tgoop.com/layatonbemethleh/1772
Last Update:
كل يوم يتأكد لي أن أوضح الآيات في القران الكريم لا تمنحنا أسرارها إلا بالنظر في علم التفسير، ومهما بلغ الإنسان من ذكاء وفهم، تظل حاجته إلى هذا العلم فوق كل احتياج.
استفتحت يومي هذا بمطالعة تفسير سورة الروم من "التفسير البسيط" للواحدي رحمه الله، وبلغت إلى قوله تعالى : ﴿أَوَلَمۡ یَسِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَیَنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُوۤا۟ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةࣰ وَأَثَارُوا۟ ٱلۡأَرۡضَ وَعَمَرُوهَاۤ أَكۡثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاۤءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَیِّنَـٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیَظۡلِمَهُمۡ وَلَـٰكِن كَانُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ یَظۡلِمُونَ﴾
وتأملت ما ذكره في تفسير عبارة من أوضح الواضحات في القران الكريم اعني قوله تعالى (فما كان الله ليظلمهم) فرأيته يقول:
قال صاحب النظم: يأتي [الظلم] في الكلام لثلاثة معانٍ:
أحدها: وضع الشيء في غير موضعه، كقوله: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ وذلك أنه وضع الربوبية غير موضعها.
والثاني: المنع والحبس، كقوله: ﴿وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا﴾
والثالث: أخذ الشيء قبل وقت أخذه، ومنه (الظليم) وهو : اللبن يُشرب قبل أن يُدْرِك وَيروب.
والمعاني الثلاثة محتملة في هذه الآية؛ فيكون معنى قوله: ﴿فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ﴾
١- بوضع عذابهم في غير موضعه
٢- بأخذهم قبل وقته
٣- وبحبس شيء من أرزاقهم
﴿وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ .. انتهى باختصار
فانظر إلى عبارة تتكرر علينا في القران عشرات المرات ، وكيف تضمنت ثلاثة معان، بعضها على الأقل لم يخطر لنا على بال!!
فأين هذا ممن يقول : التدبر يغني عن التعلم !!
والله يهدي ويجزي.
د أسامة المراكبي
BY لا يأتونَ بِمثله
Share with your friend now:
tgoop.com/layatonbemethleh/1772