tgoop.com/m_s_alf/6472
Last Update:
الحمدُ للهِ الذي يُبدِّلُ المحنةَ مِنحَة، ويجعلُ في الأقدارِ حكمةً مستترة، لا تنجلي إلا لمن صَبَر واحتسب. وما البلاءُ إلا مطهرةٌ للقلوب، ومصفاةٌ للنفوس، تُعيدُها إلى نقائها الأول، فتخرجُ من الكربِ أشدَّ بصيرة، وأرسخَ يقينًا، وأقوى ثباتًا على سُبُلِ اللهِ المستقيمة.
إنَّ في الابتلاءِ سرًّا لا تدركه العيونُ العاجلة، فإنما هي مقاديرُ اللهِ تجري بحكمته، يرفعُ بها من شاء، ويطهرُ بها من أراد، ولعلَّ العبدَ إن مسَّه الضرُّ ظنَّه هلاكًا، وهو في الحقيقةِ حياةٌ جديدةٌ تُولَدُ من رحمِ المعاناة، كما يُشقُّ الفجرُ من أرحامِ الظلمات.
فالحمدُ للهِ إذ ابتلانا، فكان البلاءُ لنا تطهيرًا ورفعة، والحمدُ للهِ إذ عافانا، فجعل العافيةَ لنا سِترًا ورحمة.
فإنما هي أقدارُ اللهِ تتقلبُ بين لُطفٍ يُنعِّم، وبلاءٍ يُعلِّم، وليس للعبدِ إلا أن يمضيَ في دربِهِ مستسلِمًا لحكمةِ ربِّه، راضيًا بما قُسِم له، فإن في كلِّ حالٍ من أحوالِ اللهِ خيرًا، وإن في كلِّ قضاءٍ نافذٍ حكمةً لا يدركها إلا المتفكِّرون، وكِلَاهُما مِن عطايا المَلكِ الذي لا يُردُّ قضاؤه، ولا يسأل في أمره، وهو العليمُ الحكيم.
#كناشة_الدرعمي
BY مصطفى صادق الرافعي
Share with your friend now:
tgoop.com/m_s_alf/6472