tgoop.com/iv0lll/4977
Last Update:
في قيام الليل ومُناجاة العبد ربَّه وقت السَّحر؛
يتّضح أثر الصِّدق.. صدق الرغبة، وصدق
المحبَّة، وصدق الطلب، فالصَّادقون لا يبرحون
الوقوف عند باب الملك، ولا يسأمون، ولا يملون
الطلب، بل وقوفهم وقوف المحبّين، الذين
تعلَّقت قلوبهم حبًّا واشتياقًا وإن لم يؤتوا
سؤلهم، المُحب لا ينثني عزمه عند باب محبوبه
ويأتي إليه من كل جهة، وبكل طريقة، توددًا
وتذللًا وتضرعًا واعترافًا وانقيادًا إليه، فلا أعز من
الوقوف عند باب العزيز، ولا أذل من الوقوف عند
أعتاب البشر، وما بينهما كما بين لفظة العز والذل،
والرفعة والخفض!
ذاك الوقوف الطويل بين يدي ملكٍ عزيز في هدأة
الليل، في ساعة السّحر؛ غالي جدًا.. وفيه من النَّعيم
ما إن تذوّقه المؤمن؛ لطار شوقًا إلى رحاب الله
والدار الآخرة.. يقول أبو سليمان الداراني: والله،
لولا قيام الليل؛ ما أحببت الدنيا، وإن أهل الليل
في ليلهم ألذُّ من أهل اللهو في لهوهم، وإنه لتمُرُّ
بالقلب ساعات يرقص فيها طربًا بذكر الله، فأقول:
إن كان أهل الجنّة في مثل ما أنا فيه من النّعيم
إنهم لفي نعيم عظيم".
ولا يستوي الأعمى والبصير، ولا الظلمات ولا النُّور،
فأين المشمّرون، أم أين المُحِبُّون؟ أليس المُحب
لمحبِّه مُنتظر، دائم الوصل؟ فلمَ الهجر؟
BY ثُـلمـةُ ضَـوء .
Share with your friend now:
tgoop.com/iv0lll/4977