tgoop.com/lamakhater1/1040
Last Update:
أتخيل الآن تماماً شعور أسيراتنا الحبيبات اللواتي ينتظرن الحرية في البرد الشديد في زنازين عوفر منذ ساعات.. حيث تبدو الدقيقة دهرا..
عشتُ وغيري ساعات طويلة مشابهة في صفقة العز السابقة في نوفمبر ٢٠٢٣ ..
وصف الشعور في هذه اللحظات صعب للغاية، فهذه حرية نازفة، معمدة بالدم، يصعب معها الابتهاج، لكنها تبقى رغم أنف السجان، ووفق توقيت أهل الوفاء..
لم يكن يخفف من الشعور المبهم والأسى العميق سوى ذلك الحنق البادي على وجوه السجانين وضباط الشاباك، وهم يفرغون خيبتهم في تلك التهديدات الكثيرة للمحررات.. الاحتفال ممنوع، رفع الرايات ممنوع، وكذا استقبال المهنئين أو لقاء وسائل الإعلام والكتابة على مواقع التواصل.. الخ
حين كنا نستمع للتهديدات ظننا أن الناس في الخارج قد تم إخضاعها وإخافتها، ثم حين خرجنا بعد ساعات مريرة من التعب والبرد والجوع، وشاهدنا الجموع تتحلق بالرايات والهتافات حول الحافلة التي تقل المحررين الأشبال والمحررات، عندها تبخر التعب وذوى أثر التهديد، واستعاد المرء عافية يقينه وثباته، وكأن كل عذابات السجن باتت من الماضي.
جميل غزة وشعبها ومجاهديها سيظل يطوّق أعناق كل من تحرروا بوهج طوفانها، والإحساس بمأساتها لن ينفك عن القلوب التي تدين لها بوفاء عظيم.
هنيئاً لأول موكب من أسرى طوفان الأحرار، والرحمة لمن قضى من محرري الصفقتين الماضيتين، وهم شهداء (وفاء الأحرار) وبعض الأشبال الذين خرجوا في صفقة نوفمبر، ولم يلبثوا أن ارتقوا في درب الطوفان مشتبكين، باذلين وفاءهم الغالي والكبير لمن أخرجوهم إلى النور.. ذلك أن الحرية كانت في عرفهم جميعا فرصة للانعتاق الحقيقي والصعود المجيد إلى الخلود.
BY لمى خاطر
Share with your friend now:
tgoop.com/lamakhater1/1040