MAGEDSALFEEMGAL Telegram 2444
إلى أسود الشمال اثبتوا قليلاً :*
===================
ك/ ماجد السلفي
على مر العصور وتعاقب الدهور لا يكون نصر إلا بعد انهزام ولا تمكين إلا بعد استضعاف، بل إن الله جعل من أعظم أسباب التمكين جبر خواطر المستضعفين والانتصار لهم( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين . ونمكن لهم في الأرض...) (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها) .. تلك سنة لله جارية وحكمة له بالغة !!
بل جعل الله دولة الكافر على المؤمن ابتلاءً، وجعل الأنبياء غرضاً لأهل العداوات ليكونوا قدوتنا في الصبر على البلاء وقوة المواجهة (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين)!! .
وأمام هذه الدلائل والسنن والحقائق يجب أن نقف متأملين في موقعنا اليوم منها ومدى استعدادنا للسير على منوال الأنبياء والصالحين في الثبات والجلَد، والتسليم لمبدأ( لقد خلقنا الإنسان في كبد) !
تعترض طريق دعوتنا المنغصات والمكدرات ونحن نريدها صفواً من الأقذاء والأكدار!! بالغنا في دعوى تجنيب الدعوة الأخطار، وصرنا نحن الدعوة وحذَرُنا أحيانا من أن تصاب جسومنا بالأذى أو أن نسجن!
لم نبذل لدين الله ودعوة رسول الله ما يليق بشرف تلك المقامات! وأصبحت أجسادنا أغلى من دين الله! قد نسكت عن قول حق ونحرج في قول باطل ونلبسه لباس القبول أو نحضر منكراً ونتذرع بالإكراه وأن الأمر فوق الطاقة دون أن نسمح لجزء من أذى يجرب طراوة أجسادنا ونعومة جلودنا، ودون أن نسمح للكرامة أن ترفع رأسها ولا لعزة المؤمن وأنفته وقوته في ذات الله أن تظهر مهانة الباطل وذلة المعتدي!
لا شك ان دين الله أغلى من نفوسنا وأموالنا وراحتنا، لكن حينما لا نقدم للعقيدة موقفا ولا للمبادئ ثمناً ولا للكرامة قيمة نتهم انفسنا أن حبنا لذواتنا وراحتنا أهم لدينا من محبة الفداء لدين الله ..
كم نقتدي بالسلف في الجرأة على الباطل! والغيرة للحق! والوقوف في وجه الفتنة التي تستهدف دين الناس وعقيدتهم! هل ناظرنا كما ناظروا؟! وسجنا كما سجنوا! وشردنا كما شردوا! وقتلنا كما قتلوا!
*مابين بين فترة وفترة وتظهر زوبعة على منتسب للسلفية في مناطق الشمال حصل منه موقف مريب وتصرف عجيب ينسف مبدأ الولاء والبراء عنده ويظهر بموقفه ظهور الجبان (المشفّر) والإمعة المسيّر، ما يسبب ضجيجاً ونقداً واسعاً تعمم فيه التهم وتثار فيه مياه المودة وتتقطع به أواصر التلاقي !!*
إلى هؤلاء نهمس : هلّا صبرتم هداكم الله إذ أوذيتم! وأعرضتم حين دعيتم! وحزمتم حين أحرجتم! وتجلدتم حين هددتم! وإن سجنتم فقد سجن قبلكم من هو خير منكم! وإن عذبتم فما لحمكم وعظمكم بأغلى من انتصار الحق الذي تحملونه في صدوركم سنيناً!!
وجد الباغي تراخيكم وهزالكم فطمع فيكم واكتشف نقطة ضعفكم!! وزرع فيكم من يثبط ويهوّل ويبيع القضايا ويتكلم بلسانكم ،ولسانه السكين التي تذبح كرامتكم وتنسف مبادئكم!!
بينكم وبين أن يصحصح خصمكم الظالم أن تثبتوا قليلاً، اصنعوا مواقف يخلدها لكم التاريخ! لن يسكت الباطل إلا إذا رفعتم أصواتكم ولن يرفع يده عن المساس بكم إلا إذا خاف على يده من الأذى!
تخافون الموت وستموتون! بل برودكم هذا موت من نوع آخر أخطر بكثير من موت الأجساد!! تخافون على الدعوة والدعوة تحتظر وتناديكم أن تردوا لها روح الحياة بمواقفكم الصلبة !!
هما خياران يا أسود : إما وعشتم بين عدوكم ثابتين صابرين منافحين عن عقيدة وعرض وحق ولو حصل لكم ما حصل! دون تنازلات وتدرجات وانزلاقات ترهق الدعوة وتعرضكم للمقت والفتن !
وإما رحيل يغيظ العدو ويقلقه فرحيلكم سيكون له شأن ووقع فهو رحيل المظلوم وهجرة المستضعف وكل حر يعرف طريقه وكل طريق للفار بدينه توصله إلى فرج ومأوى وتجعل منه سهماً قد برته المواجع وشهاباً قد أشعلته المآسي! ونحر الظالم هدف عادل تتخطفه السهام وتحرقه شهب الحق مهما طالت عربدته وزاد بغيه ...
وهمسة أخيرة في آذان الشامتين: كل شخص زل أو ذلّ فلا يمثل إلا نفسه، ولغة التعميم احترافية في الجور! لا يرضاها الله ولا رسوله! وارحموا أهل البلاء واحتملوا لهم الأعذار وابذلوا لهم النصح الصادق ولو علنا ـ كما فعلتُ!ـ ولا تعينوا عليهم الشيطان بلغة السفه والحمق ولهجة التشفي والانتقام !!



tgoop.com/magedsalfeemgal/2444
Create:
Last Update:

إلى أسود الشمال اثبتوا قليلاً :*
===================
ك/ ماجد السلفي
على مر العصور وتعاقب الدهور لا يكون نصر إلا بعد انهزام ولا تمكين إلا بعد استضعاف، بل إن الله جعل من أعظم أسباب التمكين جبر خواطر المستضعفين والانتصار لهم( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين . ونمكن لهم في الأرض...) (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها) .. تلك سنة لله جارية وحكمة له بالغة !!
بل جعل الله دولة الكافر على المؤمن ابتلاءً، وجعل الأنبياء غرضاً لأهل العداوات ليكونوا قدوتنا في الصبر على البلاء وقوة المواجهة (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين)!! .
وأمام هذه الدلائل والسنن والحقائق يجب أن نقف متأملين في موقعنا اليوم منها ومدى استعدادنا للسير على منوال الأنبياء والصالحين في الثبات والجلَد، والتسليم لمبدأ( لقد خلقنا الإنسان في كبد) !
تعترض طريق دعوتنا المنغصات والمكدرات ونحن نريدها صفواً من الأقذاء والأكدار!! بالغنا في دعوى تجنيب الدعوة الأخطار، وصرنا نحن الدعوة وحذَرُنا أحيانا من أن تصاب جسومنا بالأذى أو أن نسجن!
لم نبذل لدين الله ودعوة رسول الله ما يليق بشرف تلك المقامات! وأصبحت أجسادنا أغلى من دين الله! قد نسكت عن قول حق ونحرج في قول باطل ونلبسه لباس القبول أو نحضر منكراً ونتذرع بالإكراه وأن الأمر فوق الطاقة دون أن نسمح لجزء من أذى يجرب طراوة أجسادنا ونعومة جلودنا، ودون أن نسمح للكرامة أن ترفع رأسها ولا لعزة المؤمن وأنفته وقوته في ذات الله أن تظهر مهانة الباطل وذلة المعتدي!
لا شك ان دين الله أغلى من نفوسنا وأموالنا وراحتنا، لكن حينما لا نقدم للعقيدة موقفا ولا للمبادئ ثمناً ولا للكرامة قيمة نتهم انفسنا أن حبنا لذواتنا وراحتنا أهم لدينا من محبة الفداء لدين الله ..
كم نقتدي بالسلف في الجرأة على الباطل! والغيرة للحق! والوقوف في وجه الفتنة التي تستهدف دين الناس وعقيدتهم! هل ناظرنا كما ناظروا؟! وسجنا كما سجنوا! وشردنا كما شردوا! وقتلنا كما قتلوا!
*مابين بين فترة وفترة وتظهر زوبعة على منتسب للسلفية في مناطق الشمال حصل منه موقف مريب وتصرف عجيب ينسف مبدأ الولاء والبراء عنده ويظهر بموقفه ظهور الجبان (المشفّر) والإمعة المسيّر، ما يسبب ضجيجاً ونقداً واسعاً تعمم فيه التهم وتثار فيه مياه المودة وتتقطع به أواصر التلاقي !!*
إلى هؤلاء نهمس : هلّا صبرتم هداكم الله إذ أوذيتم! وأعرضتم حين دعيتم! وحزمتم حين أحرجتم! وتجلدتم حين هددتم! وإن سجنتم فقد سجن قبلكم من هو خير منكم! وإن عذبتم فما لحمكم وعظمكم بأغلى من انتصار الحق الذي تحملونه في صدوركم سنيناً!!
وجد الباغي تراخيكم وهزالكم فطمع فيكم واكتشف نقطة ضعفكم!! وزرع فيكم من يثبط ويهوّل ويبيع القضايا ويتكلم بلسانكم ،ولسانه السكين التي تذبح كرامتكم وتنسف مبادئكم!!
بينكم وبين أن يصحصح خصمكم الظالم أن تثبتوا قليلاً، اصنعوا مواقف يخلدها لكم التاريخ! لن يسكت الباطل إلا إذا رفعتم أصواتكم ولن يرفع يده عن المساس بكم إلا إذا خاف على يده من الأذى!
تخافون الموت وستموتون! بل برودكم هذا موت من نوع آخر أخطر بكثير من موت الأجساد!! تخافون على الدعوة والدعوة تحتظر وتناديكم أن تردوا لها روح الحياة بمواقفكم الصلبة !!
هما خياران يا أسود : إما وعشتم بين عدوكم ثابتين صابرين منافحين عن عقيدة وعرض وحق ولو حصل لكم ما حصل! دون تنازلات وتدرجات وانزلاقات ترهق الدعوة وتعرضكم للمقت والفتن !
وإما رحيل يغيظ العدو ويقلقه فرحيلكم سيكون له شأن ووقع فهو رحيل المظلوم وهجرة المستضعف وكل حر يعرف طريقه وكل طريق للفار بدينه توصله إلى فرج ومأوى وتجعل منه سهماً قد برته المواجع وشهاباً قد أشعلته المآسي! ونحر الظالم هدف عادل تتخطفه السهام وتحرقه شهب الحق مهما طالت عربدته وزاد بغيه ...
وهمسة أخيرة في آذان الشامتين: كل شخص زل أو ذلّ فلا يمثل إلا نفسه، ولغة التعميم احترافية في الجور! لا يرضاها الله ولا رسوله! وارحموا أهل البلاء واحتملوا لهم الأعذار وابذلوا لهم النصح الصادق ولو علنا ـ كما فعلتُ!ـ ولا تعينوا عليهم الشيطان بلغة السفه والحمق ولهجة التشفي والانتقام !!

BY مقالات الداعية ماجد السلفي✍


Share with your friend now:
tgoop.com/magedsalfeemgal/2444

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

5Telegram Channel avatar size/dimensions But a Telegram statement also said: "Any requests related to political censorship or limiting human rights such as the rights to free speech or assembly are not and will not be considered." While the character limit is 255, try to fit into 200 characters. This way, users will be able to take in your text fast and efficiently. Reveal the essence of your channel and provide contact information. For example, you can add a bot name, link to your pricing plans, etc. A Telegram channel is used for various purposes, from sharing helpful content to implementing a business strategy. In addition, you can use your channel to build and improve your company image, boost your sales, make profits, enhance customer loyalty, and more. Select “New Channel”
from us


Telegram مقالات الداعية ماجد السلفي✍
FROM American