This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يعني ويليام ليليكريك مصدر وابن عثيمين مش مصدر أيها البغيض القبوري.
فعلا كما قال المتنبي:
وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ
فهي الشهادة لي بأني كاملُ
#كناشة_الدرعمي
فعلا كما قال المتنبي:
وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ
فهي الشهادة لي بأني كاملُ
#كناشة_الدرعمي
ده الشيخ عماد، إمام مسجد بدر ومسجد حراء بالشيخ زايد.
اتوفى في خناقة، كان بيزعق للعيال اللي بتلعب في الشارع لحد وقت متأخر وبيسبوا الدين. ولد منهم قليل الأدب فضل يسب في الشيخ ويشتمه بأمه.
وطلعت أم الولد وأخته يشتموا في الشيخ ويسبوا فيه، ولما الخناقة خلصت والشيخ قاعد على الرصيف والناس بتهدي فيه، وقع على الأرض ومات.
مات في أقل من نص ساعة.
مات وسايب وراه 3 أطفال وزوجة.
مات وهو بيقول للناس: "أنا اتعصبت عشان بيسب الدين وبيسب أمي."
مات عشان ولد قليل الأدب مش متربي هو وأمه وأهله كلهم.
مات بسكتة قلبية حادة وارتفاع ضغط الدم.
ادعوا له كتير، ربنا يرحمه... في الجنة يا شيخ عماد.
#كناشة_الدرعمي
اتوفى في خناقة، كان بيزعق للعيال اللي بتلعب في الشارع لحد وقت متأخر وبيسبوا الدين. ولد منهم قليل الأدب فضل يسب في الشيخ ويشتمه بأمه.
وطلعت أم الولد وأخته يشتموا في الشيخ ويسبوا فيه، ولما الخناقة خلصت والشيخ قاعد على الرصيف والناس بتهدي فيه، وقع على الأرض ومات.
مات في أقل من نص ساعة.
مات وسايب وراه 3 أطفال وزوجة.
مات وهو بيقول للناس: "أنا اتعصبت عشان بيسب الدين وبيسب أمي."
مات عشان ولد قليل الأدب مش متربي هو وأمه وأهله كلهم.
مات بسكتة قلبية حادة وارتفاع ضغط الدم.
ادعوا له كتير، ربنا يرحمه... في الجنة يا شيخ عماد.
#كناشة_الدرعمي
والذي يلزم سلطان الأمة من أمورها سبعة أشياء:
أحدها: حفظ الدين من تبديل فيه، والحث على العمل به، من غير إهمال له.
- والثاني : حراسة البيضة، والذب عن الأمة، من عدو في الدين، أو باغي نفس أو مال.
- والثالث: عمارة البلدان باعتماد مصالحها، وتهذيب سُبلها ومسالكها.
- والرابع : تقدير ما يتولاه من الأموال بسنن الدين، من غير تحريف في أخذها وإعطائها.
والخامس: معاناة المظالم والأحكام بالتسوية بين أهلها، واعتماد النصفة في فصلها .
- والسادس : إقامة الحدود على مستحقها، من غير تجاوز فيها، ولا تقصير عنها.
والسابع : اختيار خلفائه في الأمور أن يكونوا من أهل الكفاية فيها، والأمانة عليها.
فإذا فعل من أفضى إليه سلطان الأمة ما ذكرناه من هذه الأشياء السبعة؛ كان مؤديا حق الله
تعالى فيهم، مستوجبا طاعتهم ومناصحتهم، مستحقاً صدق ميلهم ومحبتهم؛ وإن قصر عنها، ولم يقم بحقها وواجبها، كان بها مؤاخذا، وعليها معاقبًا.
#كناشة_الدرعمي
أحدها: حفظ الدين من تبديل فيه، والحث على العمل به، من غير إهمال له.
- والثاني : حراسة البيضة، والذب عن الأمة، من عدو في الدين، أو باغي نفس أو مال.
- والثالث: عمارة البلدان باعتماد مصالحها، وتهذيب سُبلها ومسالكها.
- والرابع : تقدير ما يتولاه من الأموال بسنن الدين، من غير تحريف في أخذها وإعطائها.
والخامس: معاناة المظالم والأحكام بالتسوية بين أهلها، واعتماد النصفة في فصلها .
- والسادس : إقامة الحدود على مستحقها، من غير تجاوز فيها، ولا تقصير عنها.
والسابع : اختيار خلفائه في الأمور أن يكونوا من أهل الكفاية فيها، والأمانة عليها.
فإذا فعل من أفضى إليه سلطان الأمة ما ذكرناه من هذه الأشياء السبعة؛ كان مؤديا حق الله
تعالى فيهم، مستوجبا طاعتهم ومناصحتهم، مستحقاً صدق ميلهم ومحبتهم؛ وإن قصر عنها، ولم يقم بحقها وواجبها، كان بها مؤاخذا، وعليها معاقبًا.
#كناشة_الدرعمي
لا تندهش... هذه يد الطبيب الذي سيقوم بفحص زوجتك لتحديد ما إذا كانت ستلد طبيعيًا أم لا. 👌
كن رجلًا حقيقيًا ولا تأخذ زوجتك إلى طبيب نساء.
وأنتِ كوني حيية ولا تذهبي لطبيب رجل ليكشف عليكِ، فالحياء من الإيمان يا أمة الله.
#كناشة_الدرعمي
كن رجلًا حقيقيًا ولا تأخذ زوجتك إلى طبيب نساء.
وأنتِ كوني حيية ولا تذهبي لطبيب رجل ليكشف عليكِ، فالحياء من الإيمان يا أمة الله.
#كناشة_الدرعمي
تزني نزوة وعادي مفيش مشكلة،
تتزوج على سنة الله ورسوله، أنت خاين ووحش وأناني،
نعوذ بالله من زمنٍ تنقلب فيه الموازين، يُزين فيه الباطل، ويُشوه فيه الحق، زمنٍ ينطق فيه الرويبضة.
#كناشة_الدرعمي
تتزوج على سنة الله ورسوله، أنت خاين ووحش وأناني،
نعوذ بالله من زمنٍ تنقلب فيه الموازين، يُزين فيه الباطل، ويُشوه فيه الحق، زمنٍ ينطق فيه الرويبضة.
#كناشة_الدرعمي
قاعدة عامة أي حد كاتب قدام اسمه eng أو أي حد كاتب آخر اسمه الأزهري،
لا ده بيفهم في الهندسة،
ولا ده بيفهم في الدين.
#أسئلة_وأجوبة_أبي_علياء
لا ده بيفهم في الهندسة،
ولا ده بيفهم في الدين.
#أسئلة_وأجوبة_أبي_علياء
في هذا الزمن الذي تختلط فيه المفاهيم وتتشابك فيه الأصوات، تظهر فئة من النساء ممن يرفعن شعارات الإسلام لا لتأكيد الإيمان به في شموليته، بل لتطويعه بما يناسب أهواءهن. تراها تأخذ من الدين ما يرضي طموحها ويحقق مصلحتها، ثم تدير ظهرها لما يتعارض مع رغباتها، كمن يقف أمام مائدة عامرة، ينتقي منها الحلوى وينبذ ما عداه، متذرعًا بأنه لا يناسب ذوقه.
تطالب بما يحميها ويزين مكانتها بين الناس، كالمهر والنفقة وحق الحماية، وتستدل بالأحاديث الشريفة التي تعلي من شأن الأم وتوصي بالرفق بالقوارير.
لكنها، حين تقف عند التعدد أو القوامة، تنكرها وكأنها ليست من الدين، بل تكاد تراها وصمة عار على جبين الإسلام!
هذه النظرة الانتقائية إلى الدين أشبه بمن يتعامل مع كلمات الحكيم كما يتعامل العليل مع دواء الطبيب، يلتقط الحبة الحلوة وينبذ المُرّة، غير مدرك أن الحكمة كلها في تكامل الدواء، وأن الدين في مجموعه منظومة تنظم حياة الفرد والمجتمع، لا مجال فيها للانتقاء إلا أن يكون ذلك ضربًا من العبث!
أيتها المرأة المتاذكية، إن كنت حقًا تؤمنين بالدين كما أُنزل، فخذي منه كل ما أُعطي، واعملي بكل ما أمر، وإلا فابتعدي عن هذا الحمى المقدس، ولا تخلطي بين شهوة النفس وسماحة التشريع.
رحم الله الرافعي، لو رأى هذا الحال لقال:
"ليس الدين بما تحمله الألسنة المتعطشة، بل بما تستقر به القلوب الطاهرة، فمن خلط بين حب النفس وحب الله، فقد أساء فهم كليهما".
كتبته أخوكم: الدرعمي
#كناشة_الدرعمي
تطالب بما يحميها ويزين مكانتها بين الناس، كالمهر والنفقة وحق الحماية، وتستدل بالأحاديث الشريفة التي تعلي من شأن الأم وتوصي بالرفق بالقوارير.
لكنها، حين تقف عند التعدد أو القوامة، تنكرها وكأنها ليست من الدين، بل تكاد تراها وصمة عار على جبين الإسلام!
هذه النظرة الانتقائية إلى الدين أشبه بمن يتعامل مع كلمات الحكيم كما يتعامل العليل مع دواء الطبيب، يلتقط الحبة الحلوة وينبذ المُرّة، غير مدرك أن الحكمة كلها في تكامل الدواء، وأن الدين في مجموعه منظومة تنظم حياة الفرد والمجتمع، لا مجال فيها للانتقاء إلا أن يكون ذلك ضربًا من العبث!
أيتها المرأة المتاذكية، إن كنت حقًا تؤمنين بالدين كما أُنزل، فخذي منه كل ما أُعطي، واعملي بكل ما أمر، وإلا فابتعدي عن هذا الحمى المقدس، ولا تخلطي بين شهوة النفس وسماحة التشريع.
رحم الله الرافعي، لو رأى هذا الحال لقال:
"ليس الدين بما تحمله الألسنة المتعطشة، بل بما تستقر به القلوب الطاهرة، فمن خلط بين حب النفس وحب الله، فقد أساء فهم كليهما".
كتبته أخوكم: الدرعمي
#كناشة_الدرعمي
Forwarded from درر الإمام ابن القيم-رحمه الله-.
قال ابن القيم رحمه الله :
" ما أخذ العبد ما حُرِّم عليه إلا من جهتين : إحداهما : سوء ظنه بربه ، وأنه لو أطاعه وآثره لم يعطه خيرا منه حلالا .
والثانية: أن يكون عالما بذلك ، وأن من ترك لله شيئا أعاضه خيرا منه ، ولكن تغلب شهوتُه صبرَه ، وهواه عقلَه ؛ فالأول من ضعف علمه ، والثاني من ضعف عقله وبصيرته . قال يحي بن معاذ : من جمع الله عليه قلبه في الدعاء لم يرُدَّه !
قلت: إذا اجتمع عليه قلبه ، وصدقت ضرورته وفاقته ، وقوي رجاؤه : فلا يكاد يرد دعاؤه"
#الفوائد (47)
" ما أخذ العبد ما حُرِّم عليه إلا من جهتين : إحداهما : سوء ظنه بربه ، وأنه لو أطاعه وآثره لم يعطه خيرا منه حلالا .
والثانية: أن يكون عالما بذلك ، وأن من ترك لله شيئا أعاضه خيرا منه ، ولكن تغلب شهوتُه صبرَه ، وهواه عقلَه ؛ فالأول من ضعف علمه ، والثاني من ضعف عقله وبصيرته . قال يحي بن معاذ : من جمع الله عليه قلبه في الدعاء لم يرُدَّه !
قلت: إذا اجتمع عليه قلبه ، وصدقت ضرورته وفاقته ، وقوي رجاؤه : فلا يكاد يرد دعاؤه"
#الفوائد (47)
بمناسبة ترند هدايا المدرسين
هل يجوز للمعلم قبول هدايا الطالبات؟
لا يجوز لِلمُدرس أن يقبل هدية من الطالبة، لأن هذا داخل في عموم الحديث الذي أخرجه أحمد في مسنده: « هدايا العمال غلول »،
ولأن الهدية ستوجب المودة، كما جاء في الحديث؛ « تهادوا تحابوا »، فإذا ازدادت محبته لهذه التلميذة يخشى عليه أن يحِيف.
فيجب عليه أن يرفض أي: يجب على المعلم أن يرفض الهدية ويقول: لا أقبل.
ابن عثيمين -رَحِمَهُ اللّٰه-.
#كناشة_الدرعمي
هل يجوز للمعلم قبول هدايا الطالبات؟
لا يجوز لِلمُدرس أن يقبل هدية من الطالبة، لأن هذا داخل في عموم الحديث الذي أخرجه أحمد في مسنده: « هدايا العمال غلول »،
ولأن الهدية ستوجب المودة، كما جاء في الحديث؛ « تهادوا تحابوا »، فإذا ازدادت محبته لهذه التلميذة يخشى عليه أن يحِيف.
فيجب عليه أن يرفض أي: يجب على المعلم أن يرفض الهدية ويقول: لا أقبل.
ابن عثيمين -رَحِمَهُ اللّٰه-.
#كناشة_الدرعمي
كُنَّاشَة الدَرعَمِيِّ
بمناسبة ترند هدايا المدرسين هل يجوز للمعلم قبول هدايا الطالبات؟ لا يجوز لِلمُدرس أن يقبل هدية من الطالبة، لأن هذا داخل في عموم الحديث الذي أخرجه أحمد في مسنده: « هدايا العمال غلول »، ولأن الهدية ستوجب المودة، كما جاء في الحديث؛ « تهادوا تحابوا »، فإذا…
الأمر يتساوى فيه الطالب والطالبة،
"فمن كان في عمل أو وظيفة، وقام بهذا العمل والوظيفة، فلا يجوز له أن يقبل من الناس شيئاً، وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام (أنه أرسل رجلاً على الصدقات، فجاء فقال للنبي صلى الله عليه وسلم هذا لكم وهذا لي -أي: هذه الصدقات وهذه هدايا خاصة بي- فقام عليه الصلاة والسلام خطيباً وقال: ما بالي أستعمل الرجل على مال الله عز وجل، ثم يأتي ويقول: هذا لكم وهذا لي، هلا قعد في بيت أمه فينظر أيهدى له أم لا!) .
فدل على أن هذه الهدية جاءت بسبب العمل، وجاءت بسبب المصلحة المتعلقة بجماعة المسلمين، ومن هنا عتب عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وبيّن عليه الصلاة والسلام عدم استحقاقه؛ لأنها جاءت تابعة للعمل، وقد نص جماهير السلف والخلف والأئمة رحمهم الله على أنه لا يجوز للإنسان أن يقبل الهدية على عمله.
وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول: (كانت الهدية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية، أما اليوم فإنها رشوة) ، يعني أنه كانت النفوس أولاً طيبة وتعطي لله وفي الله، ولكن لما دخلت الدواخل وكثرت المصالح، وأصبح الإنسان يفعل الفعل وهو يجعل الدنيا أكبر همه -نسأل الله السلامة والعافية- ولا يجعل الآخرة أكبر همه -إلا من رحم الله- خاف العبد الصالح وتورع من هذا.
فالمعلم والموظف ومن في حكمهما لا يجوز لهم أن يأخذوا الهدية، إلا من شخص كان يهدي إليه قبل العمل والوظيفة، فإذا كان الشخص يهاديك من قبل فلا بأس بقبول هديته؛ لأنه لا يختلف الحال؛ لأن هذه الهدية لا شبهة فيها."
"وأيضاً: لا يجوز لك أن تقبل دعوته الخاصة، بحكم أنه ليس الأمر موقوفاً على الهدايا؛ بل قد يدعوك إلى وليمة خاصة، فإذا بالموظفين ومن تحته يصنعون الولائم ويتملقونه، وفي الحديث: (من أكل طعام قوم ذل لهم) ، فلو كان أضعف موظف عند الإنسان ودعاه إلى طعامه كسر عينه، ولم يستطع أن يقف في وجه يوماً من الأيام؛ لأن النفوس مجبولة على الحياء ممن أحسن إليها، والورع والذي يخاف الله ويتقيه يبتعد عن هذه الأمور كلها.
وللسلف الصالح رحمهم الله في ذلك أروع المواقف، حتى ذكروا عن هارون الرشيد رحمه الله برحمته الواسعة أنه دخل عليه قاضٍ من قضاة السلف رحمهم الله فقال: أنا بالله ثم بأمير المؤمنين أناشدك الله أن تقبل كتابي.
فقد كان قاضياً وإذا قبل الخليفة الكتاب فمعناه أنه قد أقاله من القضاء.
فقال له هارون: لا أقبل حتى تقص لي السبب الذي من أجله امتنعت من القضاء.
فقال: يا أمير المؤمنين! إني عرضت عليّ قضية من القضايا، فجاءني رجل عظيم غني ثري ومعه خصمه، قال: فنظرت في القضية فإذا بها تحتاج إلى تأمل ونظر، فلم أبت فيها، ووعدت الخصمين أن يعودا إليّ بعد أيام، قال: فسمع الغني أني أحب التمر، فذهب واشترى وجمع تمراً من أنفس وأجود أنواع التمر، ثم فوجئت بكاتبي قد دخل عليّ بذلك التمر، فقلت له: ويحك ما هذا؟! قال: هذا من فلان بن فلان.
فأمرت بجلد الكاتب وطردته، ورددت العطية إلى صاحبها، ووبخته وعزرته.
قال: ثم لما حضر عندي الخصمان بعد هذا الفعل، قال: والله يا أمير المؤمنين ما أن جلسا بين يديّ -مع هذا الاحتياط- ما استويا في عيني.
قال بعض العلماء: كان بعض مشايخنا رحمة الله عليه يقول: يحتمل أن معنى قوله: (ما استويا في عيني) أنه وجد أن هذا الغني لما تكلف المال واشترى ثم رده عليه أنه انكسر، فجاءه شيء من الرحمة، أو أنه ما زال حانقاً غضبان على هذا الذي رشاه، وتوقع أنه يفعل مع غيره كفعله، ونظر إلى جرأته مع أنه عزره، لكن لا زال قلبه يحدثه أنه يستحق أكثر من ذلك، فلما جلسا في القضية لم يستطع أن يراهما بمنزلة واحدة، فسأله أن يعفيه من القضاء."
"هذه هي منزلة الورع، فقد كان السلف رحمهم الله يخافون خوفاً شديداً من الهبات والهدايا والعطايا، والإنسان إذا أراد النجاة فيحرص كل الحرص على الأمانة، وإذا جاء إلى وظيفة أو عمل أو تدريس فلا يسأل الأجر إلا من الله سبحانه وتعالى
والله سبحانه وتعالى هو الذي يتولى جزاءه، وهو الذي يتولى مكافأته {مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} ، وأنعم بالجزاء إذا كان من الله سبحانه وتعالى، وأنعم بالعطية إذا كانت من الله، وانظر إلى حالك حينما يأتيك مخلوق ضعيف يقدم لك عرضاً من الدنيا، فتنظر إلى ما عند الله وما عند المخلوق، فتؤثر ما عند الله على ما عند المخلوق.
وقد تكون في أمس الحاجة إلى هذا الشيء الذي يعرض عليك فترده، فيعوضك الله سبحانه وتعالى من حسن الخلف ما لم يخطر لك على بال، فليس هناك أعظم من مكافأة الله لعبده، وهذا شيء نقوله بألسنتنا، لكن يعرف لذة ذلك وطعمه وقدره من عرفه، فالمعاملة مع الله رابحة، ولا يظن الإنسان أنه إذا أصبح عفيفاً في عمله أو وظيفته أو تدريسه فإنه سيخسر؛ فإن المعاملة مع الله عز وجل ليست فيها خسارة أبداً، فهم يرجون تجارة لن تبور، والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف
"فمن كان في عمل أو وظيفة، وقام بهذا العمل والوظيفة، فلا يجوز له أن يقبل من الناس شيئاً، وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام (أنه أرسل رجلاً على الصدقات، فجاء فقال للنبي صلى الله عليه وسلم هذا لكم وهذا لي -أي: هذه الصدقات وهذه هدايا خاصة بي- فقام عليه الصلاة والسلام خطيباً وقال: ما بالي أستعمل الرجل على مال الله عز وجل، ثم يأتي ويقول: هذا لكم وهذا لي، هلا قعد في بيت أمه فينظر أيهدى له أم لا!) .
فدل على أن هذه الهدية جاءت بسبب العمل، وجاءت بسبب المصلحة المتعلقة بجماعة المسلمين، ومن هنا عتب عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وبيّن عليه الصلاة والسلام عدم استحقاقه؛ لأنها جاءت تابعة للعمل، وقد نص جماهير السلف والخلف والأئمة رحمهم الله على أنه لا يجوز للإنسان أن يقبل الهدية على عمله.
وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول: (كانت الهدية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية، أما اليوم فإنها رشوة) ، يعني أنه كانت النفوس أولاً طيبة وتعطي لله وفي الله، ولكن لما دخلت الدواخل وكثرت المصالح، وأصبح الإنسان يفعل الفعل وهو يجعل الدنيا أكبر همه -نسأل الله السلامة والعافية- ولا يجعل الآخرة أكبر همه -إلا من رحم الله- خاف العبد الصالح وتورع من هذا.
فالمعلم والموظف ومن في حكمهما لا يجوز لهم أن يأخذوا الهدية، إلا من شخص كان يهدي إليه قبل العمل والوظيفة، فإذا كان الشخص يهاديك من قبل فلا بأس بقبول هديته؛ لأنه لا يختلف الحال؛ لأن هذه الهدية لا شبهة فيها."
"وأيضاً: لا يجوز لك أن تقبل دعوته الخاصة، بحكم أنه ليس الأمر موقوفاً على الهدايا؛ بل قد يدعوك إلى وليمة خاصة، فإذا بالموظفين ومن تحته يصنعون الولائم ويتملقونه، وفي الحديث: (من أكل طعام قوم ذل لهم) ، فلو كان أضعف موظف عند الإنسان ودعاه إلى طعامه كسر عينه، ولم يستطع أن يقف في وجه يوماً من الأيام؛ لأن النفوس مجبولة على الحياء ممن أحسن إليها، والورع والذي يخاف الله ويتقيه يبتعد عن هذه الأمور كلها.
وللسلف الصالح رحمهم الله في ذلك أروع المواقف، حتى ذكروا عن هارون الرشيد رحمه الله برحمته الواسعة أنه دخل عليه قاضٍ من قضاة السلف رحمهم الله فقال: أنا بالله ثم بأمير المؤمنين أناشدك الله أن تقبل كتابي.
فقد كان قاضياً وإذا قبل الخليفة الكتاب فمعناه أنه قد أقاله من القضاء.
فقال له هارون: لا أقبل حتى تقص لي السبب الذي من أجله امتنعت من القضاء.
فقال: يا أمير المؤمنين! إني عرضت عليّ قضية من القضايا، فجاءني رجل عظيم غني ثري ومعه خصمه، قال: فنظرت في القضية فإذا بها تحتاج إلى تأمل ونظر، فلم أبت فيها، ووعدت الخصمين أن يعودا إليّ بعد أيام، قال: فسمع الغني أني أحب التمر، فذهب واشترى وجمع تمراً من أنفس وأجود أنواع التمر، ثم فوجئت بكاتبي قد دخل عليّ بذلك التمر، فقلت له: ويحك ما هذا؟! قال: هذا من فلان بن فلان.
فأمرت بجلد الكاتب وطردته، ورددت العطية إلى صاحبها، ووبخته وعزرته.
قال: ثم لما حضر عندي الخصمان بعد هذا الفعل، قال: والله يا أمير المؤمنين ما أن جلسا بين يديّ -مع هذا الاحتياط- ما استويا في عيني.
قال بعض العلماء: كان بعض مشايخنا رحمة الله عليه يقول: يحتمل أن معنى قوله: (ما استويا في عيني) أنه وجد أن هذا الغني لما تكلف المال واشترى ثم رده عليه أنه انكسر، فجاءه شيء من الرحمة، أو أنه ما زال حانقاً غضبان على هذا الذي رشاه، وتوقع أنه يفعل مع غيره كفعله، ونظر إلى جرأته مع أنه عزره، لكن لا زال قلبه يحدثه أنه يستحق أكثر من ذلك، فلما جلسا في القضية لم يستطع أن يراهما بمنزلة واحدة، فسأله أن يعفيه من القضاء."
"هذه هي منزلة الورع، فقد كان السلف رحمهم الله يخافون خوفاً شديداً من الهبات والهدايا والعطايا، والإنسان إذا أراد النجاة فيحرص كل الحرص على الأمانة، وإذا جاء إلى وظيفة أو عمل أو تدريس فلا يسأل الأجر إلا من الله سبحانه وتعالى
والله سبحانه وتعالى هو الذي يتولى جزاءه، وهو الذي يتولى مكافأته {مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} ، وأنعم بالجزاء إذا كان من الله سبحانه وتعالى، وأنعم بالعطية إذا كانت من الله، وانظر إلى حالك حينما يأتيك مخلوق ضعيف يقدم لك عرضاً من الدنيا، فتنظر إلى ما عند الله وما عند المخلوق، فتؤثر ما عند الله على ما عند المخلوق.
وقد تكون في أمس الحاجة إلى هذا الشيء الذي يعرض عليك فترده، فيعوضك الله سبحانه وتعالى من حسن الخلف ما لم يخطر لك على بال، فليس هناك أعظم من مكافأة الله لعبده، وهذا شيء نقوله بألسنتنا، لكن يعرف لذة ذلك وطعمه وقدره من عرفه، فالمعاملة مع الله رابحة، ولا يظن الإنسان أنه إذا أصبح عفيفاً في عمله أو وظيفته أو تدريسه فإنه سيخسر؛ فإن المعاملة مع الله عز وجل ليست فيها خسارة أبداً، فهم يرجون تجارة لن تبور، والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف
كُنَّاشَة الدَرعَمِيِّ
بمناسبة ترند هدايا المدرسين هل يجوز للمعلم قبول هدايا الطالبات؟ لا يجوز لِلمُدرس أن يقبل هدية من الطالبة، لأن هذا داخل في عموم الحديث الذي أخرجه أحمد في مسنده: « هدايا العمال غلول »، ولأن الهدية ستوجب المودة، كما جاء في الحديث؛ « تهادوا تحابوا »، فإذا…
كثيرة لا يعلمها إلا الله.
قال بعض العلماء: إن الله سبحانه وتعالى بعد أن ذكر أن الحسنة بعشرة أمثالها في أكثر من آية، وذكر أنها كمثل حبة من سنبل أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، قال: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} ، قالوا: يضاعف بالتوحيد والإخلاص؛ لأن الشخص الذي تعرض عليه هدية غالية الثمن وهو فقير محتاج، ليس كالشخص الذي تعرض عليه هدية وهو غني غير محتاج، ولأن الشخص الذي تعرض عليه الهدية والرشوة من قوي قادر، ليس كالشخص الذي تعرض عليه وهو قوي قادر من ضعيف، فتحصل المضاعفة والفضل من الله سبحانه وتعالى على قدر البلاء.
فإذا جاءك الطالب يريد أن يعطيك الهدية فلا يجوز لك أخذها، ولا يجوز للمدرس أن يقبل من طلابه عطية ولا هبة ولا هدية، وهذا -كما ذكرناه- نص عليه العلماء رحمهم الله لورود السنة به؛ لأنك تؤدي عملاً واجباً عليك؛ ولأن فتح هذا الباب يفتح على الناس كثيراً من البلاء، فيحابي صاحب الهدية ويجامل، ولذلك يجب على الإنسان أن يبتعد عن هذه الأمور نصيحة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام ولعامة المسلمين، فيما هو مربوط به من المصالح العامة للمسلمين"
#كناشة_الدرعمي
قال بعض العلماء: إن الله سبحانه وتعالى بعد أن ذكر أن الحسنة بعشرة أمثالها في أكثر من آية، وذكر أنها كمثل حبة من سنبل أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، قال: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} ، قالوا: يضاعف بالتوحيد والإخلاص؛ لأن الشخص الذي تعرض عليه هدية غالية الثمن وهو فقير محتاج، ليس كالشخص الذي تعرض عليه هدية وهو غني غير محتاج، ولأن الشخص الذي تعرض عليه الهدية والرشوة من قوي قادر، ليس كالشخص الذي تعرض عليه وهو قوي قادر من ضعيف، فتحصل المضاعفة والفضل من الله سبحانه وتعالى على قدر البلاء.
فإذا جاءك الطالب يريد أن يعطيك الهدية فلا يجوز لك أخذها، ولا يجوز للمدرس أن يقبل من طلابه عطية ولا هبة ولا هدية، وهذا -كما ذكرناه- نص عليه العلماء رحمهم الله لورود السنة به؛ لأنك تؤدي عملاً واجباً عليك؛ ولأن فتح هذا الباب يفتح على الناس كثيراً من البلاء، فيحابي صاحب الهدية ويجامل، ولذلك يجب على الإنسان أن يبتعد عن هذه الأمور نصيحة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام ولعامة المسلمين، فيما هو مربوط به من المصالح العامة للمسلمين"
#كناشة_الدرعمي
وأي موعظة أبلغ من أن ترى ديار الأقران؛
وأحوال الإخوان،
وقبور المحبوبين،
فتعلم أنك بعد أيام مثلهم،
ثم لا يقع انتباه حتى ينتبه الغير بك !!
صيد الخاطر لابن الجوزي ص٢٣٥
#كناشة_الدرعمي
وأحوال الإخوان،
وقبور المحبوبين،
فتعلم أنك بعد أيام مثلهم،
ثم لا يقع انتباه حتى ينتبه الغير بك !!
صيد الخاطر لابن الجوزي ص٢٣٥
#كناشة_الدرعمي
حتى نغلق هذا الأمر
هدايا الطلاب لمعلميهم لا تجوز..
المعلم موظف، وهدايا الموظفين رشوة..
وهدايا المعلمين فيها من المفاسد ما فيها ..
#كناشة_الدرعمي
هدايا الطلاب لمعلميهم لا تجوز..
المعلم موظف، وهدايا الموظفين رشوة..
وهدايا المعلمين فيها من المفاسد ما فيها ..
#كناشة_الدرعمي
ما رأيت عالما مبيحا لتهنئة اليهود والنصارى بأعيادهم الدينية إلا وكان مبتدعا أو لديه مسحة ابتداع من تصوف أو تمشعر … ولا يقول بذلك عالم سني سلفي.
#كناشة_الدرعمي
#كناشة_الدرعمي
Forwarded from درر الإمام ابن القيم-رحمه الله-.
لا تحتقر دعاء المظلوم؛ فشرر قلبه محمول بعجيج صوته إلى سقف بيتك.
ويحك! نبال أدعيته مصيبة وإن تأخر الوقت
قوسه قلبه المقروح، ووتره سواد الليل .. وقد رأيتَ ولكن لست تعتبر احذر عداوة من ينام وطرفه باك يقلب وجهه في السماء يرمي سهاما ما لها غرض سوى الأحشاء منك
البدائع ٣/٢٦٧
ويحك! نبال أدعيته مصيبة وإن تأخر الوقت
قوسه قلبه المقروح، ووتره سواد الليل .. وقد رأيتَ ولكن لست تعتبر احذر عداوة من ينام وطرفه باك يقلب وجهه في السماء يرمي سهاما ما لها غرض سوى الأحشاء منك
البدائع ٣/٢٦٧
عاشت المرأة المصرية حقبة من دهرها مطمئنة في بيتها، راضية عن نفسها وعن عيشها، ترى السعادة كل السعادة في واجب تؤديه لنفسها، أو وقفة تقفها بين يدي ربها، أو عطفة تعطفها على ولدها، أو جلسة تجلسها إلى جارتها تبثها ذات نفسها، وتستبثها سريرة قلبها. وترى الشرف كل الشرف في خضوعها لأبيها وائتمارها بأمر زوجها، ونزولها عند رضاهما.
وكانت تفهم معنى الحب، وتجهل معنى الغرام، فتحب زوجها لأنه زوجها، كما تحب ولدها لأنه ولدها. فإن رأى غيرها من النساء أن الحب أساس الزواج، رأت هي أن الزواج أساس الحب.
فقلتم لها: إنَّ هؤلاء الذين يستبدون بأمرك من أهلك، ليسوا بأوفر منك عقلاً ولا أفضل رأياً، ولا أقدر على النظر لك من نظرك لنفسك، فلا حق لهم في هذا السلطان الذي يزعمونه لأنفسهم عليك.
فازدرت أباها، وتمردت على زوجها، وأصبح البيت الذي كان بالأمس عرساً من الأعراس الضاحكة، مناحة قائمة، لا تهدأ نارها، ولا يخبو أوارها.
وقلتم لها: لا بد لك أن تختاري زوجك بنفسك حتى لا يخدعك أهلك عن سعادة مستقبلك.
فاختارت لنفسها أسوأ مما اختار لها أهلها، فلم يزد عمر سعادتها على يوم وليلة، ثم الشقاء الطويل بعد ذلك، والعذاب الأليم.
وقلتم لها: إن الحب أساس الزواج.
فما زالت تقلب عينيها في وجوه الرجال مصعدة مصوبة، حتى شغلها الحب عن الزواج فعنيت به عنه.
وقلتم لها: إن سعادة المرأة في حياتها أن يكون زوجها عشيقها.
وما كانت تعرف إلا أن الزواج غير العشيق، فأصبحت تطلب في كل يوم زوجاً جديداً يحيي من لوعة الحب ما أمات الزوج القديم. فلا قديماً استبقت ولا جديداً أفادت.
وقلتم لها: لا بد أن تتعلمي لتحسني تربية ولدك، والقيام على شؤون بيتك.
فتعلمت كل شيء إلا تربية ولدها، والقيام على شؤون بيتها.
وقلتم لها: نحن لا نتزوج من النساء إلا من نحبها ونرضاها، ويلائم ذوقها ذوقنا، وشعورها شعورنا.
فرأت أن لا بد لها أن تعرف مواقع أهوائكم، ومباهج أنظاركم، لتتجمل لكم بما تحبون، فراجعت فهرس حياتكم، صفحة صفحة، فلم تر فيه غير أسماء الخليعات المستهترات، والضاحكات اللاعبات، والإعجاب بهن والثناء على ذكائهن وفطنتهن.
فتخلعت، واستهترت لتبلغ رضاكم، وتنزل عند محبتكم. ثم مشت إليكم بهذا الثوب الرقيق الشفاف، تعرض نفسها عليكم عرضاً، كما تُعرض الأَمَةُ في سوق الرقيق. فأعرضتم عنها ونَبَوتُم بها،
وقلتم لها:
- إنا لا نتزوج النساء العاهرات.
كأنكم لا تبالون أن يكون نساء الأمة جميعاً ساقطات، إذا سلمت لكم نساؤكم. فرجعت أدراجها خائبة منكسرة، وقد أباها الخليع، وترفع عنها المحتشم، فلم تجد بين يديها غير باب السقوط فسقطت.
وكذلك انتشرت الريبة في نفوس الأمة جميعاً، وتمشت الظنون بين رجالها ونسائها، فتعاجز الفريقان، وأظلم الفضاء بينهما، وأصبحت البيوت كالأديرة لا يرى فيها الرائي إلا رجالاً مترهبين، ونساءً عانسات.
ذلك بكاؤكم على المرأة أيها الراحمون، وهذا رثاؤكم لها وعطفكم عليها!
نحن نعلم كما تعلمون أن المرأة في حاجة إلى العلم، فليهذبها أبوها أو أخوها، فالتهذيب أنفع لها من العلم. وإلى اختيار الزوج العادل الرحيم، فليحسن الآباء اختيار الأزواج لبناتهم وليجمل الأزواج عِشرة نسائهم.
وإلى النور والهواء تبرز إليهما، وتتمتع فيهما بنعمة الحياة، فليأذن لها أولياؤها بذلك، وليرافقها رفيق منهم في غدواتها وروحاتها، كما يرافق الشاةَ راعيها، خوفاً عليها من الذئاب.
فإن عجزنا عن أن نأخذ الآباء والأخوة والأزواج بذلك، فلننفض أيدينا من الأمة جميعها، نسائها ورجالها، فليست المرأة بأقدر على إصلاح نفسها من الرجل على إصلاحها.
أعجب ما أعجب له في شؤونكم أنكم تعلمتم كل شيء، إلا شيئاً واحداً هو أدنى إلى مدارككم أن تعلموه قبل كل شيء، وهو أن لكل تربة نباتاً ينبت فيها، ولكل نبات زمناً ينمو فيه.
إنا نضرع إليكم باسم الشرف الوطني والحرمة الدينية، أن تتركوا تلك البقية الباقية من نساء الأمة مطمئنات في بيوتهن، ولا تزعجوهن بأحلامكم وآمالكم كما أزعجتم من قبلهن.
فكل جرح من جروح الأمة له دواء، إلا جرح الشرف، فإن أبيتم إلا أن تفعلوا، فانتظروا بأنفسكم قليلاً ريثما تنتزع الأيام من صدوركم هذه الغيرة التي ورثتموها عن آبائكم وأجدادكم، لتستطيعوا أن تعيشوا في حياتكم الجديدة سعداء آمنين.
الحجاب للمنفلوطي، بتصرف يسير
#كناشة_الدرعمي
وكانت تفهم معنى الحب، وتجهل معنى الغرام، فتحب زوجها لأنه زوجها، كما تحب ولدها لأنه ولدها. فإن رأى غيرها من النساء أن الحب أساس الزواج، رأت هي أن الزواج أساس الحب.
فقلتم لها: إنَّ هؤلاء الذين يستبدون بأمرك من أهلك، ليسوا بأوفر منك عقلاً ولا أفضل رأياً، ولا أقدر على النظر لك من نظرك لنفسك، فلا حق لهم في هذا السلطان الذي يزعمونه لأنفسهم عليك.
فازدرت أباها، وتمردت على زوجها، وأصبح البيت الذي كان بالأمس عرساً من الأعراس الضاحكة، مناحة قائمة، لا تهدأ نارها، ولا يخبو أوارها.
وقلتم لها: لا بد لك أن تختاري زوجك بنفسك حتى لا يخدعك أهلك عن سعادة مستقبلك.
فاختارت لنفسها أسوأ مما اختار لها أهلها، فلم يزد عمر سعادتها على يوم وليلة، ثم الشقاء الطويل بعد ذلك، والعذاب الأليم.
وقلتم لها: إن الحب أساس الزواج.
فما زالت تقلب عينيها في وجوه الرجال مصعدة مصوبة، حتى شغلها الحب عن الزواج فعنيت به عنه.
وقلتم لها: إن سعادة المرأة في حياتها أن يكون زوجها عشيقها.
وما كانت تعرف إلا أن الزواج غير العشيق، فأصبحت تطلب في كل يوم زوجاً جديداً يحيي من لوعة الحب ما أمات الزوج القديم. فلا قديماً استبقت ولا جديداً أفادت.
وقلتم لها: لا بد أن تتعلمي لتحسني تربية ولدك، والقيام على شؤون بيتك.
فتعلمت كل شيء إلا تربية ولدها، والقيام على شؤون بيتها.
وقلتم لها: نحن لا نتزوج من النساء إلا من نحبها ونرضاها، ويلائم ذوقها ذوقنا، وشعورها شعورنا.
فرأت أن لا بد لها أن تعرف مواقع أهوائكم، ومباهج أنظاركم، لتتجمل لكم بما تحبون، فراجعت فهرس حياتكم، صفحة صفحة، فلم تر فيه غير أسماء الخليعات المستهترات، والضاحكات اللاعبات، والإعجاب بهن والثناء على ذكائهن وفطنتهن.
فتخلعت، واستهترت لتبلغ رضاكم، وتنزل عند محبتكم. ثم مشت إليكم بهذا الثوب الرقيق الشفاف، تعرض نفسها عليكم عرضاً، كما تُعرض الأَمَةُ في سوق الرقيق. فأعرضتم عنها ونَبَوتُم بها،
وقلتم لها:
- إنا لا نتزوج النساء العاهرات.
كأنكم لا تبالون أن يكون نساء الأمة جميعاً ساقطات، إذا سلمت لكم نساؤكم. فرجعت أدراجها خائبة منكسرة، وقد أباها الخليع، وترفع عنها المحتشم، فلم تجد بين يديها غير باب السقوط فسقطت.
وكذلك انتشرت الريبة في نفوس الأمة جميعاً، وتمشت الظنون بين رجالها ونسائها، فتعاجز الفريقان، وأظلم الفضاء بينهما، وأصبحت البيوت كالأديرة لا يرى فيها الرائي إلا رجالاً مترهبين، ونساءً عانسات.
ذلك بكاؤكم على المرأة أيها الراحمون، وهذا رثاؤكم لها وعطفكم عليها!
نحن نعلم كما تعلمون أن المرأة في حاجة إلى العلم، فليهذبها أبوها أو أخوها، فالتهذيب أنفع لها من العلم. وإلى اختيار الزوج العادل الرحيم، فليحسن الآباء اختيار الأزواج لبناتهم وليجمل الأزواج عِشرة نسائهم.
وإلى النور والهواء تبرز إليهما، وتتمتع فيهما بنعمة الحياة، فليأذن لها أولياؤها بذلك، وليرافقها رفيق منهم في غدواتها وروحاتها، كما يرافق الشاةَ راعيها، خوفاً عليها من الذئاب.
فإن عجزنا عن أن نأخذ الآباء والأخوة والأزواج بذلك، فلننفض أيدينا من الأمة جميعها، نسائها ورجالها، فليست المرأة بأقدر على إصلاح نفسها من الرجل على إصلاحها.
أعجب ما أعجب له في شؤونكم أنكم تعلمتم كل شيء، إلا شيئاً واحداً هو أدنى إلى مدارككم أن تعلموه قبل كل شيء، وهو أن لكل تربة نباتاً ينبت فيها، ولكل نبات زمناً ينمو فيه.
إنا نضرع إليكم باسم الشرف الوطني والحرمة الدينية، أن تتركوا تلك البقية الباقية من نساء الأمة مطمئنات في بيوتهن، ولا تزعجوهن بأحلامكم وآمالكم كما أزعجتم من قبلهن.
فكل جرح من جروح الأمة له دواء، إلا جرح الشرف، فإن أبيتم إلا أن تفعلوا، فانتظروا بأنفسكم قليلاً ريثما تنتزع الأيام من صدوركم هذه الغيرة التي ورثتموها عن آبائكم وأجدادكم، لتستطيعوا أن تعيشوا في حياتكم الجديدة سعداء آمنين.
الحجاب للمنفلوطي، بتصرف يسير
#كناشة_الدرعمي