tgoop.com/laeileialanin2/3710
Last Update:
بسم الله الرحمن الرحيم
المحاضرة / الظلم
قال تعالى... ( مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ) [غافر:18
الظلم: لغة وضع الشيء في غير موضعه ، فالشرك ظلم عظيم ، لجعله موضع التوحيد عند المشركين.
وعرفاً هو : بخس الحق ، والاعتداء على الآخرين، قولاً أو فعلا ، كالسباب ، والاغتياب ، ومصادرة المال ، والقيام بالضرب أو القتل ، ونحو ذلك من صور الظلامات المادية أو المعنوية.
والظلم من السجايا الراسخة في أغلب النفوس، وقد عانت منه البشرية عبر تأريخها ألوان المآسي والأهوال، مما أدى إلى تحجيم الحياة، ووسمها بطابع كئيب ورهيب .
من أجل ذلك كان الظلم مجمع الآثام ومنبع الشرور، وداعية الفساد والدمار. قال تعالى : (إنه لا يفلح الظَّالِمُونَ) و(إن الله لا يهدي القوم الظالمين).
وللظلم أنواع منه ظلم الإنسان نفسه وذلك بإهمال توجيهها إلى طاعة الله سبحانه ، ومنه ظلم الإنسان لعائلته وذلك بإهمال تربيتهم تربية إسلامية صادقة وإغفال توجيههم وجهة الخير والصلاح، ومنه ظلم الإنسان ذوي قرباه وذلك بجفائهم وخذلانهم في الشدائد والأزمات وحرمانهم من مشاعر العطف والبر، ومنه ظلم الإنسان للمجتمع وذلك بالاستعلاء على أفراده وبخس حقوقهم والاستخفاف بكراماتهم ، وعدم الاهتمام بشؤونهم ومصالحهم، ومنه ظلم الحكام والمتسلطين وذلك بممارسة الاستبداد بحقهم ، ومحاولة تضييق حريات الشعوب، وامتهان كرامتها ، وابتزاز أموالها، وتسخيرها لمصالحهم الخاصة، من أجل ذلك كان ظلم الحكام أسوأ أنواع الظلم.، وعلاج الظلم واجتثاث جذوره من خلال : تذكر مزايا العدل وجميل آثاره في حياة الأمم والأفراد، والاعتبار بمساوئ الظلم، وتتبع سير الطغاة وما عانوه من غوائل الجور وعواقبه الوخيمة، وأيضا تقوية الوازع الديني ، وذلك بتربية الضمير والوجدان ، وتنويرهما بقيم الإيمان ومفاهيمه الهادفة الموجهة.
قال مولانا الصادق (عليه السلام) : ((العامل بالظلم ، والمعين له، والراضي به ، شركاء ثلاثتهم)).
نعم و الظلم هو أحد صفات الشيطان فهو ظالم لنفسه ولغيره ويقابله العدل وهو من صفات الله عز وجل ...
وأولياء الله عز وجل متخلقون بالعدل وأعداء الله عز وجل يتخلقون بالظلم وهذا التخلق ناتج عن تربية تأريخية وأسرية وعقدية وأخلاقية ...
وهناك صراع تأريخي عقائدي كبير ومرير بين العدل والظلم والصراع يتجسد من خلال شخصيات الصراع فهناك من يمثل العدل وهناك من يمثل الظلم فهناك الأنبياء وهناك الجبابرة والطغاة وهناك رسول الله صلى الله عليه وآله وهناك أبو سفيان وهناك أمير المؤمنين عليه السلام وهناك معاوية وهناك سيد الشهداء عليه السلام والفاسق يزيد وهناك الإمام الكاظم عليه السلام وهناك هارون العباسي وحتى يصل الأمر إلى أن هناك المهدي عليه السلام وهناك السفياني . وهناك الدجال .
فالظلم خط فكري عقدي شيطاني يريد إحلال الفساد في الأرض فلابد من وجود أئمة العدل للوقوف بوجه هذا المد وإيقاف مشروعه وهذا ما قام به إمامنا الكاظم عليه السلام في مواجهته لهارون العباسي من خلال مواقف وأقوال وهي تابعة لاستراتيجية إلهية سار عليها آباؤه وأجداده عليهم السلام.. فالمواقف لكل إمام ربما تختلف عن غيره بحسب الظروف ولكنها في سياق الاستراتيجية العامة لأهل البيت عليهم السلام التي تعتمد المنهج التوحيدي كمحور رئيسي تدور حوله المواقف والتحركات فتحرك السجاد يختلف عن تحرك سيد الشهداء عليه السلام وتحرك سيد الشهداء عليه السلام يختلف عن تحرك الإمام الحسن عليه السلام وهكذا
وماذا فعل هذا الظالم هارون العباسي بالإمام الكاظم عليه السلام آه عليك يا سيدي...
الكوريز//
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
لم يكتفِ هارون العباسي بسجن الإمام وتعذيبه فبعث للإمام ع طبق من الرطب مع السندي وأوكل إليه أن يطعمه الرطب وقد وضع فيه سماً فاتكاً وقدّمه للإمام فأكل منه عشر رطبات فقال له السندي "زد على ذلك" فرمقه الإمام بطرفه وقال له:"حسبك قد بلغت ما تحتاج إليه".
وأخذ السّم يسري في بدن إمامكم ويتلوى من الألم حتى صار لونه يصفرّ ويحمرّ ، وبقي ثلاثة أيام دون طبيب أو معين يعاني مع ثقل الحديد وظُلم المطامير
آجركم الله ،وتنفّس الإمام أنفاسه الأخيرة وسكن أنينه فغمض عينيه ، وأسبل يديه ومدد رجليه (المرضوضة بحلق القيود)في أمان الله فاضت روحه الطاهره أي
وا إمامااااه وا سيدااااه وا كاظماااه
هذا ولله الحمد....
زينب محمد العبادي
https://www.tgoop.com/ffhuqq
BY ليالي الأنين الثانية
Share with your friend now:
tgoop.com/laeileialanin2/3710