LNMCIL1 Telegram 2061
[طلّاب علم جاهلون بالله..!]

انتشر بين طلاب العلم في الآونة الأخيرة تساهل في دلالة المبتدئين على أهل الزيغ من أشاعرة وماتريدية وروافض وخوارج ومرجئة الخ… لتلقّي العلوم عنهم.. وقد جاء في الوحي ما يمنع من هذا صريحا. قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} وفسّر النبي ﷺ هذه الآية قائلا: "فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله، فَاحْذَرُوهُمْ."

فهذا نصّ في وجوب الحذر من أهل الزّيغ، ويدخل فيهم كل أهل البدع وإن كان قصدهم حسنا، لا يريدون الفتنة.
قال العلامة المعلمي:" ﴿وابتغاء تأويله﴾ يدل أن ابتغاء تأويل المتشابه زيغ.
فإن قيل: إنما يكون زيغا في حق الزائغين، لأنهم يبتغون الفتنة. قلت: لا أرى هذا شيئا، إذ لو كان كذلك لكان المدار على ابتغاء الفتنة، ولما ظهر معنى لزيادة: ﴿وابتغاء تأويله﴾."

وعن الإمام محمد بن إسحاق: "{ابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} ما تأوّلوا وزينوا مِنَ الضلالة ليجيئ لهم الذين فِي أيديهم مِنَ البدعة، ليكون لهم به حجة على من خالفهم للتصريف والتحريف الذي ابْتُلُوا به، كَمَيل الأهواء وزيغ القلوب، والتنكيب عن الحق الذي أحدثوا من البدعة".

والتتلمذ على أهل الزيغ مخالف للحذر، والحذر في الكتاب والسنة عام لا يجوز تخصيصه بحال دون حال إلا بنصّ من الوحي.

وقد ذكر شيخ الإسلام من شابه حاله حال هؤلاء الجاهلين بالله فقال: "وإنما الشيوخ الذين يَستحقُّون أن يَكُونوا قدوةً متبعين هم الذين يدعون الناسَ إلى طريقِ الله، وهو شرع الله ودينُه الذي بُعِثَ به رسولُه محمد ﷺ، كما دلَّ على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة … ومن كثّر جمعهم الباطل -أي أهل البدع-، وحضر سماعاتهم التي يفعلونها في المساجد وغيرها ، أو حسّن حالهم ، أو قرر مِحالهم من أئمة المساجد : فإنه مستحق التعزير البليغ الذي يستحقه أمثاله. وأقل تعزيره : أن يعزل مثل هذا عن إمامة المسلمين ؛ فإن هذا معين لأئمة الضلالة ، أو هو منهم ، فلا يصلح أن يكون إماما لأهل الهدى والفلاح." (بتصرّف).

وعن ابن سيرين رحمه الله: "إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّن تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ." وقد اتفقت كلمة العلماء سلفا وخلفا على تصويب هذه العبارة.. وهي صواب عند العقلاء وإن لم يتناقلها العلماء، إلّا أنّ الشيطان يحجب عقول الكثيرين عن الواضحات!

ومن وجوه جهل القوم بالله:
-أنهم لم يعرفوا أنّ رضا الله لا يُنال بما نهى عنه، وينبغي لطالب العلم أن يحرص على نقاء نيّته، وعلامة صلاح النية الاتباع.
-أنهم لم يعرفوا كون العلم فتحٌ من الله.
-أنهم لم يعرفوا ما طبعت عليه النفوس من تعظيمٍ للأشياخ، ولا يعون مقدار الخطر الذي يعرّضون قلوب المبتدئين له.

ختاما: أذكر بعض الآثار التي ذكر فيها العارفون بالله عاقبة التساهل في التلقي عن أهل الزيغ ومجالستهم، وإنما ذكروا ما ذكروا منطلقين من مشكاة الوحيين وفقه سنة الله في خلقه.

قال محمد بن النضر الحارثي: "من أصغى سمعه إلى صاحب بدعة، وهو يعلم أنه صاحب بدعة، نزعت منه العصمة، ووكل إلى نفسه".
وعن سفيان: من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة وهو يعلم خرج من عصمة الله ووكل إلى نفسه، وعنه: من يسمع ببدعة فلا يحكها لجلسائه لا يلقيها في قلوبه".
وعن أبي إسحاق الهمداني: "من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام".

والله أعلم



tgoop.com/lnmcil1/2061
Create:
Last Update:

[طلّاب علم جاهلون بالله..!]

انتشر بين طلاب العلم في الآونة الأخيرة تساهل في دلالة المبتدئين على أهل الزيغ من أشاعرة وماتريدية وروافض وخوارج ومرجئة الخ… لتلقّي العلوم عنهم.. وقد جاء في الوحي ما يمنع من هذا صريحا. قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} وفسّر النبي ﷺ هذه الآية قائلا: "فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله، فَاحْذَرُوهُمْ."

فهذا نصّ في وجوب الحذر من أهل الزّيغ، ويدخل فيهم كل أهل البدع وإن كان قصدهم حسنا، لا يريدون الفتنة.
قال العلامة المعلمي:" ﴿وابتغاء تأويله﴾ يدل أن ابتغاء تأويل المتشابه زيغ.
فإن قيل: إنما يكون زيغا في حق الزائغين، لأنهم يبتغون الفتنة. قلت: لا أرى هذا شيئا، إذ لو كان كذلك لكان المدار على ابتغاء الفتنة، ولما ظهر معنى لزيادة: ﴿وابتغاء تأويله﴾."

وعن الإمام محمد بن إسحاق: "{ابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} ما تأوّلوا وزينوا مِنَ الضلالة ليجيئ لهم الذين فِي أيديهم مِنَ البدعة، ليكون لهم به حجة على من خالفهم للتصريف والتحريف الذي ابْتُلُوا به، كَمَيل الأهواء وزيغ القلوب، والتنكيب عن الحق الذي أحدثوا من البدعة".

والتتلمذ على أهل الزيغ مخالف للحذر، والحذر في الكتاب والسنة عام لا يجوز تخصيصه بحال دون حال إلا بنصّ من الوحي.

وقد ذكر شيخ الإسلام من شابه حاله حال هؤلاء الجاهلين بالله فقال: "وإنما الشيوخ الذين يَستحقُّون أن يَكُونوا قدوةً متبعين هم الذين يدعون الناسَ إلى طريقِ الله، وهو شرع الله ودينُه الذي بُعِثَ به رسولُه محمد ﷺ، كما دلَّ على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة … ومن كثّر جمعهم الباطل -أي أهل البدع-، وحضر سماعاتهم التي يفعلونها في المساجد وغيرها ، أو حسّن حالهم ، أو قرر مِحالهم من أئمة المساجد : فإنه مستحق التعزير البليغ الذي يستحقه أمثاله. وأقل تعزيره : أن يعزل مثل هذا عن إمامة المسلمين ؛ فإن هذا معين لأئمة الضلالة ، أو هو منهم ، فلا يصلح أن يكون إماما لأهل الهدى والفلاح." (بتصرّف).

وعن ابن سيرين رحمه الله: "إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّن تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ." وقد اتفقت كلمة العلماء سلفا وخلفا على تصويب هذه العبارة.. وهي صواب عند العقلاء وإن لم يتناقلها العلماء، إلّا أنّ الشيطان يحجب عقول الكثيرين عن الواضحات!

ومن وجوه جهل القوم بالله:
-أنهم لم يعرفوا أنّ رضا الله لا يُنال بما نهى عنه، وينبغي لطالب العلم أن يحرص على نقاء نيّته، وعلامة صلاح النية الاتباع.
-أنهم لم يعرفوا كون العلم فتحٌ من الله.
-أنهم لم يعرفوا ما طبعت عليه النفوس من تعظيمٍ للأشياخ، ولا يعون مقدار الخطر الذي يعرّضون قلوب المبتدئين له.

ختاما: أذكر بعض الآثار التي ذكر فيها العارفون بالله عاقبة التساهل في التلقي عن أهل الزيغ ومجالستهم، وإنما ذكروا ما ذكروا منطلقين من مشكاة الوحيين وفقه سنة الله في خلقه.

قال محمد بن النضر الحارثي: "من أصغى سمعه إلى صاحب بدعة، وهو يعلم أنه صاحب بدعة، نزعت منه العصمة، ووكل إلى نفسه".
وعن سفيان: من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة وهو يعلم خرج من عصمة الله ووكل إلى نفسه، وعنه: من يسمع ببدعة فلا يحكها لجلسائه لا يلقيها في قلوبه".
وعن أبي إسحاق الهمداني: "من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام".

والله أعلم

BY عمر بن إسماعيل | فوائد


Share with your friend now:
tgoop.com/lnmcil1/2061

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

As five out of seven counts were serious, Hui sentenced Ng to six years and six months in jail. You can invite up to 200 people from your contacts to join your channel as the next step. Select the users you want to add and click “Invite.” You can skip this step altogether. How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) On June 7, Perekopsky met with Brazilian President Jair Bolsonaro, an avid user of the platform. According to the firm's VP, the main subject of the meeting was "freedom of expression."
from us


Telegram عمر بن إسماعيل | فوائد
FROM American