tgoop.com/kotobduraid/11633
Last Update:
"حين تُرفض النصيحة: بين الحكمة في التوجيه والصبر على القلوب المغلقة"
هل سبق أن قدمت نصيحة صادقة لوجه الله، فقوبلت بالرفض أو الاستهزاء؟
ربما توجهت يومًا إلى شخص قريب منك، أو حتى إلى غريب، بدافع المحبة والإخلاص، وقلت له كلمات تبتغي بها الخير له، لكنه رد عليك بإحدى العبارات القاسية مثل:
"لست بحاجة إلى نصيحة."
"اهتم بنفسك ودعني وشأني."
"أنا أدرى بمصلحتي منك."
"وهل ترى نفسك أفضل مني؟"
"الجميع يفعل ذلك، فلماذا تنصحني أنا تحديدًا؟"
"حتى لو كنت مخطئًا، فهذا قراري."
"وهل أصبحتَ واعظًا فجأة؟"
"لا تتدخل في حياتي، فهذا ليس من شأنك."
"أعلم ذلك، ولست بحاجة إلى من يذكرني"
"ليس الوقت مناسبًا لهذا الحديث"
"الجميع يفعل ذلك، فلست وحدي"
"وهل ترى نفسك أفضل مني؟"
"من الأفضل أن يصلح الإنسان نفسه أولًا قبل أن ينصح غيره"
"كفى مثالية زائفة"
"كفى مواعظ، لقد سئمنا!"
"اذهب وانصح غيري، فأنا لست بحاجة إليها"
"حتى وإن كنت مخطئًا، فأنا مقتنع بما أفعل"
"هذا طبعي ولن أتغير"
"لكل شخص طريقته الخاصة في الحياة"
"أنا مرتاح على هذه الحال، ولست بحاجة إلى نصيحة"
"وهل تظن نفسك وصيًا عليّ؟"
قد تشعر عند سماع مثل هذه الردود بالضيق، وربما بالحزن، وتتساءل: لماذا يرفض بعض الناس النصيحة حتى لو كانت لصالحهم؟ ولماذا يرون في النصح تدخّلًا، بينما هو في حقيقته رسالة حب وإصلاح؟.
لكن، تذكر دائمًا أنَّ الهداية بيد الله سبحانه وتعالى، وأنك مأجور على نصيحتك سواء قُبلت أم رُفضت، فما عليك إلا اختيار الأسلوب الحكيم، والتوقيت المناسب، والابتعاد عن اللهجة الحادة، ثم تترك الأمر لله.
فلنكن ممن يؤدّون واجب النصح برفق، دون أن نتأثر بالردود السلبية، فربما تؤتي كلمتك ثمارها لاحقًا دون أن تدري.
وفي مثل هذه المواقف، من الحكمة أن نتعامل بحلم وصبر، وأن لا نأخذ الأمر بحساسية مفرطة.
تحليل الأسباب المحتملة لهذا الرفض:
•الشعور بالحرج أو الكبرياء
بعض الناس يرون أن قبول النصيحة اعتراف بالخطأ، مما يجرح كبرياءهم، فيرفضونها بدافع الدفاع عن النفس.
•أسلوب تقديم النصيحة
قد يكون أسلوب الناصح مباشرًا أو شديد اللهجة، مما يجعل المتلقي يشعر وكأنها توبيخ أو إملاء للأوامر وليس نصيحة ودية.
•تجارب سابقة مع النصيحة
ربما تعرض الشخص لنصائح متكررة بشكل جارح أو غير لائق من آخرين، مما جعله يرفض النصيحة حتى لو كانت صائبة.
•عدم القناعة أو الجهل بخطورة الأمر
ربما لا يدرك المنصوح أهمية الموضوع الذي تنصحه به، فيراه شيئًا لا يستحق التوجيه بشأنه، فيرد بالرفض.
•مزاج متقلب أو حالة نفسية غير مستقرة
أحيانًا يكون الشخص في حالة نفسية سيئة أو متوترًا، فيرفض النصيحة ليس لذاتها، بل لعدم استعداده النفسي لسماعها.
طيب: كيف يكون التصرف الحكيم في مثل هذه الحالة؟
1- عدم الإصرار في اللحظة نفسها
إن رأيت أن الشخص غير متقبل، فلا تجادله، بل اترك النصيحة بلباقة وابتسم، فقد يعود للتفكير فيها لاحقًا.
2- استخدام أسلوب غير مباشر
بدلًا من قول: "يجب أن تفعل كذا وكذا"، جرب أن تحكي قصة أو موقفًا مشابهًا أو تستخدم أسلوبًا لطيفًا مثل: "كنت أفكر في هذا الأمر ووجدت أن كذا وكذا هو الأفضل، ماذا ترى؟"
3- اختيار الوقت المناسب
النصيحة في وقت الانفعال قد لا تؤتي ثمارها، لذا انتظر لحظة يكون فيها المنصوح أكثر تقبلًا واستعدادًا لسماعها.
4- الدعاء له بدل الجدال
إن رفضها، فلا تدخل في جدال، بل ادعُ له بصدق أن يريه الله الحق ويشرح صدره له، فالله وحده الذي يهدي القلوب.
5- القدوة الصامتة أقوى من النصيحة المباشرة
أحيانًا، سلوكك وأخلاقك وحدها تصبح نصيحة أقوى من أي كلمات، فالناس يتأثرون بالأفعال أكثر من الأقوال.
موقف نبوي ملهم في تقبّل النصيحة بحكمة
النبي ﷺ كان يعامل الناس بالحلم والتسامح، حتى مع من يرفضون الحق في البداية. عندما جاء الرجل الذي طلب الإذن بالزنا، لم يوبخه النبي ﷺ، بل خاطبه بالحكمة وأثر في قلبه حتى تغير موقفه تمامًا. وهذا درس لنا في تقديم النصيحة بأسلوب رحيم وجذاب.
كلمة أخيرة
النصيحة عبادة وقربة إلى الله، وأنت مأجور عليها سواء قبلها الطرف الآخر أم لا. لا تيأس، فالهداية بيد الله، وقد يؤتي كلامك ثماره لاحقًا دون أن تدري.
فاصبر واحتسب، وكن رحيمًا، فالنصيحة المقبولة ليست في قوتها، بل في حكمة توقيتها ولطافة تقديمها.
#شاركوني_رأيكم_بالتعليقات
#دريد_إبراهيم_الموصلي
BY دريد ابراهيم الموصلي
Share with your friend now:
tgoop.com/kotobduraid/11633