tgoop.com/jaddamotarafia/12499
Last Update:
من يتأمل في موقف آسية امرأة فرعون يجد عجبًا، فقد أتتها الدنيا راغمة فصرفت نفسها عنها، وقالت: ﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ﴾، علق ابن القيم على دعوتها فقال: "فطلبت كون البيت عنده قبل طلبها أن يكون في الجنة؛ فإن الجار قبل الدار" .. إنَّها تُريد الله، تُريده حقًا!
وأيّ نعيم نفضت يديها وقلبها عنه؟ نعيم الملك والسلطان والجاه والمال والخدم، ورغم ذلك أشاحت آسية عن نعيم تتقطع له نفوس الأرض قاطبة لتقول: "أريد الله"!، ولأجل هذا الثبات على طريق العبودية لله تعالى عُذبت آسية عذابًا شديدًا من فرعون وقومه، وقبض الله روحها وهي ثابتة على هذا الطريق؛ فصارت مثلاً للمؤمنين في ثباتها على الإيمان، وقال النبي ﷺ أنها من أفضل نساء الجنة.
واليوم؛ ربما عاركتنا نفوسنا لشهوة عارضة فكنا أسرع من الريح في الاستجابة لها، وينازعنا الهوى فيغلبنا مرارًا مع كل معصية، ويجد الشيطان منفذًا متاحًا لبث سمومه في نفوسنا؛ فأين ثبات آسية مني ومنكِ؟ وأين إرادة قلوبنا القوية لله؟ فهل نحن نُريد الله حقًا؟
واليوم ربما تضعف قيمة العبودية لدى المُسلمة عندما تُختبر وتمتحن، وتستسلم سريعًا مع كل داع يدعوها، فأين شموخ آسية منا وهي تُعذب ويُسلب منها كل النعيم لأجل أنها أرادت خالقها عز وجل؟
آسية الصالحة، منارة هدى لكل مؤمنة، تُعلّمنا آسية درسًا في الثبات على طريق العبودية، تُعلّمنا آسية كيف تكون إرادة النفوس لخالقها، تُعلّمنا التضحية والبذل والصبر على طريق الحق، تُعلّمنا آسية التطلّع إلى السماء والنظر إلى الآخرة.
BY ✿ أَن تَكُونِي جَآدَّة مُترَفِّعَة ✿
Share with your friend now:
tgoop.com/jaddamotarafia/12499