على العبادة.
فلما سمع "الرشيد" هذا الكلام أجهش بالبكاء ، و هو يقول: «والله لقد نصحتني يا ولدي ، ويشهق من شدة البكاء».
ثم رفع رأسه إلى الرجل ، وقال: «أتعرف قبره؟»
قال: «أنا الذي دفنته».
فأمر أمير المؤمنين بإعداد رحلته للسفر إلى (البصرة) ، ولما وصل إلى قبر ابنه بكى بكاءاً شديداًً ، وقال : «رحمه الله لقد رفض أن يعيش إلا من عمل يده وترك زينة الدنيا لنا».
رحم الله "أحمد السبتي" الزاهد العابد.
المصادر:
- البداية والنهاية - ابن كثير.
- سير أعلام النبلاء - الذهبي.

BY التاريخ الإسلامي islamic history


Share with your friend now:
tgoop.com/islamhis4/21710

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Developing social channels based on exchanging a single message isn’t exactly new, of course. Back in 2014, the “Yo” app was launched with the sole purpose of enabling users to send each other the greeting “Yo.” Just at this time, Bitcoin and the broader crypto market have dropped to new 2022 lows. The Bitcoin price has tanked 10 percent dropping to $20,000. On the other hand, the altcoin space is witnessing even more brutal correction. Bitcoin has dropped nearly 60 percent year-to-date and more than 70 percent since its all-time high in November 2021. Hui said the time period and nature of some offences “overlapped” and thus their prison terms could be served concurrently. The judge ordered Ng to be jailed for a total of six years and six months. In 2018, Telegram’s audience reached 200 million people, with 500,000 new users joining the messenger every day. It was launched for iOS on 14 August 2013 and Android on 20 October 2013. The Standard Channel
from us


Telegram التاريخ الإسلامي islamic history
FROM American