مصطفى صادق الرافعي

Forwarded from كُنَّاشَة الدَرعَمِيِّ

الكتّاب في زمننا كالنحل في كرومٍ ذابلة، يطنُّون ولا عسلَ يصنعون، بل كأنهم جنودٌ في معركةٍ ضاعت فيها الرايات، فصاروا يقاتلون الهواء بالسيوف الصدئة.

لقد كثروا حتى تجاوزوا القراء عددًا، كأنما يفيض الحبر فلا يجد سبيلًا إلا أن يتناثر على الورق، فإنك ترى الواحد منهم يخوض في كل ما علم وما جهل، حتى بلغنا من تفاهة الموضوعات ما يُكتب فيه عن فضيلة تقديم القدم اليمنى عند ركوب الدراجة النارية، كأنما هذا هو المبدأ الذي قامت عليه الحضارة، أو الحكمة التي تُرشد الأمم إلى المجد!

يا للعجب، أين الفكرة التي تثير الفكر؟ وأين الحكمة التي تُنهض الروح؟ إنهم يكتبون ليمتلئ الورق، لا ليمتلئ العقل، في زمن صار الحرف فيه تجارة، والكلمة بضاعة، والكتاب سِلعة لا قيمة لها إلا بما يَكسب من ثمنٍ في السوق!

#كناشة_الدرعمي

www.tgoop.com/m_s_alf/6442

1.1K viewsJan 9 at 19:59

الكتّاب في زمننا كالنحل في كرومٍ ذابلة، يطنُّون ولا عسلَ يصنعون، بل كأنهم جنودٌ في معركةٍ ضاعت فيها الرايات، فصاروا يقاتلون الهواء بالسيوف الصدئة.

لقد كثروا حتى تجاوزوا القراء عددًا، كأنما يفيض الحبر فلا يجد سبيلًا إلا أن يتناثر على الورق، فإنك ترى الواحد منهم يخوض في كل ما علم وما جهل، حتى بلغنا من تفاهة الموضوعات ما يُكتب فيه عن فضيلة تقديم القدم اليمنى عند ركوب الدراجة النارية، كأنما هذا هو المبدأ الذي قامت عليه الحضارة، أو الحكمة التي تُرشد الأمم إلى المجد!

يا للعجب، أين الفكرة التي تثير الفكر؟ وأين الحكمة التي تُنهض الروح؟ إنهم يكتبون ليمتلئ الورق، لا ليمتلئ العقل، في زمن صار الحرف فيه تجارة، والكلمة بضاعة، والكتاب سِلعة لا قيمة لها إلا بما يَكسب من ثمنٍ في السوق!

#كناشة_الدرعمي

BY مصطفى صادق الرافعي