tgoop.com/langg/12467
Last Update:
قال الرّشيد للأصمعيّ: يا أبا سعيد أتعرف للعرب اعتذارًا وندمًا؟ ودع النّابغة فإنّه يحتجّ ويعتذر. فقال: ما أعرف ذلك إلا لبشر بن أبي خازم الأسديّ، فإنّه هجا أوس بن حارثة بن لأم الطّائي فأسره وأراد قتله، فقالت له أمه وكانت ذات رأي: والله لا محا هجاءه لك إلا مدحه إيّاك؛ فعفا عنه. فقال بشر:
وإِنِّي على ما كانَ منِّي لنادمُ
وإِنِّي إِلى أَوسِ بنِ لأْمٍ لتائبُ
سأَمحو بمَدحي فيكَ إِذْ أَنا صادِقٌ
كتابَ هِجَاءٍ سارَ إِذْ أَنا كاذِبُ
فقال الرَّشيد للأصمعي: إنَّ دولتي لتحسن ببقائك فيها.
وكان بشرًا قد هجا أوسًا بخمس قصائد، فلمّا عفا عنه وأعطاه مائة من الإبل قال: لا مدحت أحدًا حتّى أموت غيرك، فنقضها بخمس قصائد هي من عيون المدح مثل قوله:
إِلى أَوسِ بنِ حارِثَةَ بنِ لَأمٍ
لِيَقضِيَ حاجَتي وَلَقَد قَضاها
فما وَطِئَ الحَصى مِثلُ ابنِ سُعدى
وَلا لَبِسَ النِّعالَ وَلا اِحتَذاها
إِذا ما المَكرُماتُ رُفِعنَ يَومًا
وَقَصَّرَ مُبتَغوها عَن مَداها
وَضاقَت أَذرُعُ المُثرينَ عَنها
سَما أَوسٌ إِلَيها فَاحتَواها
لَهُ كَفّانِ كَفٌّ كَفُّ ضُرٍّ
وَكَفُّ فَواضِلٍ خَضِلٌ نَداها
نَمى مِن طَيِّئٍ في إِرثِ مَجدٍ
إِذا ما عُدَّ مِن عَمرٍو ذُراها
نَمَوهُ في فُروعِ المَجدِ حَتّى
تَأَزَّرَ بِالمَكارِمِ وَارتَداها
- أمالي المرتضى ١/٤٦٣
#العرب
#شعر
BY منهل اللغة العربية
Share with your friend now:
tgoop.com/langg/12467