tgoop.com/m_s_alf/6409
Last Update:
في هذا الزمن الذي تختلط فيه المفاهيم وتتشابك فيه الأصوات، تظهر فئة من النساء ممن يرفعن شعارات الإسلام لا لتأكيد الإيمان به في شموليته، بل لتطويعه بما يناسب أهواءهن. تراها تأخذ من الدين ما يرضي طموحها ويحقق مصلحتها، ثم تدير ظهرها لما يتعارض مع رغباتها، كمن يقف أمام مائدة عامرة، ينتقي منها الحلوى وينبذ ما عداه، متذرعًا بأنه لا يناسب ذوقه.
تطالب بما يحميها ويزين مكانتها بين الناس، كالمهر والنفقة وحق الحماية، وتستدل بالأحاديث الشريفة التي تعلي من شأن الأم وتوصي بالرفق بالقوارير.
لكنها، حين تقف عند التعدد أو القوامة، تنكرها وكأنها ليست من الدين، بل تكاد تراها وصمة عار على جبين الإسلام!
هذه النظرة الانتقائية إلى الدين أشبه بمن يتعامل مع كلمات الحكيم كما يتعامل العليل مع دواء الطبيب، يلتقط الحبة الحلوة وينبذ المُرّة، غير مدرك أن الحكمة كلها في تكامل الدواء، وأن الدين في مجموعه منظومة تنظم حياة الفرد والمجتمع، لا مجال فيها للانتقاء إلا أن يكون ذلك ضربًا من العبث!
أيتها المرأة المتاذكية، إن كنت حقًا تؤمنين بالدين كما أُنزل، فخذي منه كل ما أُعطي، واعملي بكل ما أمر، وإلا فابتعدي عن هذا الحمى المقدس، ولا تخلطي بين شهوة النفس وسماحة التشريع.
رحم الله الرافعي، لو رأى هذا الحال لقال:
"ليس الدين بما تحمله الألسنة المتعطشة، بل بما تستقر به القلوب الطاهرة، فمن خلط بين حب النفس وحب الله، فقد أساء فهم كليهما".
كتبته أخوكم: الدرعمي
#كناشة_الدرعمي
BY مصطفى صادق الرافعي
Share with your friend now:
tgoop.com/m_s_alf/6409