tgoop.com/kotobduraid/11624
Last Update:
الكثير طلب تكملة القصة وماذا رد الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم على مرثد بخصوص زواجه من عناق
وإليكم التكملة
👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇
—————————————————————————-
حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم في الرد على مرثد: دليل الشرع في اختيار الزوجة
================================
لم يُجبِ الرسول صلى الله عليه وسلم مرثد بن أبي مرثد بأسلوبٍ مباشر حين طلب منه الزواج من "عناق"، بل جاء الرد الإلهي واضحًا، إذ نزلت الآية الكريمة:
" الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ".
بهذا البيان الرباني، يؤكد الله تعالى أن الزواج لا يُبرم بين المؤمن وزانية؛ وهذا ليس مجرد نهي لفظي، بل رسالة شاملة تُرسي قواعد الاختيار الشرعي في الزواج، وهي ضرورية لحماية الفرد والمجتمع من مفاهيم الزنا التي قد تنمو وتتشعب في البيوت.
إن قضية الزواج من زانية أو من منخرطة في علاقات خارج إطار الشرع ليست مسألة تافهة، بل هي من القضايا التي تُشكّل مستقبل الأسرة والمجتمع، ففي زمننا الحاضر، نجد بعض الشباب الذين ينجذبون إلى فتيات أجنبيات عبر الإنترنت أو أثناء السفر، لكونهن يُبدين مغايرات للثقافة المحلية؛ فيبارك الأهل هذا الأمر متجاهلين أنَّ مثل هذه الزيجات قد تزرع بذور الفتنة وتشوه الهوية، إذ تُفهم كأنها طبيعة الحياة، بينما يُعدّ الزواج ممن لا يلتزمون بأخلاقيات مجتمعهم انتهاكًا لمبادئ الدين والهوية.
أتذكر شابًا كنت أصلي معه في المسجد، وحفظ القرآن بإخلاص، ثم سافر إلى دولة أوروبية وتزوج من فتاة أجنبية، وعندما عاد لا نراه في المسجد قط؛ وقد تساءلت: كيف غفل عن هذه الآية الكريمة؟ فالرسول صلى الله عليه وسلم قد وضّح أن الزواج مشروعٌ على المؤمنين يُبنى على الأسس الأخلاقية والدينية، وأن التورط مع من له ماضي زنا أو علاقات مخالفة للمبادئ الشرعية لا يُرضي الله ولا يليق بالمسلم.
ولذلك، يجب على المؤمن أن لا يتزوج من زانية مطلقًا، كما يجب على المؤمنات ألا يتزوجن من رجال معروفين بعلاقاتهم المخالفة، إلا في حالة التوبة الصادقة؛ تلك التي تقضي بالابتعاد عن الذنب والندم على الماضي والعزم الثابت على عدم العودة إليه.
________________________________________
التأملات والدروس المستفادة
1- أهمية الاستشارة الشرعية:
يظهر موقف مرثد أهمية الرجوع إلى المصادر الشرعية، حيث يكون القرار في مسائل الزواج والأخلاق من مسؤولية فردية ومجتمعية تتطلب وعيًا دينيًا راسخًا.
2- الوضوح في التعريف الشرعي:
إذ إنَّ تعريف الرسول لمسألة المسكرات والزنا جاء شاملًا، فلا مجال لتفريق الأمور بناءً على التسميات أو الاختلافات الظاهرية، بل تُقاس الأفعال بنتائجها على العقل والضمير.
3- الحماية الاجتماعية والأسرية:
إن اتباع الشريعة في اختيار الزوجة والزوج لا يحفظ فقط الفرد من الوقوع في الذنب، بل يعزز من استقرار الأسرة والمجتمع، مما يساهم في بناء مستقبلٍ مشرق قائم على القيم الأخلاقية والدينية.
________________________________________
إسقاطها على واقعنا المعاصر
1- تعزيز برامج الإرشاد الأسري:
ينبغي للمجتمعات المعاصرة أن تُدرج التوعية الدينية والأخلاقية ضمن برامجها التربوية والإعلامية، لتُرسي قواعد الاختيار الصحيح في العلاقات الزوجية وتحمي الشباب من الفتن.
2- تشجيع الحوار المفتوح والهادف:
يجب أن تكون هناك منصات للتحدث بين الأهل والشباب حول قضايا الزواج، بحيث يُستقبل الطلب بالحوار الهادئ والتفاهم بدلاً من التصعيد، مما يُجنب التصرفات المتسرعة التي تُوقع الفرد في فخ الفتنة.
3- دمج الأساليب الحديثة مع القيم الدينية:
في عصر الإنترنت والسوشيال ميديا، يمكن استخدام التكنولوجيا لتعزيز الوعي الديني والأخلاقي، بحيث تُصبح وسائل التواصل أداةً لبناء ثقافة صحية تُكرّس قيم الزواج السليم والابتعاد عن كل ما يُغذي الذنب.
________________________________________
خاتمة
إن الرد الإلهي في قوله تعالى «الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً...» يُعتبر رسالةً قويةً تُذَكِّرنا بأنَّ الشريعة ليست مجرد أحكام ظاهرة، بل هي منظومة متكاملة تهدف إلى حماية الفرد والمجتمع من الممارسات التي تُضعف الروح وتنقص من الكرامة، إن كل من يعمل في مجال علاج الإدمان أو الإرشاد الأسري يجد في هذا الرد درسًا خالدًا في ضرورة التمسك بالقيم، فلا يكون كل ممنوع مرغوبًا، ولا يكون كل من يطلب الزواج سعيًا نحو السعادة إن لم يكن على أسس شرعية تُرضي الله ورسوله.
تأليف/ دريد إبراهيم الموصلي
BY دريد ابراهيم الموصلي
Share with your friend now:
tgoop.com/kotobduraid/11624