tgoop.com/kharbeshattahamih/7235
Last Update:
لن تمشيَ وحدكَ!
منذ زمنٍ قرأتُ قصَّةً راقتْ لي كثيراً، عن جنديٍّ قالَ للضابط: صديقي لم يَعُدْ من ساحةِ القتال، أطلبُ منكَ الإذنَ بالذهابِ للبحث عنه.
فقالَ له الضابط: الإذنُ مرفوض،
لا أُريدكَ أن تُخاطرَ بحياتكَ من أجلِ رجلٍ من المُحتملِ أنه قد مات!
ولكن الجندي عصى أمرَ قائده، وذهبَ للبحثِ عن صديقه،
وبعد ساعاتٍ عادَ ينزفُ من جرحٍ خطيرٍ أصابه، حاملاً جثة صديقه!
فقالَ له الضابط بغرور: قلتُ لكَ أنه قد مات،
ولكن قُلْ لي أنتَ، أكانَ الأمرُ يستحقُّ كل هذه المُخاطرة؟!
فقالَ له الجندي: أجل كانَ يستحق، عندما وجدته كانَ فيه رمق من حياة،
وقالَ لي: كنتُ واثقاً من أنكَ ستأتي!
الحياة أكثر عجباً من الأدب!
وما نعتقدُ أنّه مجرَّدُ أدبٍ حبيسَ الصَّفحات ولا يمكن أن نُصادفه في الحياة، ما نلبثُ أن نقعَ على أجمل منه!
والواقعُ أكثرُ غرابةً من الخيال!
وما نحسبُ أنَّه خيالٌ، تأتي لحظاتٌ لتخبرنا أنَّ في الواقع منه الكثير!
منذ أيَّامٍ رأينا القسَّامياn محمد مسk، وأحمد الهيمونy، يصولان ويجولان في محطَّة قطارات تلِّ أبيب مخلفان وراءهما الكثير من جِيف المحتلين!
ولكنَّ اللافت للنّظر أنَّ محمد مسk هو الذي كان يحملُ بندقية، بينما كان أحمد الهيمونy أعزل تقريباً!
تساءلَ الجميعُ عن هذا المشهدِ الغريب!
بندقيةٌ واحدةٌ فلِمَ يمشي صاحبٌ مع صاحبه؟!
ثم كُشفتْ السِّتارة، وبانَ المشهد، محمد وأحمد بالأساس لم يكن معهما بندقية، استطاعا بيديهما العاريتين خنق جنديٍّ مدجج وغنيمة سلاحه، ثم استعماله، من باب: هذه بضاعتكم رُدَّتْ إليكم!
أيضاً كان بإمكان أحمد الهيمونy أن يرجع بعدما أتمَّ مهمّته الأولى، ولكنّه أكمل الطريق، بقيَ خطوة خطوة مع صاحبه، كان شاهداً على الدّم والرصاص، كان كأنما يقول له: لن تمشيَ وحدكَ!
أدهم شرقاوي / مدونة العرب
BY مشاعر مبعثرة.❤️❤️
Share with your friend now:
tgoop.com/kharbeshattahamih/7235